بلقيس الكبسي

قصف يشبه القيامة يلتهم ضواحي المدينة، يحرقُ جبالها بحقد بلغ منتهى شراهته، الأرض تهتز وتتزلزل، النيران تهرول نحو الأحياء، ولا شيء يوقفها، البيوت تحترق، تنهار وتسوى بالأرض، كل من في بيت عمي أصابه الفزع، الخوف يأكل قلوبنا، حتى دهمة أوجفت مذعورة تبحث عن ملجأ والرعب يتبعها، في عتمة طاغية هرعنا نفتش...
حَدثتُ عنك البحر فِي ذروة الهَيجان فخلعَ مِعطف التِجَاجه وارتدى بوُحي أناخ ثَورته وانحنى بِالقرب مِن وجعي أرخى مَسامعه لهمِي هَامِساً بِنبرةٍ فُضلى: هذه الدنيا هِبات راحلٌ فيها وآت فتريثي لا تقنطي من حظ لغوب لا تثقي بأحداثٍ لعُوب لا تَيأسي مِن زمَن الحرُوب فأجبتهُ والصمتُ في عينيَّ لغات...
عندما فتحتُ عينيّ لأول مرة قرأتُ صفحات وجهه المحبرة بالشدة، وربما بالحزن، وحفظتها عن ظهر حب، رغم قساوتها، يومها بذرَ حبه في أعماقي، فنما وترعرع، لقد أحببته منذ الوهلة الأولى، وأظنني قد أحببته قبلها، ربما عندما سمعتُ صوته لأول مرة، لحظة كان يداعب حبيبته، وكنتُ أصغي لهمسهما وهمهمتهما ومرحهما...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى