حسن المنيعي

يظهر أن المسرح المغربي عرف بشكل ما في وقت مبكر جدا، وأن المغاربة ذوو أصالة وميول وفطرية في هذا المجال كما يبدوا ذلك من ملاحظة مظاهر ثرائهم الفلكلوري وتظاهراتهم الشعبية ومن خلال المسارح التي تركها الرومان ببلادنا (1). لن أتحدث عن هذه المرحلة التي لم تحتفظ لنا التسجيلات بشيء عنها وصفا أو نصوصا...
من الملاحظ انه كلما دار الحديث حول المسرح المغربي إلا وركزت أطرافه في زاوية متشائمة وأبدى المتحدثون من الآراء ما ينطق منها باستحالة وجوده كفن متكامل ، وما يعرقل مسيرته نحو النضج والتطور، باعتبار أن الفن المسرحي شيء طارئ على بلدنا، ينقصه الكثير من الجدية ، ويطبعه تخلف في البحث الأستيكي...
إن كل تأمل في مستقبل الأدب العربي (1) لا بد أن يكون مقرونا بتخمينات في مشكلة أصوله، إذ كما أمكن تحديد هذه الأصول كان ذلك عاملا مساعدا لفهم الوضع الحالي لهذا الأدب، وتسيطر الخطوط العريضة لمراحل تطوره. وعليه فإن الأدب المغربي بحكمه وليد مرحلة الاحتلال الفرنسي، يفرض نفسه كمظهر من المظاهر المولدة...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث
أعلى