أبو العتاهية

وفرزُ النّفوس كفرزِ الصّخور ففيها النّفيس وفيها الحجر وبعضُ الأنام كبعض الشّجر جميلُ القوامِ شحيحُ الثّمر . وبعضُ الوعودِ كبعض الغُيُوم قويّ الرعودِ شحيحُ المطر وكمْ من كفيفٍ بصيرِ الفؤاد وكم من فؤادٍ كفيفِ البصر وكمْ من أسيرٍ بقلبٍ طليق وكم من طليقٍ كواه الضّجر وكم من شهابٍ بعالي السّماء بطرفةِ...
عندما سُئل أبو العتاهية: "هل تعرف العروض"؟ أجاب بثقة: "أنا أكبر من العروض"! هذه الإجابة إجابة شائعة قد نسمعها من شاعر كبير في حجم أبي العتاهية، وقد نسمعها أيضاً من شعراء ما زالوا في بدايات تجاربهم الشعرية، فكثيراً ما يُصرّح الشعراء في حواراتهم بأنهم ينظمون شعراً موزوناً بالسليقة ومن دون حاجة...
وبعض الأنام كبعض الشجر = جميل القوام رديء الثمر وفرز النفوس كفرز الصخور = ففيها النفيس وفيها الحجر وكم من كفيف بصير الفؤاد = وكم من فؤاد كفيف البصر وكم من أسير بقلب طليق = وكم من طليق كواه الضجر وماكل وجه مضيء يدور = بعتمة ليل يسمى قمر وما كل ذي لحية واعظ = ولا كل من قد محاها كفر أما قيل يوما...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى