ألف ليلة وليلة

ومما يحكى أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرق ليلة من الليالي وتعذر عليه النوم ولم يزل ينقلب من جنب إلى جنب لشدة أرقه فلما أعياه ذلك أحضر مسروراً وقال: يا مسرور انظر إلى من يسليني على هذا الأرق فقال له: يا مولاي هل لك أن تدخل البستان الذي في الدار وتتفرج على ما فيه من الأزهار وتنظر إلى الكواكب...
ومما يحكى أيضاً أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان رجلٌ تاجرٌ اسمه عبد الرحمن قد رزقه الله بنتاً وولداً فسمى البنت كوكب الصباح لشدة حسنها وجمالها وسمى الولد قمر الزمان لشدة حسنه ، ولما نظر ما أعطاهما الله من الحسن والجمال والبهاء والاعتدال خاف عليهما من أعين الناظرين وألسنة الحاسدين ومكر...
ومما يحكى أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل تاجر اسمه مسرور وكان ذلك الرجل من أحسن أهل زمانه كثير المال مرفه الحال ولكنه كان يحب النزهة في الرياض والبساتين ويتلهى بهوى النساء الملاح فاتفق إنه كان نائماً في ليلة من الليالي فرأى في نومه أنه في روضة من أحسن الرياض وفيها أربع طيور من...
ومما يحكى أنه كان ببغداد رجل ذو مقدار وكان موسر بالمال والعقار وهو من التجار الكبار وقد سهل عليه دنياه ولم يبلغه من الذرية ما يتمناه ومضت عليه مدة من الزمان ولم يرزق بأناث ولا ذكور، فكبر سنه ورق عظمه وانحنى ظهره وكثر وهنه وهمه فخاف ذهاب ماله ونسبه إذ لم يكن له ولد يرثه ويذكر به فتضرع إلى الله...
وحكي أنه كان في ذلك الزمان وسالف العصر والأوان تاجر من التجار في بلاد خراسان اسمه مجد وله مال كثير وعبيد ومماليك وغلمان، إلا أنه بلغ من العمر ستين سنة ولم يرزق ولداً وبعد ذلك رزقه الله تعالى ولداً فسماه علياً، فلما نشأ الغلام صار كالبدر ليلة التمام. ولما بلغ مبلغ الرجال وحازصفات الكمال ضعف والده...
وفي الليلة الرابعة والثمانين بعد المئة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان في خلافة هارون الرشيد رجل تاجر له ولد يسمى أبا الحسن علي بن طاهر وكان كثير المال والنوال حسن الصورة محبوباً عند كل من يراه وكان يدخل دار الخلافة من غير غذن ويحبه جميع سراري الخليفة وجواريه وكان ينادمه...
وحكي أيضاً أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مر في بعض الأيام وصحبته جعفر البرمكي وإذا هو بعدة بنات يسقين الماء فعرج يريد الشرب وإذا إحداهن التفتت إليهم وأنشدت هذه الأبيات: قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت المنام كي أستريح وتنطفي = نار تأجج في العظـام دنف تقلبه الأكف = على بساط مـن سـهـام أما...
قال بهرام: ذكروا الله، اعلم أنه كان بمدينة الكوفة رجل من وجهاء أهلها، يقال له الربيع بن حاتم وكان كثير المال مرفه الحال، وكان قد رزق ولداً فسماه نعمة الله فبينما هو ذات يوم بدكة النخاسين إذ نظر جارية تعرض للبيع وعلى يدها وصيفة صغيرة بديعة في الحسن والجمال فأشار الربيع إلى النخاس وقال له: بكم هذه...
ومما يحكى أيضاً أنه كان لبعض السلاطين ابنة وقد تعلق قلبها بحب عبد أسود فافتض بكارتها وأولعت بالنكاح فكانت لا تصبر عنه ساعة واحدة فكشفت أمرها إلى بعض القهرمانات فأخبرتها أنه لا شيء ينكح أكثر من القرد فاتفق أن قرداً مر من تحت طاقتها فأسفرت عن وجهها ونظرت إلى القرد وغمزته بعيونها فقطع القرد وثاقه...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى