في الأدب الأندلسي - الموشحات

لله أبا بكر ظنٌّ رميته فأصميتَ، وحَدسٌ أملته فما أشويت أبدَيتَ بهما وجه الجليّة، وكشفت إن غُرَّةِ الحقيقة، حين لمحت صاحبك الذي تكسّبته ورأيته قد أخذ بأطراف السّماء، فألف بين قمريها، ونظم فرقديها، فكلما رأى ثغراً سدَّه بسُهاها، أو لمَح خرقاً رمَّه بزُباناها، إلى غير ذلك. فقلت: كيف أوني الحُكم...
أتينا في المقال السابق على آراء ابن شهيد في شخصية الأديب، وقلنا أنها آراء صائبة لم يسبقه إليها أحد في العربية، ونريد في هذا المقال أن نستجلي آراءه في الآثار الأدبية، فنتعرف المظاهر التي اعتبرها مسباراً لبراعة الأديب الفنية، واتخذها مقياساً لقوته في الصناعة، وقد اعتبر ابن شهيد لذلك عدة مظاهر دل...
رأينا في المقال السابق كيف راح ابن شهيد يتهكم بالأدباء الذين غمطوه فضله حقداً عليه، وحطوا من قدره حسداً له، وقد أبدى ابن شهيد - وهو بسبيل الكلام على أدب هؤلاء الأدباء - كثيراً من الآراء في النقد والبيان هي أهم وأقوى ما اشتملت عليه التوابع والزوابع، بل هي أهم وأقوى ما لابن شهيد من الآثار الأدبية،...
دخل ابن شهيد وادي الجن، ورغب في البدء بلقاء الشعراء على ما بيَّنا في المقال السابق، وقد حدَّثنا الرجل أنه طلب من صاحّبه زهير بن نمير أن يقدمه أول ما يقدمه إلى تابع امرئ القيس، وإنما حق له هذا، أولاً: لأن امرئ القيس سابق في عمر الزمن، وحساب الأيام؛ وثانياً: لأن النقاد جميعاً على أنه أمير الشعراء...
يسعى الناقد الدكتور صلاح فضل في كتابه الجديد "طراز التوشيح" إلى إزالة الركام عن التراث الشعري وما علق به من غبار الزمن والتردي الذي ضرب الذوائق وأعطب الوجدان، مستعيدا تراثًا وإرثًا من المحاولات الدءوب والقيّمة التي قام بها رواد النهضة الحديثة، في مجال الأدب والنقد، لإحياء ما يحمل القيمة من...
تمثل الأندلس في المخيال العربي صورة الفردوس, وقدارتبطت به عدة اوصاف منها أنه مفقود منذ سقوط غرناطة في يناير1492 م, وهناك من يصفه بأنه موعود للعودة في المستقبل كما جاء في برنامج حزب الاستقلال بالمغرب, وأحسب ان أوفق وصف له انه فردوس مشهود بمعني أنه يمثل شهادة تاريخية كبري علي تجربة حضارية تعتمد...
نأتي إلى المقطع الرابع من موشحة ابن الخطيب في معارضته لابن سهيل، إذ يقول: يا أهيل الحي من وادى الغضى وبقلبى مسكن، أنتم به ضاق عن وجدي بكم رحب الغضا لا أبالي شرقه من غربه فأعيدوا عهد أنس قد مضى تعتقوا عانيكمُ من كربه ولصيغة التصغير في الشعر العربي من أهمية دلالية، فبينما ترد حينا كي تشير إلى...
بينما كان ابن سهل في موشحته مشغولاً بالحسن والجمال، مفتوناً بمفارقات الحب والطبيعة، نرى لسان الدين بن الخطيب وهو يقفو أثره فى منفاه بالمغرب، معنيا ًبالزمن وأفعاله، يستحضر في مخيلته وجه الأندلس الرطيب، عندما تهطل عليه الأمطار فتبتسم الأزهار: وروى النعمان عن ماء السما كيف يروى مالك عن أنس فكساه...
بينما كان ابن سهل يكتفي في موشحته الوجيزة البليغة باللفتات البارقة عن الطبيعة، فيصور ما ينهمرعلى الربى من القطر الذي يشبه دمع المآتم، فتزدهي بالزهور التي تقيم أعراس الطبيعة، نجد لسان الدين بن الخطيب المعبر الأوفى عن روح الأندلس وحفاوتها العظمى بالطبيعة يطيل المكوث في حضنها، فيمثل حركة الليل...
تمثل موشحة لسان الدين بن الخطيب (713 ـ 776 هـ) إحدى ذرى التوشيح الأندلسي قبل أن تغرب شمسه وينتقل إلى المشرق العربي. وكان ابن الخطيب انموذجا فذا للكاتب الشاعر الذي يملأ مكانته باعتباره رجل دولة يتولى وزارتين هما السيف والقلم في عهد بني الأحمر في غرناطة، حتى نفي مع السلطان إلى المغرب إثر الاضرابات...
يقول الأفراني، شارح موشحة ابن سهل: “وقد وقفت على أزيد من اثنتي عشرة موشحة مما عورض به توشيح ابن سهل” لكنه لا يذكر منها سوى إشارة خفيفة لموشحة بن الخطيب (713 ـ 776 هـ) التي تفوقت على موشحة ابن سهل وأصبحت درة التوشيح الأندلسي خاصة في المغرب، ومطلعها: جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل...
نأتي إلى ختام هذه الموشحة التي طالت صحبتنا لها بفضل هذا الكتاب الثمين للإفراني الذي توفر على شرحها بيتا بيتا، واستحضر بذاكرة غنية ما خطر له من أشعار واخبار تتوافق معها وهو بعنوان “المسلك السهل في شرح موشحة ابن سهل”، حيث يذكر الأبيات الأخيرة منها: أتقى منه على حكم الغرام أسدا وردا وأهواه رشا...
بقيت أبيات قليلة من موشحة ابن سهل، باعتبارها نموذجاً لتوليد السلالات الشعرية، وأفدنا إلى درجة كبيرة من كتاب كلاسيكي رصين وضع خصيصاً لشرح هذه الموشحة هو “المسلك السهل” للعالم المغربي الإفراني، حيث يستدعي كل بيت إلى ذاكرته عوداً وفيراً من النصوص المشرقية والمغربية الكاشفة. يقول ابن سهل بعد ذلك...
أدب أندلسي صلاح فضل - ليت شعري
بقيت أبيات قليلة من موشحة ابن سهل التي اتخذناها نموذجا للموشحات الأندلسية، وأتاح لنا كتاب الإفراني “المسلك السهل” في شرحها فرصة تأمل دقائقها، وكلما قاربنا نهايتها كان إيقاع القراءة وئيدا، ويقول فيها ابن سهل: ليت شعري أي شيء حرما ذلك الورد على المفترس إتماما للفكرة التي وردت في الأبيات السابقة،...
يتابع ابن سهل الإشبيلي أبيات موشحته الفريدة، تأمله عن كثب وهو يرد على من سأله عن سبب جفاء المحبوب وهجرانه له قائلاً: أيها السائل عن جرمي لديه لي جزاء الذنب وهو المذنب فأطلق الذنب على تجني الظبي وهجرانه، وهذا من قبيل المفارقة، ويقول شارح الموشحة، إن الذي وقعت به الفتوى عند أهل الفن في مثل هذا...

هذا الملف

نصوص
115
آخر تحديث
أعلى