سولاف هلال

تلك أنا لا جدوى من البحث.. لا بحث.. لا جدوى، قوافل دموعي اختلطت برماد نفسي، فهل يتمخض عن هذا المزيج إلا الألم؟ أمام المرآة أقف.. أحاور هيكلا بت أستنكره، هل أنا وهمٌ يبحث عن حقيقة؟ أم أنني محض دمية ورقية صنعها بهلوان محترف يجيد الإمساك بخيوط أكاذيبه؟! لا كهنة بابل ولا آشور أو فرعون كانوا...
بضعة أعوام مضت؛ تجر في أعقابها أحلامي؛ أمنياتي ومفردات شكلتها حياتي التي كانت تنعم يوما بالسلام. بضع سنوات أبت ذاكرتي أن تحصيها، لأنني لم اكترث بها يوما؛ ولم تعرني هي أيضا أيما اهتمام، رغم أنها شهدت جنوني وسر دفنته بين طيات لساني خشية أن تكتشفه الجدران. مرّ وقت طويل وأنا أكبّل بالصمت لساني،...
منذ متى وأنا أرفض تعليق صور الأحياء والأموات على جدران بيتي لأنها تسبب لي الفزع بمجرد النظر إلى عيني صاحب هذه الصورة أو تلك ؟ آه ..تذكرت متى أقلعت عن هذه العادة، منذ رفعت صور أمي وأبي المتوفيين. فعلت ذلك بعد قراري رفع صورة “شربات” من على حائط غرفتي ، وجهدت لإخراجها من البيت كله . “شربات” فتاة...
مرارا وتكرارا تتبدل الوجوه أمام ناظري صاحب الكشك الذي يقع على ناصية شارع عمومي من شوارع بغداد المحاصرة بالموت من كل جانب. زبائنه عابرو سبيل ليس إلا، يدفعهم العطش أحيانا لشرب زجاجة بارد أو عصير معلّب ، ويحثهم الإحساس بالقهر لحرق لفائف تبغ يبتاعونها منه لينفثوا من خلالها دخان نفوسهم التي تغلي...
موجة الأحلام العاتية، تفزع السّبات الرّابض في نفوسهن مع إطلالة كل صيف. عطايا الصّيف هبة موسميّة لا يتجرّأن على مقاومتها وإن تركت على جلودهنّ وأرواحهنّ بعض النّدوب. مجنونة هي الرّغبة في القفز من الأسفل إلى الأعلى، رغم العلم المسبق بحتميّة السّقوط ، لكن اللّعبة مشروطة بتقبّل جميع المخاطر...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى