فوزية العلوي

كل العالم متألّب عليْ عليّ ولم تكن لي ابدا هذي السحب هذا الحطب هذا الوطن هذا السحاب هذا الغياب هذا الضياع صخب الرعاع حكايانا التي فشلت زهراتها في الاحمرار عيناك ... معصم قلبك ... شفة التبريح الساعة التي خمنت انها لي لكنها كانت عليْ العالم الموتور هذي الطرقات هذي الشرفات الجبن المحلي...
لا شيء يسكنني غير التفاصيل المملة والرتيبة قهوة مابين سكرها ومرارة القلب اتفاق صباحي اطباق تغسل كي تتلوث من جديد اثواب اشنقها قبالة الشمس فتتحول عند المساء وطاويط محنطة زوجة البقال تهب اللبن والخبز وكل مايمضغ بوجه لا معنى له وعيناها إلى التلفاز المثبت قريبا من السقف تتابع مسلسلا تركيا ماسخا...
لم يكن ثوبي يسعني لذلك لبست النهر المؤدي إلى بيتكم تكورت ليلبسني الزّبد همست سمكة أن لا ملح في بيتكم فتمنيت لو كنت بحرا الرمل الذي علق باجفاني صار على سبيل المثال خرزا أعد به الحدّ الفاصل بين قلبينا ولأن المسافة شاهقة طفقت أنفض الرمل بما اوتيت من صلف لعلّني أصل قبل السمكة يبدو ان الملح الذي...
اكتب البداية قبل أن تكتبني النهاية اكتبني عاشقة مشفقة خائفة ضائعة بارعة صانعة ليس مهما شكل القلم ولا نوع الحبر ولا أين احط خطاي واسكب خطاياي قد يكون برقعة جلد ببردية نهر او بلوح طين انهمار الحبر هو ما يعنيني دمعا مرة ودما اخرى انثيالي شلالات من الدهشة والتذكر والحنين اقتحامي ابوابا مغلقة...
عند الفجر اطوي عباءة الليل واقتفي ريح البن كل الازقة تقودني الى فنجان لكن فنجان أمي ليس تشبهه النجوم فيه تمطر قهوة بسحر البرتقال ورغوة فيها خلاصة العمر لفنجان امي طيور بيض وزهور حمراء وفيه نثار من ارج المسك وصوانيها التي تجلبها من قعر الخزانة فيها اراجيح لذلك نستعيد طفولتنا ونحن نحتسيها تترنح...
نتشابه انا وامي ككوبي زجاج نقاوة الماء وانخداش البلور من الريح أشبه أمي في جهرها تشبهني في سري لذلك تعد كل الدموع التي ذرفناها معا تصبها في دورق عمرها ولا تبديها تخاف على زهورعيني من التبدد وانا اخاف على عصفور قلبهامن الجزع تشبهني امي فتدنيني حتى تتلامس ركبتانا تدني من روحي فنجان قهوتها الحامي...
تناءينا أم ذاك وهم القول في لغة كانت مجرّتنا ورداءنا الشّتوي وحفيف قلّتنا إذ جاءنا صيف ثقيل هل قلتَ غيبي كي لا يلامسني برقُ الفراق أم قلتَ لي أوبي إليْ لنخطّ توت الشوق في لغة كان الفراش يبايعها كيما يحطّ هنا في فيئها المخضرّ وتزورها زمر من النّحل الغريب في موسم الدرّاق عجِل هذا الفراقْ يا...
ككلّ الحجارة التي لاتنتمي الى جدار كنت انظر الى مصيري المرميّ في العراء لم أكن خائفة من الزلزال لان الاصل في الانهيار يكون للحجارة الملاصقة ولا مشتاقة لانني لم أجرب معنى العناق لكن ما حصل في المطر كان غريبا عندما حاول الماء ان يجرفني كانت جذوري ضاربة في الأرض سأنتظر لون زهوري إذن عندما تسطع...
ليس لي الآن ما يؤسف أوْيبدّد أشلاء روحي… أنا الآن مثل المياه التي نسيت نهرها فاستحالتْ خريرا بلا أيّ صوتٍ أنا الان فوق التمنّي وفوق انتظار الفصول وفوق الحنين إلى أيّ موتٍ أنا الآن فوق احتمالات حتّى وشتّان بيني وبين أناي التي كسرت نايها لفراق حبيب وأمست بلا أيّ نجم لأنّ يديه التي كم تربّت على...
نخطئ أحيانا كما يفعل الفراش نحرق أصابعنا بالانحناء على جمر وقد حسبناه وردا نخطئ كخطاف غرته شمس شتوية فأقلع عن الرحيل فلما غابت لم يجد من سربه الا الزقزقة نخطئ كما يفعل النرجس وقد فتح ذراعيه لسحابة صيف نخطئ لان الحكمة علمتنا أن نخطئ لكننا رغم شيب الحكمة يحرقنا الجمر الذي في وعد الوردة فوزية...
خذني إلى قمر ساهر وعلق سواري هناك ..... سيعبر طير ويرتاح في لمعة الضوء وينفض ريش الفراق فيمتلئ الحلم بالزقزقات وتأتي إلى غريبا كما قد رمتك الدروب. وامضي إلى حلمك الليلكي مبراة من ذنوبي واعقد في دهشة الروح شالي على فنن عاشق فيهطل غيث ويترعني شجن في المآقي أعدني إلى طفلة الصيف هيا وخذني إلى بحر...
لا تستقطر الحب من أحد ولا تترك دلاءك للريح غيمة ماطرة تفاجئك فتترع أكواب قلبك حتى يسحً الماء على الأرصفة والشرفات ويغرق أحذية المارة فيحملقون في وجهك المعشوشب وفي السوسن المزهر فوق حاجبيك لا تنثر الحَبَّ للحساسين هي وحدها تبحث عن برعمك المخفيّ في هسهسات النّسغ تنتظره حتى إذا بزغ جاءته زمرا وطافت...
جارنا الرومي ذاك الذي مات وحيدا لم أفهم سيرته إلا الآن رغم السطور المحفورة على جبينه الأسمر لم أكن أفقه شيئا من الأغنيات التي كم كان يشرب على نخبها ويبكي فإذا سألناه صغارا عن دموعه قال إن ذلك من العجاح لم أكن أعلم أنه من مالقة وأنه فر إلى هنا من جحيم الجنرال فرانكو بعد أن أشعل بلدته بالأحلام...
سأحبّني كما تحبّ شجرة أغصانها وكما يحدب ليل على قمره سأنفض عن وجهي غبار التشابه وأهب الفراشات مساحة لانتقاء الزّهر سأعيدني إلى زاوية الدار حيث البهجة تقرفص على خزانة السلالة والظل يغفو على أريكة الخيزران ساقاسمه شرشف الحرير البنّي ولن أسمح للشمس خدش ايّ خوخة من بستاني سألمّع خواتم الوقت خاتما...
الشتاء يعشقني لذلك يدثر قلبي بحرير الغيم يهبني حسوة الشجن اللذيذة يذكرني امي وهي توقد للحب صباحا وتهبنا اقمارا من خبز القمح وغديرا من زيت الزيتون الشتاء يبكي من عشقي فيدحرج دمعه على زجاج نافذتي ويتكور في فروة القط على اريكة انتظاري لزائر ينام في دوحة الروح سال إلى النهر مع خيوط المطر فوز علوي

هذا الملف

نصوص
328
آخر تحديث
أعلى