علي المك

اعتدت أن تختلف إلى مكتبك كل صباح، مثل الساعة الدقيقة أنت، تفد للمكتب في الثامنة من الصباح، في الشتاء كما في الصيف، ولم تغير عادتك تلك أبدا، حين كنت تعمل في الدامر أو الفاشر أو في كسلا.. حقا أنك قد خبرت أكثر أقاليم بلادك ولكنك لا تعرف ما هو الفرق، النهار في المكتب، والمساء في النادي.. وهناك دائما...
كان مكتب الأرشيف خاليا من الموظفين، لا أدري أين ذهبوا ولكني أعلم أنهم في مثل هذه الساعة من كل يوم يتناولون وجبة الإفطار، وأعرف فيهم – وهم سبعة رجال وسيدة – كلفاً بالسمك البلطي و البصل و الشطة الحراقة. وعلوية: ثامنة الجماعة في تحضير الوجبة ماهرة وحاذقة. هذا ليس مهماً .. المهم أنني أرسلت لهم مذكرة...
كتبتُ لك هذا الخطاب في ذهني مرات، مسحته، أعدتُ كتابته، مسحته ثم أعدتُ كتابته وألحَّ عليّ، صرت أنطقه لنفسي نطقاً، وأهمسه لنفسي همساً، وقد كنت أظن قبل اليوم أن آثار الجرح القديم قد انمحت، وأن بقايا الأوصاب قد عفا عليها الزمن، وأني أخذت نفسي بشدة لم تعتد عليها نفسي، كل هذا لأني أريد أن أجعل نفسي...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى