محمد حافظ رجب

في أول ندوة أحضرها بقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية - وذلك كان في أواخر عام 1967- كنتُ مرتبكاً، والخجل يجعلني أخاف من أن أتحدث، كان هناك الدكتور على نور، الذي سأل: - فيه حد معاه قصة يقرأها؟ مددت يدي، وقلت: - نعم معي قصة. وقرأتُ كلمات قليلة من القصة، أخطاء كثيرة في اللغة، وفجأة جاء نبيل فرج، ثم...
جلس (الدرويش) بجوار (النصف بغلة) كركر ضاحكا: شيشة عجمي تكركر.. انغرس بضحكاته في بلاهة صيفية.. ضاقت به الأنفاس .. تكلم دهرا.. واستدار (الدرويش) بجناحيه .. وعاد إليه فجأة.. لمحه يخرج له لسانه ساخراً معبرا عن حيرته في أمره أمام واجهة النافذة: لا فائدة جيله لا يعرف له كبيرا يوزنه بالميزان الدقيق...
هدير الشيخ الضرير يدوى فى أنحاء العالم.«لكن عذاب الله شديد» ومضى يتحسس بعصاه معالم الطريق المندثرة أنواره» وميض خاطر مضىء انجفر داخل (الدرويش) : غضب الله سبحانه وتعالى لما حدث له فى نقطة بوليس (المفروزة) أهدروا هناك آدميته.. ..... ........... ذهب (الدرويش) إلى شغله كالعادة : الأفواه المذعورة...
هو رجل تصدع كل شئ حوله هو الآخر تصدع .. يلازم طاقته المفتوحة.. منذ سنوات لا يعرف عددها - آناء الليل والنهار.. بلا نوم بلا طعام.. يسند جداره الموشك على السقوط.. داخل جدران الطاقة.. كى لا تتبعثر أحجاره.. صار بعضا منه.. يتأمل ما يدور حوله فى غيبوبة الحجر .. قالت له الجدة وقد مزقها القلق : - حسب...
قال الرجل الذى بلا رأس للشـــرطي الواقف خلف سور الملعب : _ هل لك أن تساعدني يا سيدي الشــرطي .. لأســترد رأسي التي يلعبون به داخل الملعب؟ ... ومد الشـــرطي يده له، ليتعلق بها قائلاً : _ هيا بنا .. لنرى ما يمكننا عمله . ... المجلة التي اكتب فيها لم تعد موجودة .. تركها الناس الذين كانوا السبب في...
عادوا إلى ( مصلحة المظاليم ) بعد أن مشوا فى جنازة ( أم هودج اللحم العظيم ) .. وجدوا النساء يركبن الهواء .. يتأرجحن فوق المراجيح .. يصحن صيحـــــــات خرقاء ، يرقصن .. يلعبن لعبة الاستغمـــاية : (السوداء) فوق مكتب ( الثرثارة ) تفترش مكتب ( الدرويش ) و(عايده ) السمينة مع ( سوسن ) ( والكاهنة الصغيرة...
.. الرجل الذي صمت كثيراً من الدهر: اسمحوا لي بالتمدد فوق فراش الإقامة فقراء نحن: عندما يأتي لحم الأضاحي من فوق الأضرحة، نصبح في عيد: أتولي أنا توزيع الأصابع: كفتة عزيزة علينا:طعامنا اليوم.. في غفوة الشراسة: انتبهت لهم داعبتهم بألم ساحق أشعر بالذنب في حجم جني مارد يتمدد في داخلي، يلمس نبض...
أرسلت (المرأة) تستدعيه... طاعة الجبناء طاعته... نادت بنت شقيقها على (سلوى)... قال لها: «أغلقى النافذة ـ ذات الكوات الكئيبة ـ وحضرى القفل..» التفت إلى مخلوقات الحجرة النائية: «صباح الخير أيتها المرأة التى تثيرنى» .. الحلوف الصغير داخل دورة المياه يزوم،... يبتلع ملء وزنه ليرش أرض الله...
دخل عليهم دب الأمس : هائل الحجم .. رجولة فضفاضة فى جلبية زفير جسم ضخم يقنع أية امرأة به زوج (هويدا) الموظفة الجديدة : عيون خضراء : وادى أخضر .. فجل عال يا وراور لا تكف عن إطلاق الغازات : القولون واجعنى .. بيشدنى بيزقنى .. بيلاوعنى .. تستند على كوعها : «يا زوجى الهائل جئت بك لتأخذ بتار الإناث...
هل أخطأ محمد حافظ رجب حين ترك الإسكندرية..؟ وهل أخطأ حين عاد إلى الإسكندرية..؟ سؤال يناوشنى -أحياناً- فلا أعثر له على إجابة محددة. محمد حافظ رجب -إن كنت لا تذكر، أو لا تعرف- هو صاحب مقولة: نحن جيل بلا أساتذة.. قصصه القصيرة موسومة بطابع فنى لم يقلد، وإن حاول البعض تقليده.. حتى نجيب محفوظ -هذا...
برحيل الكاتب والمبدع والرائد محمد حافظ رجب، تكون حبات العقد فى جيل الستينات، قد فقدت عددا نوعيا كبيرا فى الظاهرة الستينية، وذلك بعد أن رحل سيد خميس وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطى، ومحمد إبراهيم مبروك، وجمال الغيطانى، ومحمد كامل القليوبى، وسعيد الكفراوى، وغيرهم، وأطال الله فى عمر بهاء طاهر ويوسف...
القاهرة: داليا عاصم رغم ارتدائه عباءة الثمانين فإن صاحب «مخلوقات براد الشاي المغلي» لا تزال عيناه تشعان تحديا.. إنه المبدع السكندري المشاكس محمد حافظ رجب الذي قال عنه أدباء جيله «مبدع الهذيان»، لكن قاموس أكسفورد ذكره كأهم مجدد في القصة القصيرة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. «طارق ليل...
محمد حافظ رجب: تنكر الأصدقاء جعل الكتابة مجرد حطام لم تكن صيحة محمد حافظ رجب «نحن جيل بلا أساتذة» التي أطلقها في مطالع الستينات من القرن الماضي مجرد خبط عشواء، وإنما كانت تجسيدا لهموم جيل يجاهد في أن ينفض عن كاهله ميراث الكتابة التقليدية، ويشق لنفسه طريقه وهويته الخاصة، سواء في الكتابة الروائية...
صاحب (الكرة ورأس الرجل) ، و(مخلوفات براد الشاي المغلي) المجموعات القصصية التي أحدثت طوال سبعينيات القرن الماضي دوياً إبداعياً هائلاً في عالم الثقافة المصرية ، وألهمت أجيالاً من الكتاب المصريين ، .. محمد حافظ رجب المتمرد العظيم الذي أحدث ضجة كبري مع دوي إبداعاته عندما فاجأ الأوساط الثقافية...
عرف الكاتب الكبير محمد حافظ رجب، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس، عن عمر يناهز 86 عاما، كواحد من رواد فن القصة في الوطن العربي، بعد مسيرة طويلة فى عالم الأدب والإبداع، اعتبر خلالها واحدا من أهم رواد التجديد في القصة العربية القصيرة. ولد محمد حافظ رجب في الإسكندرية عام 1935 وأقام بالقاهرة فترة، عمل...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى