محمد عبد المنعم زهران

..ولكنهما ما إن اقتربا حتى رأيتهما فى وضوح. رجل يحمل آخر على كتفه. ويمشى. المكان. كثيف الأشجار. ربما كان حديقة أو حقلاً. أو ربما غابة. لم يعد بإمكانى الحكم. فالأماكن تتغير دائما. ألقاه بعنف على العشب فارتطم جسده بقوة. كانت بومة فى أعلى شجرة. تتلفت بعينين تضيئان فى الظلام. وكان صمتًا. انتهى...
كحبة فراولة على كف جنيه،تكون الكتابة. الكتابة المجنونة بواقعها الأحمر المستدير... الأحمر الصاخب. ..... دون ضجيج فى سباق إلى هناك..نمضى ..ويمضى كل شيء فى سباق على لا شيء نحارب حرب اللاشيء العظيمة النقطة المجيدة بين السباقين تنهيدة ارتياح لشخص يتأمل يغرس رمحه الوحيد فى الأرض يلقى دروعه وينهض عاريا...
انتبهتُ فجأة لتحرك القطار واندهشت، لأنني اعتقدت أني غفوت. رأيت مساعدي يجلس أمامي، تأملته.. كان هو! تصاعد ضجيج الركاب مختلطًا بصوت القطار الرتيب، ومن بعيد رأيتُ الكمسري يمر عليهم للاطلاع على تذاكرهم. بدا ودودًا على غير العادة، كأنما يريد أن ينتهي بسرعة. بعد قليل جاء وجلس بجواري.. “أنهيت العربات...
حين يخطف الموتُ مُتميِّزًّا إنسانيًّا، متفردًا في العطاء وهو في سن صغير؛ لماّنزل ننتظر منه عطاء مستقبليا؛ غالبًا ما نعزي أنفسنا بالمقولة الشائعة: "ابن موت"، ربما لأنه في يقيننا جميعًا أن الحياة عبارة عن حلبة مصارعة كبيرة يملأ أبناءها الطمعُ في اقتناص ما يمكن اقتناصه منها،لا مكان فيها لشخص قرر...
هكذا وبينما أفكر فى ركوب الباص الذى توقف أمامى ، كنت قد ركبته فعلاً . كان من تلك الباصات التى تتوقف بالقرى فى الليل ، فيركب مسافرون ، ويهبط آخرون . جلست باستسلام فتحرك الباص . كان يخب مهتزاً كجمل عجوز فى صحراء ، مظلماً ، والمسافرون كانوا نائمين . هكذا تأتى هذه الأوقات التى تشعر فيها بالصفاء...
في الماء سمك صغير، في حجم الذباب، وبعضه كبير في حجم إصبعي، والآخر – هذا الذي يجيئ من بعيد ثم يذهب مرة أخرى إلى بعيد – في حجم قطة. أحب دائماً أن أجلس وأضع قدميّ في الماء، وتتجمع الأسماك التي في حجم الذباب حول قدميّ فأشعر بالخوف. كنت أشعر بالخوف أولًا وأخرج قدمي بسرعة فيختفون، وحين تصفو المياه...
بعد قيلولة قصيرة فتح العجوز عينيه ليتذكر فجأة موعد حفلة. نهض وبدأ يتحرك بارتباك. مشى قليلاً إلى أماكن غير محددة، توقف محاولاً تذكر أين يريد أن يمضي؟ لبث حائرا يتلفت، أخيرا عاد لغرفة نومه، وفتح خزانة في عمق الحائط، أخرجه ووضعه أمامه. ارتدى ملابسه بتمهل، وضع البيبيونة السوداء في ياقة القميص، وبدأ...
ليس الأمر كما يبدو دائما يا “ مريم”.. لأن الحاج ” جمعة” عندما وصل إلى مكتبه أول يوم عمل لك كمديرة لمكتبه، أطلعك على كل أعماله، وأعطاك قائمة بأرقام عملائه، وقائمة أخرى بالصفقات التي يجب إنهاؤها، وعهد إليك بترجمة بعض المراسلات على بريده الالكتروني. هذا بعد أن تمكنتِ من فهم طبيعة دورك الذي سيشرف...
قلت لك أن نذهب قبل أن تتجمع السحب ، كان ينبغى مغادرة البيت والذهاب إلى حيث لا توجد أمطار وسحب ، إلى صفاء الجنوب أو الشرق دائماً ، أما الشمال والغرب فكل الأهوال تأتى من هناك ، محملة فى بعض الأحيان بكرات من الثلج فى حجم ليمونة صلبة وقاسية . قلت لك أن نذهب ولكنك رفضت بإصرار لمجرد أن قراءة طالعك قد...
لكل شيء جانب وجانب آخر.. ناحية وناحية أخرى.. أبيض وأسود.. خير وشر.. نهار وليل لذا لا تشكو ظلام الليل قبل أن نرى النهار ولا تشرد بعينيك باتجاه النجوم قبل أن ترى القمر.. ولا تصدق أن الهواء حياة وأن الماء غرق وموت فعلى جانب مغابر سيكون الهواء هلاكا محضا والماء نجدة.. الأمر يسير على هذا النحو دائما...
وبكل ما أوتيت من قوة قفزت فى جوف البرميل البلاستيكى الكبير ، وانكمشت فى الظلمة التى يعلوها قبة من الضوء ، خائفاً .. مرتعشاً . كان واحداً من عدة براميل كبيرة ومتجاورة بلون أزرق قاتم ، مصطفة دونما انتظام بجوار حائط رطب . ولحظة اندفاعى تجاهه استطعت أن ألمح قليل من النفايات المنزلية تنتشر حوله ...
تأرجح المقعد به فى حديقة بيته .. وتأمل الآخر يتأرجح ، على الناحية الأخرى، داخل حديقة بيته المقابل . كان يفصل بينهما شارع هادئ وأسوار، وبعض المارة وفضاء هواؤه ساكن. أشجار كبيرة هنا وهناك . أمسك دفتر يوميات فأمسك الآخر دفتراً وهو يرمقه . بدآ يقرآن ويقلبان الصفحات فى ذات التوقيت تقريباً ، ومن وقت...
لا أستطيع النوم ، ولا حتى بقادر على البقاء مستيقظاً إلى جانب ذلك ، فإننى لا أشعر بأى شئ مطلقا . كان بالتأكيد شيئاً ضخماً وثقيلا ، لم أستطع حتى رؤيته ، بدا كإظلام مفاجئ وسريع ، فى مثل سرعة شرارة ناتجة عن طرق حجرين . بدأ كل شئ منذ دقائق قليلة ، عندما كنت جائعا وأفكر فى شراء شئ للعشاء . تحديدا قبل...
لا أستطيع النوم ، ولا حتى بقادر على البقاء مستيقظاً إلى جانب ذلك ، فإننى لا أشعر بأى شئ مطلقا . كان بالتأكيد شيئاً ضخماً وثقيلا ، لم أستطع حتى رؤيته ، بدا كإظلام مفاجئ وسريع ، فى مثل سرعة شرارة ناتجة عن طرق حجرين . بدأ كل شئ منذ دقائق قليلة ، عندما كنت جائعا وأفكر فى شراء شئ للعشاء . تحديدا قبل...
كان يحيى الطاهر عبد الله ولايزال مصدر إلهام لجميع كتاب السرد دون استثناء تقريبًا ، وصنع بقدرته الإبداعية اللافتة لغة سردية تخصه ، كحكاياته المدهشة التي تخصه وحده ، استطاع يحيى أن يؤسس مشروعًا إبداعيًا شديد الخصوصية أثر في كل أجيال الكتابة السردية اللاحقة . ويمكننا دون مبالغة تقرير حقيقة انبهارنا...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث
أعلى