حياة الرايس

تهالك على السرير الحديدي ، فغاص في غلالة شاحبة منبعثة من السهّارة ... فارق ذهنه الغرفة ، مخلفاً جسداً هامداً، تجمّعت كل حياة في أصابعه السمراء، التي تحاصر لفافة تبغ رخيصة كلها أعواد ، يسحب منها أنفاسها ينفها سعالاً ... النار تقاوم " أعواد التبغ "...الذهن يعيد تفاصيل اللّقاء الإذاعي مع " صديقه "...
عندما بات القمر في منزلة الثريا، استقبل الشيخ مسعود العزّام" القبلة، جاثيا على ركبتيه، كالجالس إلى الصلاة، فوق سجاّدته الصغيرة،المفروشة على حصير، بال، أخضر، لابسا لباسا ابيض، لا سواد فيه، خاضع الرأس، مرهق الوجه، حادّ العين، يحرق الجاوي و الدّاد و الندّ، في مجمرة نحاسيّة قديمة أمامه , تتصاعد منها...
أفاق السّيد إبراهيم هذا الصباح فزعا يرتعد: "هل تأخرت عن عملي؟ " نظر إلى ساعته: "غير معقول حتى الساعة توقفت... إن النهار قد طلع في الخارج، يجب أن أطير إلى عملي طيرانا، لن أعطيه فرصة أخرى، ذلك "النذل" كي يسوّد ملفي أكثر.. ثلاثون سنة لم أتأخر فيها ولو دقيقة واحدة عن المؤسسة، أصل أول الموظفين...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى