سعد جاسم

{الى روح أُمي} كُلَّما أتذكَّرُكِ أَشمُّ رائحةَ الدمعِ ومن أَصابعكِ المضيئةِ أَشمُّ رائحةَ الحنينِ والزعفرانْ لدمعِكِ رائحةُ الضيمِ ولهُ رائحةُ الطينِ أَيضاً لطينكِ رائحةُ السواقي ولأَنفاسكِ رائحةُ النعناع كُلّما أَتذكَّرُكِ أَشمُّ مسكَ ضفائرِكِ وأَتذكَّرُني طفلاً نَزِقاً يمرحُ في حضنِ...
كلُّ شتاءٍ يستحيلُ منفايَ الى جحيمٍ طاعنٍ في الوحشةِ والكآبةِ السوداء والعزلةِ الباردة * وكلُّ شتاءٍ أَيضاً يزدادُ قلبي بياضاً وأَصابعي تزدادُ برودةً وزرقة ولا أَترددُ في النشيجِ على أُمي الغائبةِ وبلادي الجريحة وأصدقائي المرتبكينْ من فرطِ التأمّلِ والحنينْ * وفي الشتاءِ كذلكَ أُمارسُ النومَ...
* تعالَ كي نرسمَ شجرةً ونؤثثها باعشاشٍ دافئةٍ ونزيّنها بطيورٍ ملوّنةٍ ونُسمّيها : شجرةَ الغوايةِ أَو شجرةَ الحكمة ثم نرسمُ على واحدٍ من أَغصانِها تفاحةً ناضجة ونُسمّيها تفاحةَ حواء تخليداً لإسمِ أُمِّنا الاولى - حسناً ... * إِبدأْ أَنتَ ـ لا يَهُم ...ها أَنا أَرسمُ الشجرة إِرسمي أَنتِ الطيورَ...
{ صور } تصاويرُنا المُعلّقة على الجدران، صدأتْ اطاراتُها،ولكنَّها مازالتْ متشحةً بضحكاتِ الأَصدقاء وخضرةِ الأَشجار وهديلِ اليمام وفرحِ الامهات تصاويرُنا : تاريخُنا السريُّ الذي يبقى يقاومُ الطوفانَ والعدم { نهر } النهرُ الذي حفرناهُ في أَزمنةِ الظمأ بأَصابعِنا النحيلة ، وملأَناهُ بدموعِ...
( طـقـوس ) الحبُ مرآتي والأملُ أيضاً وأنا - رغمَ الوحشةِ ومخالبِ الذكرى وحرائقِ الحنين - أُربي معكِ العصافيرَ وأزهارَ الظلِّ وسناجبَ الأُلفةِ ونلعبُ بكُراتِ الثلجِ معَ أطفالِ الشمسِ حتى نطردَ اشباحَ الضجرِ وكوابيسَ المنفى ونبتكر طقوساً ومباهج كي لاتصابَ أرواحُنا بالعطبِ والنسيان ( طغيانٌ...
أَبناءُ الضيمِ والخسارات فتيانُ الوطنِ الفقراء يشعلونَ ثورةَ الكينونةِ والخلاص *** فراديسٌ تزهو بالثوار ساحاتُ التحرير *** إِرحلوا أَيُّها الفاسدون شعبٌ يصرخ *** صرخاتُ الغضب والاحتجاج تملأُ الشوارعَ والساحات *** برصاصٍ حي وقنابلٍ مسيّلةٍ للدموع يتساقطُ المتظاهرونَ العُزّل *** دمٌ على الوجوهْ...
أَرسمُ وردةً وأَشمُّ عطرَها في خيالي وأَتخيَّلُ أَنَّ العالمَ {حيثُ لاحروب ولا مجاعات ولا أَوبئة} فردوسٌ يضوعُ بالعطرِ والضوءِ والانوثةِ الابدية * أَرسمُ شمساً وأتدفأُ بشعاعِها الحنون وأَتقاسمُ الدفءَ معَ الناسِ والعصافيرِ والفراشاتِ وقططِ البيتِ المَرِحة * أَرسمُ غيمةً وأَجلسُ منتظراً أَنْ...
قبلَ أن أنتهي من تقشيرِ تفاحتِكِ الناضجةِ صاحَ بي إسرافيلُ الرغبةِ فسقطتِ السكينُ من يدي وسقطتْ يدي من يدي وشهقتُ كمَنْ مسَّهُ برقٌ من الـعطرِ وحينَ أفقتُ من شهقتي بدأتُ على وميضِ مراياكِ رحلةَ الكشفِ عن اسرارِ جسدكِ ورحتُ أرتقي معارجَكِ جبلاً ... جبلاً وكوكباً... كوكباً وفردوساً وآآآآه...
هذا أنا ......... عراقيٌّ وضوحي ودمي فراتُ ذبائحٍ وأنا صيحةٌ مؤجلة دائماً افكّرُ بأشياء فادحةٍ لماذا الأنوثةُ تتوهجُ في حفلاتِ الدم والاوبئة ؟ كيفَ البلادُ تستحيلُ الى مجردِ رايةٍ وحكايةٍ ونشيدٍ لايكتمل ؟ كيفَ لي ان لاأشكَّ بكلِّ شئ جلجامش الـ ... هم ... والشعراء الانثى الكتاب ... الحب العالم...
وحدهم ... يُقايضونَ ذهبَ الخديعةِ بصكوكِ النسيان وحدَهم ... يُنفقونَ أعمارَهم في بازارٍ خاسرٍ وحدَهم ... العاطلونَ عن الأملِ يرونَ الأرضَ تفاحةً فاسدةً والســــماءَ محارةً مُقفلة
( الاشجارُ نساءُ الطبيعة ) الاشجارُ اللواتي في الغاباتِ والحقولِ والشوارعِ : نساءٌ ، نساءٌ دائماً مفتوحات السيقانِ والاذرعِ والقلوبِ ، قلوبُهنَّ خضراءٌ في الربيع، وصفراءٌ في الخريف أَعْني خريفَ العمر ، وبيضاءٌ في الصيف ، والنساءُ الاشجارُ : مشاعرُهنَّ ورغباتُهنَّ هُنَّ فواكههنَّ الناضجة ،...
لرائحتِكِ العالقةِ في قمصاني لقُبلاتِكِ المتوهّجةِ على جسدي لضحكاتِكِ الصادحةِ في فضاءاتي لأَصابعِكِ التي تخترقُ المسافاتِ لتلامسَ قلبي وتغفو على شغافهِ العاشق لأحلامِكِ القزحيةِ التي تتكوكبُ في ليلي الباذخِ باشتعالاتِ جسدكِ الهيمان لجنوناتكِ التي أُحبُّ شطحاتِها وقصائدَها وعصافيرَها وهديلَها...
هكذا أَراكِ وهكذا أُريدُكِ وهكذا أُحبُّكِ لأنّك أنتِ الحبُّ ومعناهُ جوهرُهُ وخلاصتُهُ وأغانيّهُ البسيطةُ المُكتظةُ بالغزلِ والشغفِ والجنون وأَنتِ الحبُّ في نحيبهِ وكآبتهِ السوداءِ أَحياناً ولأنّكِ أنتِ الحبُّ وفرحُهُ الكونيُّ ومواعيدُهُ المشتاقة ... الملتاعة والهيمانة والريانةُ مثل...
حلمتُ أنَّ الارضَ تريدُ أن تأكلَني ولشدّةِ قلقي وإنزعاجي أمسكتُ بخناقِ الحلمِ وركلتُهُ خارجَ المشهد ثمَّ شتمتُ الأرضَ وصرختُ بها : إذهبي لتأكلي غيري وليملأ الربُّ أفواهَ دودِكِ بالسمِّ والتراب * * * حينَ صحوتُ رأيتُ الأرضَ يأكلُ فيها زلزالٌ حاقدٌ وثمّةَ كائناتٌ : بشرٌ ... أشجارٌ...
هيئتُهُ ... التي كانت فصلاً مثيراً في كتبِ السيرةِ السريةِ لنساءِ الاحياءِ القديمةِ هيئتُهُ ... التي كانت تُديرُ رقابَ ذوي الاعينِ الخائنةِ وتثيرُ حواراتِ الغيرةِ والأختلافِ بينَ لااصدقائهِ واصدقائه الذينَ كانوا ينهونَ حواراتهم بعداءاتٍ صغيرةٍ وحروبٍ مختلفةٍ معهُ هيئَتُهُ ... التي كانت...

هذا الملف

نصوص
81
آخر تحديث
أعلى