لأمي الحبيبة التي لا تسعفني الكلمات لأقول لها كم أحبك ..
للرغيف في يدي
رائحة حنطة أمي
وللزيتون المتناثرة
حباته في الصحن
لمسة أمي
وللقهوة المنسمة بالزعتر
عطرك يا أمي
تتردد في أذني
أهازيجك الريفية
أغاني صباك
كلماتك الحبلى بالحنان
كنت ترددين لي دائما
أنك تريدين
أن لا أكبر
أن أظل صغيرا
كي لا أتركك...
أصعب قصائد المنفى
هي التي تكتب
من قلب الوطن
مساء المنافي يا وطني
صباحكم ورد
أيها الشعراء
المطرودون من رحمة القصيدة
صباحكم حبر
على ورق
حرف يتلعثم
لترديد تراتيل الشفق
غرق القصيدة وشيك
ان تلخبطت بحورها
فامتطوا للنجاة
آخر زورق
لا تسرعوا في الهرب
لا سبيل للنجاة
فقد اختلط
غسق الوطن بالشفق
احجزوا...
سأرحل ..
ذات صباح
ذات مساء
لا أعلم غير أنني
سأرحل ..
سأطوي ذكريات
قابلة للتلاشي
أسلخ عني
ذاكرتي الميتة
على صخرة الزمن
كثعبان كرهه جلده
سأترك لكم ودائعي
لتبتاعوها في سوق المتلاشيات
بضعة أقلام
رسائل ملغومة
وأسرار عن سرب مخيلتي
هي في خزانة
أضعت كلمة سرها
في مخافر الإستنطاق
إن توصلتم لحلها
انشروها...
لا الأزرق
وفي للسماء
ولا الغيث استجاب
للتذرع للدعاء
الأرض تئن صلابة
والعطش البدائي
يستنزف صبر العشب
يبحث في الأخاديد
عن وحي الماء
لا تشحذ بصرك يا صاح
هو السراب استوى
على عرش الصحراء
ونبي الغيث
خابت نبوءته
للنبش في أسرار النداء
لا تبحث وراء التخمين
عن الخط الفاصل
بين العطش والإستسقاء
الدعوات ضاع...
هات يدك
لأقرأ كفي
اهدني موتك
لأصطاد حتفي
أيعلم قلبك
أني والهوى ندان
وأني كلما
مشيت إليه خطوة
أجدني في ذروة الخلف
كيف يبوح القلب
بما أصر
أن يخفي
كيف أرسم أطيافك
وقد خانت عباراتي
قافية الوصف ..
.. عزيز لعمارتي ..
هناك خطأ ما في القصيدة
لم أقصد فك جدائلك سيدتي
بالنحو الذي تبين لك
ولا استباحة ليلك
وعد نجومك في سمائي
أعرف أن ملمسك من ماء
وأنا مجرد ضوء عابر
سلة مهملات من الكلمات
أرتقها لأمجد امرأة
تائهة في صلب القصائد ..
.. عزيز لعمارتي ..
عشقتك ..
حيث كان قلبك
عشا صغيراً
نمت فيه
نسجت فيه أحلامي
كل أماني
كل ما أشتهيه
صحوت من نومي مرعوبا
تطاردني أشباح
ما كنت عني تخفيه ..
عشقتك ..
وقلب العاشق مرايا
والعشق الساكن فينا
انكسار القلب فينا
موت البوح والحكايا
وكنت أحلم أنه
في زمن غابر
كنت لي
كنت ألهو بجدائلك
بالريح بالعاصفة
بالزمن...
On the border
يردد Al Stewart
أي حدود سأعبر
لأصل إليك
Baker street
لم تعدد إلا تقاطع
لحدود وجعي
أعد ظلالي تباعا
على قارعة الطريق
ولا أجدني في أي زقاق
Streets of Philadelphia
تنكرت لوجه
Bruce Springsteen
لم يعد Tom hanks
بنفس العنفوان
ليتقن دور ذلك المصاب
بكل داء
أعبر شارع دكنسون Dickinson
مطر...
أنت يا فتاة
كل القصائد
يا شهد القمح
يا فيروزة المعاجم
يا صدفة اللغة
ولأن الكلمات تسعفني ديباجتها
من وجع لآخر
أكتب إليك
من فراغ أماكني
حيث عطرك
ما زال يتحلل في دمي
سأحكي لك عن الأزقة
الخالية منك
عن ظلالك التي
تحوم حولي .. تراقصني
وحيث القمر
فقد بريقه
من فقد عينيك
صار صغير الحجم
حتى أن أصابعي
تكاد...
خذ كتابك إلى صدرك
يا ولدي
رتل من اشعارك القديمة
أغنيات في مديح العاصفة
وللريح الصرصر
هب جدائل الكلمات
رتلها على المقام الخفيف إليادة
وإن شاء لطروادة
أن تحترق
فلن تنقذها مراكبك
المكسورة الشراع
من قافية الغرق
تحنط بلوح الهجير
وارفع أياديك
في وجه الشمس
لترد عنك لعنة الشفق
ما خاب ظنك
لو وطئت قدماك...
أتذكر وجه أبي
شارد التقاسيم
غارقا في الظل
ينكسر كل صباح
يقتات من جسده الموت
وهو يشق الطريق
لأجل كسرة خبز
ينحتها من صخرة
يقطفها من وجه الشمس
يعجنها بعرق جبينه
من طين الكد
ونحن هناك
تحت السقف الهش
ننتظر عودته
ننظف يديه الطاهرتين
نرمم جسده المتهالك
بضحكاتنا المتناثرة
في البيت الصغير
نقبل وجهه
نتفحص...
يحدث أن نبكي
دون دمع
أن ننزف سيولا جارفة
في دواخلنا
أن نؤجج زوابع
تقتلع أشجار الروح
من تربتها
تنسف حقول الفرح
يحل دمار شامل
في دمنا
هذا كله والإبتسامة
لا تفارق سفوح وجوهنا
هون عليك يا صديقي
لن يغير ذلك
من صيرورة الوقت شيء
لن يتعطل دوران الأرض
حول أحزاننا
سيدفنك الرفاق
يذرفون دمعة باردة
ويعودوا...
كيفك انت
أتمنى أن تكوني
بأحسن حال
أنا لست كذلك
كان التانغو يحاصرني
بين ضفتي ذراعيك
وأنا الذي
لا يجيد الرقص
على المواجع
كانت " سزاريا" تبكي
آلامها في تلك الأغنية
biseme mucho
تغازل قبلة ضائعة
عن وجنتيها
بينما نحن نرقص
حالمين بغد أفضل
كان النهار رضيعا
ينام في جفن الليل
وكنا نقد في خفاء
مواجعنا...
ارقص .. ارقص
ولو أنك تراقص الفراغ
المهم أن تخلق السعادة
تصيح .. تغني
ولو بدون موسيقى
كأن تحاكي الصمت
بشح الكلام
تردد قصيدة
في مديح اللامرئي
السر يكمن في هذه الحركية
في هذه العبثية المطلقة
لست لتخلق فلسفة كونية
أنت الفلسفة
وسر هذا الكون
فلترقص إذا شئت
التانغو الأخير
تمتطي السفر الأخير
تركب الموجة...