أود في هذا الحيز الضيق تقديم نظرة تقييمية مكثفة عن المنجز القصصي العراقي منذ النشأة حتى الأن، رغم صعوبة الأمر، فعمر القصة العراقية يقارب عمر الدولة العراقية التي نشأت بحدودها الحالية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ممثلة بنصوص ـ محمود أحمد السيد ـ الذي يعود له فضل تأسيس قالب القص بشكله المعاصر، وما تلاه من أجيال جاهدت من أجل بلورة قالب قصصي يناسب البيئة والتجربة العراقية بين الحربين العالميتين.. الحيز ضيق وغرضه ألقاء الضوء على ظاهرة، نص، جيل، لذلك سأتناول جانباً جوهرياً بصيرورة النص القصصي...
أركبني أمامه على دراجته الهوائية وقادها باتجاه المدينة. كنتُ أتَلَفّت مُلاحِقاً بعينين كسيرتين رفاق طفولتي وزملائي في المدرسة يلهون باللعب وسط شارعنا الترابي العريض راكضين خلف كرة من البلاستك. أَتَلَفّت وقلبي يهبط إلى قدميّ المتدليتين بشكل جانبي والمحصورتين بساقيّه القويتين المنهمكتين في تحريك الدواستين، وكأنه ذاهبٌ بيّ إلى الجحيم. ظللتُ محاصراً منذ اللحظة التي أعادني بها خالي “مهدي” إلى أمي بعد أن يأس من لامبالاتي وشرودي وتركي دكانه للعب كلما غادر لقضاء شاغلٍ ما، أُحَاسَبْ على كل دقيقةٍ...
-1- المرأة سر الوجود، المشتهى والمبغى رحمها بحر وحضنها بيت الإنسان. سأنشر نشيدي عنها مقطعا مقطعا بقصتي -عشتار العراقية- ـ يا حبيبي أحنه في حكاية من ألف ليلة وليلة!. قالتها، وعيناها اللامعتان منشغلتان عني بالسقف الخفيض المغطى بلوحات محشودة بالجواري والمغنين والراقصات المتطوحات وكأنهن سيسقطن بعد لحظة في أحضان الرواد. كنتُ مذهولاً ممتلئاً بها، وبالعكس تماماً من مخاوفها أخذتها تلك الليلة إلى مطعمٍ منزوٍ. كانت ترتدي بدلتها الترابية الضيقة حد الوركين، الفضفاضة خلف الربوة المتماسكة اللدنة. هبطنا في...
* إلى إبتسام زغير – أم نصار – الرفيقة مع حبي واعتذاري أبحر في يم بشرتها السمراء، في زغب الوجنتين الطفل، في استدارات جسدها الأليفة المخبوءة تحت السروال الفضفاض، والقميص العريض، والتي كاد أن يصبح لمسها أمنيةً لشدة دنوها واستحالتها. فمنذُ ليلة التحاقهما حيث قضياها متعانقين، في جوف مغارة ضيقة واطئة السقف، انسلا إليها زحفاً بصحبة الدليل، لم يجمعهما فراش واحد. ظلا ينتهزان الخلوات أثناء تجميع الحطب من غابة السفح، أو في حلكة ليل الجبل الدامسة حيث تتسلل وقت نوبة حراسته، فيمارسا الحب على عجل...