سلام إبراهيم

أيها الجسد أعرف أعرف حملّتكَ فوق طاقتك في سفرِ العمرِ لهاثٌ في لهاثٍ عَدَوتُ حتى حافةِ الهاويةِ أعرف يا حامل روحي وراعيها أنكَ تكاد تصمتْ غير أسفٍ فقد قاتلتَ كُلَ الوقتِ منذُ الطفولة والصًبا والشبوب حتى الكهولة وخريف العمرِ قاتَلتَ، قاومتَ لكّني أدرك يا منً تَسهر وأنا أكتبُ عنكَ أن الرحلة على...
إلى روح صديقي الشاعر عزيز سماوي تواعدنا في مقهى "أم كلثوم" في طرف شارع الرشيد من جهة الميدان، المكتظة بعشاقها والدخان وصوتها الصادح بحفلاتها المطولة، وصفها صديقي "عزيز السماوي" بذلك بعد أن أخبرته بأنني لم أدخلها يوماً، كنت أمرّ على رصيفها يومياً في طريقي إلى مكتبات "المتنبي" التي سكنتها بعد أن...
ثمة أنثى مطلقة تحوم بروحها بين الكلمات، وترف بأجنحتها حول قامات الحروف، تلويها، انغلاقها، انبساطها، تحوم الروح الأنثوية فاعلةً. في النصوص الموغلة في القدم نجدها الغاوية، فهي من دجنت أنكيدوا جوار نبع الماء وأخرجته من التوحش إلى التحضر في مهمة نبيلة، وهي في النصوص الدينية من دلت آدم على الشجرة...
لم أتدخل حينما وصلتنا رسالة مؤثرة من "أم صمد" زوجة صديقي الشاعر "علي الشباني" في أواسط تسعينيات القرن المنصرم تصف فيها بأسلوب أدبي مؤثر وعفوي اللحظة التي صارحها بأنه متزوج في السر ورزق بصبي، أتذكر وصفها لقسماته الباردة وأثاث غرفة المكتبة والطاولة والصور المعلقة، جمودها وكأن صاعقة أطاحت بها،...
وجدتني، أخطو في دفقة ضوء الزقاق. ضوء لا يشي بزمنية ما. ضوء هو خليط من نور وظلام. امتزاج غير مسبوق. لا هو بالسحر ولا هو بغسق مساء. لا هو بشروق، ولا هو بغروب. في التباس الضوء والزمن أسير غارقاً بالظلال. لا أقصد سوى امتداد الزقاق. تحنو على قامتي جدرانه القديمة المتآكلة، بشبابيكها الخشبية المعتمة...
في دعوة منتدى بغداد الثقافي والفني ببرلين 2-6- 8- 2018 أخبرني الأخ عصام الياسري رئيس المنتدى بوجود رفيقي القديم “يحيى علوان” في أول جلسة تعارف مع جمع من الأكاديمين العراقيين المتقاعدين أصغرهم بعمر 73 سنة، لم اتعرف عليه، وكان لدي فضول في معرفة أحواله. هو في واقع الأمر تحاشاني في تلك الجلسة، لكنني...
التحقت مرتين إلى الثوار في الجبل مطلع ومنتصف ثمانينات القرن الماضي. الثانية والأخيرة كنت عازماً على عدم تكرار ورطتي في التسلل إلى مدينتي وبغداد فقد ذقت الويل في ظروف التخفي التي صورت بعضا من ذلك الويل في روايتي “الإرسي” التي كتبتها بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على التجربة. كنت سعيدا بالرغم من...
-1- هل حدث معك ذلك؟!. تحضن جلادك وتقبله تتمازح معه وقلبك مفتوح مثل عشب حديقة بلا ضغينة هل حدث معك ذلك؟!. لا تسمح في أن يعانقك فحسب بل تغمره بفيض روحك المعذبة هل؟!. هل؟!. حدث معك سلام إبراهيم.. حدث وهذه الروح التي ترتديك رسّبتك في قاع الفراغ...
الإنسان لا يختار منفاه، ولا يختار النفي أصلا. فعندما لجأت إلى الثوار في الجبل ١٩٨٢ كنت أظن أنني أما أعود إلى مدينتي في جنوب العراق – الديوانية – أو أموت في القتال أو تحت القصف، ولم أكن أتصور أنني سأتشرد عبر الحدود مشيا على الأقدام بصحبة زوجتي وأحلّ في معسكرات اللجوء التركية ثم الإيرانية، ثم...
انسل وحيدا تحت مطرٍ خفيفٍ لم يزل يتساقط منذ بكرة الصباح. خاض لاهثاً في وحل ممرٍ جبلي يصعد إلى مقبرةٍ مهجورة. كان مشتت الذهن لا يفكر بشيء محدد. ضايقته كتل الطين اللزجة التي تثّقل حذاءه. وجده كما جرى الأتفاق معهم. حطوه في باطن الغروب الماطر تحت شجرة لوز شاهقة ملفوفاُ ببطانية مبتلةٍ وملوثةٍ بالوحل...
أنهكنا المسير طوال الليل في رحلة عودتنا من مواقع الثوار الحدودية إلى عمق أرياف دهوك. هبط الفجر علينا في اللحظة التي أقبلنا فيها على قرية صغيرة تناثرت بيوتها أسفل السفح. كنا أول الواصلين فقد كنا في مقتبل العمر، رياضيين، لعبنا معاً في فرق المدارس التي حللنا بها. طوال الطريق كنا نحلم بانتصار...
هل سمعت يا إلهي نواح العراقية على ابنها هل تأملت يديها المرفوعتين نحوك يامن تسبح في الأعالي ولا تفعل شيئا سوى السماع والسماع والنوم يا إلهي متي تستيقظ؟ متى؟ تدرك حزن العراقيات الفاقدات فلذات أكبادهنَّ متى؟ أوشك أن أصرخ أنت ميت يا إلهي أو أستدرت لتلهو في لعبة أخرى وسلطت علينا الأشرار الخارجين من...
يبرك خائراً في بركة السرير، ضائعاً في دوامة القصة. يحاول إيجاد ما يفسر وضعه الصعب.. يستميت استماتة غريق في يمٍ. يتشبث مستنجداً من غور الماء، بذراته العصية، شأن جسدها القريب.. المستحيل. ـ ما الحب.. يا رب المحبة؟!. ـ أيكون ليس غير وهمٍ.. يصبغه المحب مثل غشاوة على كيان المحبوب؟!. هدفٌ...
باغته وجهها المذهل حال دخولهم الغرفة.. كانت تجلس في الركن المواجه للباب لامةً ساقيها تحت كتلتها وتخالس النظر وكأنها خجلة من الحضور. الغرفة تضيق بالمائدة الطويلة المصفوفة عليها أطباق من مختلف أنواع اللحوم المشوية والفواكه والخضر والخمرة.. أفسحوا له الطريق مرحبين.. خطا مقتربًا من جلستها. ارتعد لما...
لا أميل إلى تسمية الأدب الذي تكتبه النساء بأدب نسوي. لأسباب عديدة أولها؛ لا وجود للحياة البشرية دون طرفي الوجود الرجل والمرأة؛ فقصص الكتب السماوية تشترك بقصة خلق الله للرجل والمرأة وما تبعها من حكاية الغواية والتفاحة والأفعى وأبليس، ولا ننسى أن الكتب جاء بعد تطور حضاري طويل قطعته البشرية عابرة...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى