أنس مصطفى

شرع الشاعر السوداني، أنس مصطفى، في تأسيس مشروع (أنطولوجيا النُّصوص الشِّعرية السودانيَّة)، وهو مشروع كتاب يعمل على توثيق ونشر الكتابة الشعرية السودانية المكتوبة باللغة العربية الفصيحة، وتوثيق يفترض أن يكون مفيداً لكل المهتمين بالشعر السوداني من: قرَّاء، دارسين، مترجمين، وسواهم. وقال أنس إنَّه...
إلى ديزيري كيرا تشي في الأيَّامِ الأَخيرَةِ مِنْ العَالَمِ الرَّابِعِ تمنَّيتُ صُنعَ خَارِطَةٍ لأولئكَ الذينَ يودُّونَ الصُّعودَ عبرَ كُوَُّةٍ في السَّمَاءْ. أدواتيْ الوحيدةُ كانتْ رَغَبَاتُ البَشَرِ عندما ظهروا من حُقُولِ القَتلِ، من الحُجُرَاتِ والمطابِخْ، لأنَّ الرُّوحَ هائِمَةٌ بأيْدٍ...
(إلى مريمْ، تتأخَّرُ أكثر من عادتها) كَانَ ذَلِكَ مَطْلَعَ حُلمْ، وَكَانَ أخْضَرْ.. كُنْتُ مُكَلَّلاً بِهَا، وَبِلا أَمَدْ، كآخِر ما يَخُصُّ وَطَنْ، أَوْ كَبَدْءِ مَنَافٍ.. .. .. يا حَمِيمُ المطَارَاتُ بدءُ المنافيْ، وآخرُ صَدرٍ يَخصُّ الوطنْ.. جَارِحٌ يَا...
مِن هُنا التَّرقُّبُ الأبديُّ لمطَالعِ سِرِّها، مِن هُنا في وسعِ البَصَرِ الممتدِّ بالبصِيرَةِ أنْ يرَى تُخُومَهَا المنتظَرَة طَوَالَ أزمنةٍ وقَدَرْ، طَوَالَ عُمْرٍ مُهْدَرٍ ودُرُوبْ. التَّفتيشُ الأخِيرْ،القِرْبَةْ، الكُبْري العَتيِقْ، النَّهرُ هادئٌ وَعَميقْ، كما أحَبَّ دائماً أنْ يكونْ،...
وقالتْ أما يكفيهِ أنَّيْ بقلبهِ؟* *ابن عربي في قَلبِ كُلِّ عَتْمَةْ، أنظرُ صوبَ الممَرَّاتِ التي تَعبُرينَ منها، الممرَّاتِ التي أتَتْ بكِ لمرَّةْ، لمرَّةٍ يتيمةْ.. بأُغنياتكِ العَالِيَةْ، وحُلمكِ المديدْ، وقتها كانتْ الحياةُ في الممرّ، كانَ العُمْرُ في الجِوَارْ.. بعدَ كُلِّ هذا...
لَوْ أنَّ ذَاكِرةَ المَكَانِ تُعِيدُ صَوْتَكِ مِنْ قُصَاصَاتِ الكَلامْ.. لَوْ أنَّ هَذَا الدَّرْبَ يَأخُذُني إلَيكْ.. لمَلأتُ كُلَّ حَقَائِبي بِكِ مَا اسْتَطَعتْ.. وَرَجَعْتُ أَبْحَثُ في عُيُونُكِ عَنْ بِدَايَاتِ الحَنِينْ.. لَوْ تَخْفُتُ السِّكَكُ الكَئِيبَةُ في دَمِي، كَيْ أَسْتَعِيدَكِ...
(1) الجَسَدُ الخَاوِي الكفَّانِ كانَتَا لَكْ، الذِّراعانِ لكْ، لكنَّكَ لم تَكُنْ هُنَاكْ. العَينَانِ كانَتَا لَكْ. العينانِ مُغلَقَتانِ ولنْ تنفَتِحا. الشّمسُ البعيدةُ كانتْ هُنَاكْ. القَمَرُ المتَّزنُ على الذِّراعِ البَيضَاءِ للتلَّةِ كانَ هُناكْ. الرِّيحُ في جَفَنَاتِ بدفورد كانتْ هُنَاكْ...
وذَهبَتِ بي إلى المَقَاصِلْ، ثمَّ قُلتِ لي ليسَ للمَوتِ سُلطَانٌ عليكْ.. ثمَّ قلُتِ كُنْ لِي كلَّما ذَهبتْ، أكُونُ لكَ كلَّما تعودْ، واخرُجْ مِن الأسْرِ تنجوْ.. وقُلتِ لي إيَّاكَ والأَملْ، وأنْ تسألَ النَّاسَ نهَراً.. فلا موتَ في العَطَشْ، الموتُ في السُّؤَالْ.. واغضُضْ مِن الحُزْنِ تَنجوْ...
“كيف بإمكانِ أيِّ شَيءٍ أبيض أن يكونَ متمايزاً عن أو مُنَقسماً من بياض؟” إيكهارت . لأنَّي الرَّصَاصَةُ التي اخترقتْ بالفعلِ كلَّ واحدٍ مِنكُمْ، فكَّرتُ بكمْ منذُ أَمَدٍ قبلَ أنْ تفكِّروا بيْ. لا زالَ كلٌّ واحدٍ منكم يحتفظُ بمنديلٍ ملطَّخٍ بدمٍ ليلفَّني فيهْ، لكنّهُ يظلُّ خَاويَاً. حتَّى الرِّيحُ...
إنَّها عتمَةْ.. مَطَرٌ خَفِيفٌ يُبلِّلُ الطُّرُقاتْ. لا شيءَ يتحرَّكُ في متنزِّهِ لُوتَا.. يتدلَّى النَّخيلُ على العُشبِ المتلبِّدِ والشُّجيراتُ الكثيفةُ، المحزومةُ في رُزُمٍ تتلاطمُ بجوارِ الأَرصفةْ. العالمُ بعيدُ المنَالْ. أشباحُ السَّابحينَ تنهضُ ببطءٍ من الزَّبدْ، وتنعطفُ عَالياً في...
كَوْكَبٌ غَرِيبٌ، عَلَى ظَهرِهِ أُنَاسٌ غُربَاءْ، خَاضِعُون لِلوَقتِ ولا يُودُّونَ الاقرار بِذَلِكْ، يملكونَ أساليبهم في التَّعبيرِ عن المُقَاومَةْ، يصنعونَ صُوَرَاً صغيرةً على هذا النَّحوْ: لا شيءَ مميّز لدى أوَّلِ نظرةْ، في الوسعِ أن ترى مِيَاهاً، ضِفَّةً، قَارِباً صَغِيرَاً يُعاندُ التيَّارْ،...
عَلِّمْ الصَّفحةَ الأولى من الكتابِ بعلامةٍ حمراءْ، في البَدءِ يكونُ الجُرْحُ غيرُ مرئي“- ريب ألسي ”ما الَّذِي يَحدُثُ خلفَ هذا البَابْ؟“ ”كتابٌ يذرُفُ أورَاقَهْ.“ ”ما هِيَ قِصَّةُ هَذَا الكِتَابْ؟“” ”يصبحُ مُدرِكَاً لصَرْخَةْ.“ ”لكنِّي أبصرتُ أحْبَاراً يدخلُونْ، قُرَّاءً مميَّزينْ، يأتونَ في...
(1) نحنُ نقرأُ قصَّةَ حَيَواتِنا أحداثُها في حُجرَةْ. الحُجْرةُ تطلُّ على شارِعْ. ليسَ من أحدٍ هُناكْ، لا صوتَ لأيِّ شيءْ. الأشجارُ مثقلةٌ بأوراقِهَا، العرباتُ المصفوفةُ لا تتحرَّكُ أبداً. نتابِعُ تقليبَ الصَّفَحَاتِ آملينَ بشيءْ، شيءٍ مثلَ رحمةٍ أو تغييِرْ، مثلَ خيطٍ أَسودَ قد يربطُ بيننا، أو...
كانتْ أنفاسُنَا تنقطعُ بينَمَا كنَّا نهربُ نحوَ أنفُسَنَا. كنَّا نَطفُو على حَافَّةِ مَعَارِكِ أَسلافِنَا، وَجاهزينَ لكيْ نُغِيرْ. كانَ من الصَّعبِ خُسْرَانِكَ أيَّامًا في البَارِ الهِندِيَّ إذا مَا كُنتَ مُسْتَقِيمَاً. من السَّهلِ إذا ما لعبتَ البلياردو وشربتَ لكي تتذكَّرَ أنْ تَنْسَىْ...
ما الَّذي في وسعي قَوْلَهُ كَيْ أُبْهِجُكْ؟ بعدَ ظَهيرةِِ اليومِ تبدو السَّمَاءُ مِثْلُ خَمْس كُوَىً بينَ السُّحُبْ. العُشبُ المُبهمُ طويلٌ ولا يزالُ مُبهمَاً، أفتقدُ البَقَرَاتِ في الحَقلْ، تُرَى أينَ ذَهَبتْ؟ أحياناً تتجوَّلُ إحداها ثمَّ تقفُ عندَ منتصفِ الطَّريقِ فأضطَّرُ إلى إيقافِ سيارتي في...

هذا الملف

نصوص
20
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى