نصار الحاج

دَعيني أسْأَلْكِ هل ستكتبين سيرَتَكِ التي غرسْتِ شتْلاتِهَا في براري صحراويَّةٍ واسْتوائيَّةٍ وطرُقَاتٍ باردَةٍ؟ هل ستثْقُبين الْجدارَ بفرْشَاةٍ ناعمةٍ تلدُ الألوانَ راقِصَةً على أسْلاكِهِ الشَّائكَة؟ تعرفينَ مثْلمَا أنَا أعرفُ وَكذلِكَ الأصدِقَاءُ وَالصَّديقاتُ يعْلمْنَ أنَّ أمكِنَة كثيرة...
يا امرأةً حَفَرَتْ وطناً من أنهار الحب جئتُ إليكِ الآن أُغازلُ أمطارَ أنوثَتِكِ الكبرى أشربُ ماءَ الكلمات تسطعُ من محبرتي كلماتٌ أخرى تتلاشى ذرَّاتٍ.. ذرَّاتٍ، في ماعونِ المطرِ النّاعم تحت لُهاثِ الشوقِ النَّازفِ كنتُ أُداعِبُ حرْفاً.. ظلَّ يُرَتِّلُ رعشتَهُ السَّمراء لامرأة خرجت من شبق الأنهار،...
وَرْدَةٌ في بَراري الْجَسَدْ تَشْتَهِي أسرَارَهَا الَّتي خَبَّأتْهَا طَويلًا تَرَى الْخَرَائطَ الَّتي لَمْ يَسْكُنْهَا أحَدٌ قَدْ صَارَتْ مَأْهُولَةً بِحَفْريَّاتِ الْوَلدِ الْمَجْنُونْ . صَديقَةٌ هَيَّأتْ وَرْدَتَهَا لِتَخْرُجَ عَنْ صورَتِهَا في الْحَقْلِ لِتُصْبِحَ نَجْمَةً سَاحِرَةً ثُقْبًا...
الليلُ في هذا المطعمِ العتيق مفتوحٌ على أشرِعة الرِّيح لا يعرَفُ الأبواب الخجولة الخُطَى يطيرُ مع أسرابِ العصافيرِ حتى نهاياتِ البَّهجة الزرقاء ويفرشُ مائدةَ الكونِ على سحرِ السماوات. الليلُ في هذا المطعم النبيل لا يُشبهُ الأمسيات في شوارع الخرطوم ولا مُسامرات الليل التي أنْهَكَتها عذاباتُ...
عَبَرْنَا جسرَ الغيابِ في اللحظةِ الأخيرةِ من صريرِ الورقةِ كَانَتْ المحابرُ في ذلكَ الوقتِ من منتصفِ النَّهارِ تهذِّبُ الحبرَ والطاولةَ والمفرداتِ بشاهقِ الكلامِ اللّطيفِ الكونُ على شُرفةِ الوقتِ يلوِّنُ الشِّفاهَ بذاكرةِ الشَّجرِ الشجرُ ملاءةُ الظِّلِ وطاردُ الظّهيرةِ من شوارعِ النّهارِ ...
تلكَ امرأةٌ تضجُّ حواسُها بالنارِ تُشعلُ ورْدَها لوناً سماوياً يدغدغُ ليلَها المحروق بالشَّهوات لكنّ السلاسلَ من زمان الخوف تُرْبِكُ خطْوَها وتنالُ من غاباتها سرّ التمرُّد في المسافاتِ البعيدةِ خلفَ مجرى الماء. امرأةٌ من زمانِ الحُبِّ والغزلِ الجميل ظلَّتْ تربي عشقَها وهجاً خرافياً يطيرُ كما...

هذا الملف

نصوص
6
آخر تحديث
أعلى