عزيز لعمارتي

هناك .. في حيي القديم خلف أسوار المدينة العتيقة هناك تواجدنا بالصدفة خارج المكان والزمان خارج التغطية وكما أخبرتنا جدتي بنينا منزلنا بدون رخصة بدون رسم هندسي بحديد مغشوش وماء من المستنقع المجاور بناه جدي ليلا بالرمل والحجر الذي اختلسه الوالي من المقالع المتاخمة للمدينة ليبني قصره ويسيج سورا...
لا شك أنني في حياة أخرى وبوجه غير هذا الذي أحمله ولا بنفس هذا الجسد الذي يحمل تعبي كنت لربما وبدون أدنى ريب سأصير لاعبا مشهورا هدافا شرسا يحب معانقة الشباك أو حارسا عملاقا لو لم تمري بمحاذاة ملعب الحي لو لم تصوبي في اتجاهي سهام كيوبيد أعترف وبكل سذاجة أنني فقدت إثرها أصول اللعب قوانين الجاذبية...
1 هذا المساء شاحب والنهر الكسول في المنخفض ينام كثعبان كوبرا عجوز هجره الدفء يتمسك بآخر خيط شمس 2 الصخور الرمادية هناك تحرس سكينة الوادي شاهدة على تكلس الزمن وتجمد الفصول 3 الطائر الذي حط هنا ذات خريف سقطت من منقاره قمحة نتتظر في دفء التربة لترى النور سنبلة 4 البحر هادئ الشباك حبلى...
سأرحل.. أتحلل في الضياع كيوم ذبل منه الشعاع سأنزوي في ركن من رحم النسيان وكأني حدث عارض شبح مات فيه الإنسان لن تسمعوا مني أنينا لن أشير بالوداع سأمضي نحيفا كأحجية تآكلت من السرد دهشة منطفئة سقط عن وجهها القناع .. .. عزيز لعمارتي
علميني أن أحبك سيدتي .. أعدك أن أحبك في الكثير أكثر وفي القليل أكثر علميني صيد هواك أخوض بحر حبك أقبل الموج أو أدبر علمبني القتال في الحب أصير فارسك لحروبك لن أخسر علميني صيد الأشواق لحبك أفشي بالسر أجهر علميني عد نجومك في سمائي لليل أسهر فأنا طفل في الهوى أبدا أبدا لن أكبر .. ... عزيز لعمارتي ...
1 لا تكن شاعرا يستحلف القصيدة فالقصيدة مشاكسة ستخذلك في أول منعطف 2 القصيدة وردة أوركيد تزهر مرة في السنة كن في الموعد كي لا يستعصى عليك قطافها 3 لا تكن قاصا يرمم صور ا درامية متهالكة البناء ستكرهك الشخوص ويستعصى الحكي .. 4 لا تساهم في إفلاس القصيدة بنوك اللغة تقرض دون فائدة .. ...عزيز...
أعتذر منكم أيها السادة إن أنا سلطت عليكم شياطيني إن أنا دست بأقدامي الخشنة عشب ذاكرتكم إن أنا نمت في ليلكم واستهلكت أحلامكم إن أنا دسست كوابيسي لتخيف عذارى بنات أحلامكم وصغار صباحاتكم فأنا التائه في الأرق الأبدي الضائع على ضفاف الحلم دمي مستباح للنجوم وعيناي وهبتهما لتعداد الكواكب ووصف الغروب...
ماذا تركت لي يا بودلير من آلام ورودك غير أشواك تدمي أحرفي أمشي على أشواك القصيدة حافي القدمين أدلي بدلوي في بئر الأشواق القديمة ألبسها حللي أحفر لي من الوجع أخاديد أسقيها فرحي أبحث لي بين السطور عن حبيبة ولدت من رحم الورد ولا أجد إلا سراب امرأة يتلألأ على رقعة دفاتري ويملأ أشعاري .... ... عزيز...
كيف يقاس اغتراب الماء ويتم العاصفة ؟ وهل غضب البحر يؤججه الحنين إلى أمواج ذهبت في رحلة للشط البعيد ولم تعد لماذا تزمجر الرياح في الأعالي ؟ أ من الفقد أو مرارة الفطام لماذا تفقؤون عين الشمس ؟ وتختبؤون وراء الغمام تطلبون الغيث ولا تسألون من أي مخاض جادت عليكم السماء بفلذات أكبادها .. .. عزيز...
ما أشبهك بحلم مباغث في أزقة مدريد العتيقة حيث ضاعت خطانا تربص بها العابرون وجلسنا نقارع حلم التلاقي نردد piensa en mi نبكي على وثر تمزق في أحشائنا وتلاشى في زحام الأغنيات كم من مرة رددنا nothing can come between us ومن غير أن نشعر بنينا بيننا حائط البعاد بأيدينا وجلسنا نمشط جدائل العاصفة نصارع...
على الطاولة الحديدية Art déco علبة سجائر Winston عذراء تنتظر أن أقنع نفسي وأنفاسي بالتدخين أستعملها غالبا لاستدراج حسناء من المدمنات على التبغ والرجال و كذا الغوص في حوارات عفوية مبهمة الدلالات متشعبة المقاصد تفضي غالبا إلى موعد مرتقب ذلك منذ أصبحت مدمنا على العلاقات السريعة المنتهية العواطف حيث...
نعم سنموت يوما ما طال بنا الأمد أو قصر فلا داعي للإنغماس في الحلم بحياة أزلية لن يستطيع جسدنا الهش أن يحمل رفاتنا أن يحمل أوجاعنا ومآسينا إلى ما لا نهاية نعم سنموت مهزومين لن نموت موت الشجعان أبدا في مبارزة حامية ونحن نحرر قلاع الحياة الأبدية ستكون نهايتنا عبثية أقرب منها إلى السخافة بصعقة 24...
وجهك العاري في شح النهار يئن للعاصفة وأحمر الشفاه الفادح لم يعد ليرسم على شفتيك خارطة القبل وبيني .. وبينك مسافة عطر وبضع أغنيات تنخر سر الوتر ادنو مني رددي على مسامعي تراتيل عشق أخر فقد سقط عن وجهي ظل المرايا ترنح على الجرح زمن غدر أتهاوى في العشب آخر ورقة تفقدها الشجرة هو العمر لسع الجسد وفر...
الآن أو أبدا it's now or never .. تصدح من نغمة الساكسفون .. لم يكن إلفيس Elvis إلا حالما مثلي تائها في دروب الوجع وأنا ها هنا أرتشف جراحي جرعات من سواد الإكسبريسو ... .. عزيز لعمارتي ..
لا أستطيع النوم الليل يؤرقني كل أحلامي أنهكتها الفلاش باك في ذاكرتي تعطل منذ أمد لم يعد يمدني إلا بصور موتي باصطدامي البائس بقاطرة العمر ومرثية تلعب على الغرامفون gramophone للمرة الألف أغنية لبياف Piaf تخترق حائط السمع في فيلم رديئ بالأبيض والأسود وتعود لنقطة البدء أعيد سيناريو كازا بلانكا...

هذا الملف

نصوص
130
آخر تحديث
أعلى