محمد عبد الحكم حسن

شجرة .... كيف ارتفعت فى بيت الجيران فجأة .. لتغطى الحوش الوسيع ، وتلامس حائط المسجد القريب ، وتكسو الشارع الأملس ظلا منقوشا . *** أخبرنى الطبيب أن حالة ابى متأخرة ، وأن الجلكوما ستطفئ النور من عينيه تماما ، فجدتُ بالدمع وابتل جلبابى المهترئ ، وسمع أبى شهقاتي وعيناه تخوضان فى الظلام السرمدى فبكى...
وفي آخر الموسم تلتقط ما تساقط عند جارها البستاني، ويلحظها حين تميل كنعامة وتجمع على عَجَل، وتتأمل الشمس وهي تخترق السماء خارجة من وراء جبل الطير .. حيث بنتها هناك في انتظار مجيئها السنوي. والبستاني من خلف جداره الممتد يأكل بعينيه تحركات الجسد الصابر بعد رحيل الزوج، هو يتركها تلملم ما تساقط،...
انكفأتْ علي بطن جارتها، تتسمع وتبكي، قالت: أسمع هديل حمائمي الضائعات. حقيقة أعرف أن زوجتي صادقة، ليس إيماناً بها ولا مجاملة لها .. فهي حين توجه أذنها جهة ضحيتها .. تكتشف سريعاً ما يخبئه من أسرار ونقود وكلمات سرعان ما يبوح بها وسط دهشة الجالسين، أما المنقار فهو للأشياء الصعبة .. حين تفرد ذراعيها...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى