عبد الفتاح القرقني

ما إن اشتدّ قيظ الهجيرة و امتنعت الأرض على الحافي والمنتعل حتّى سلّم فاتح أمره لله و ولج غرفة قبليّة ورثها عن ولدته منى . هذه الغرفة العريقة في القدم تعــــرف ببرودتها صيفـــــا و دفئها شتاء دون أن يكون في ذلك سرّ فكلّ ما في الأمر أنّ قبابها العربيّة التصميم شاهقــة و جدرانها السّميكة...
ما إن اشتدّ قيظ الهجيرة و امتنعت الأرض على الحافي والمنتعل حتّى سلّم فاتح أمره لله و ولج غرفة قبليّة ورثها عن والدته منى . هذه الغرفة العريقة في القدم تعــــرف ببرودتها صيفـــــا و دفئها شتاء دون أن يكون في ذلك سرّ فكلّ ما في الأمر أنّ قبابها العربيّة التصميم شاهقــة و جدرانها السّميكة من...
ذات أصيل مشمس ، نفضت منيرة بأناملها الرّقيقة ضريعا عالقا بصخرة مستوية ، كثيرة الثّقوب كأنّها إسفنجة و جلست عليها راجية أن تشعر بفيض من الرّاحة بعد يوم شاقّ على مقاعد الدّراسة بالجامعة . تفحّصت حذاءها الرّياضيّ الّذي هرّأه المشي و أبلاه الطّريق الفاصل بين منزلها و ميناء سيدي زايد ثم خلعته على مهل...
ذات يوم شتويّ على السّاعة الثّانية بعد الزّوال ، أزاح نزار الغطاء عن جسمه المنهـــــــــــوك و استوى قائما و هو يفرك بكلتي يديه عينيه الذّابلتين فركا خفيفا من كثرة النّوم على السّرير الأبيض و من حدّة الضّجر الذي يعصف به فالنّهار في المستشفى يعادل فصلا من فصول السّنة . نزار كهل مديد القامة، نحيف...
ذات أصيل مشمس ، نفضت منيرة بأناملها الرّقيقة ضريعا عالقا بصخرة مستوية ، كثيرة الثّقوب كأنّها إسفنجة و جلست عليها راجية أن تشعر بفيض من الرّاحة بعد يوم شاقّ على مقاعد الدّراسة بالجامعة . تفحّصت حذاءها الرّياضيّ الّذي هرّأه المشي و أبلاه الطّريق الفاصل بين منزلها و ميناء سيدي زايد ثم خلعته على مهل...
ماض بدون ذكريات لا معنى له و لا تجذّر له فهو سيكون منبتّا ، لقيطا ليس له قرار . على أيّة حال هذه ومضات لبعض الذّكريات الّتي تزيّن حاضري و تنمّقه و تبعث فيه روحا خلاّقة ترفرف فيه طليقة فيكون النّجاح و التّألّق و الإبداع على أرض خضراء حنون تتلحّف بسماء الأمــــــــل و النّـور و الحريّة و الكرامة...
ماض بدون ذكريات لا معنى له و لا تجذّر له فهو سيكون منبتّا ، لقيطا ليس له قرار . على أيّة حال هذه ومضات لبعض الذّكريات الّتي تزيّن حاضري و تنمّقه و تبعث فيه روحا خلاّقة ترفرف فيه طليقة فيكون النّجاح و التّألّق و الإبداع على أرض خضراء حنون تتلحّف بسماء الأمــــــــل و النّـور و الحريّة و الكرامة...
*الإهداء - إلى صديقي الحميم شاعر الجزيرة نور الدّين فارس ( 1953- 2016) * الحبّ هو جوهر الفرد الّذي منه الكون ، و به يقوم . إنّه الجمال فوق كلّ جمــــــــــــال ، و الحقّ قبل كلّ حقّ ، و القوّة الّتي منها كلّ قوّة ، على أن لا تشوبه شائبة و لا تستأثر به شهوة عابرة ...
ذات يوم شتويّ على السّاعة الثّانية بعد الزّوال ، أزاح نزار الغطاء عن جسمه المنهـــــــــــــــــوك و استوى قائم. فرك عينيه الذّابلتين فركا خفيفا من كثرة النّوم على السّرير الأبيـض و من حدّة الضّجر الذي يعصف به فالنّهار في المستشفى يعادل فصلا من فصول السّنة . نزار كهل مديد القامة، نحيف الجسم...
قبيل الغروب بزهاء ساعتين ، أزمعت بثينة على ريّ مغروسات الحديقة الذّابلة الّتي لم تسقها الأمطار طيلة أسبوع في سيّد الفصول . شاطرها ابن خالها قيس الرّأي ملبيّــــــــــا و مطيعا فأسرع إلى مساعدتها في خفّة و رشاقة و كلّه أمل أن تستعيــــد هذه الحديقة المنزليّة نضارتـــــها و رونقها و بهجتها. هذا...
في الخامس و العشرين من شهر رمضان المعظّم و قبل غروب الشّمس بزهاء نصف ساعة تقريبا ، حمل جمال إلى جاره مهنّي كالعادة عشاءه و سحوره في سلّة رصّفتها زوجته خديجة بأشهى طعام و ألذّ غلال . و ما إن طرق باب منزله طرقا متواترا حتّى اكتشف أنّه لا حياة لمن تنادي فلأوّل مرّة لا يكون لطرقه صدى عند...
السّاعة الواحدة و خمس دقائق بعد الزّوال و لم يبق على قدوم الحافلة إلاّ وقت قصير جدّا و بالرّغم من ذلك قد ضجر الرّكّاب من هول الانتظار لأنّ الطّقس حارّ و أماكن الظّلّ منعدمة ما عدى زيتونة عريقة تفيّؤوا بها من شدّة القيـــــــظ و لفح الهجير فالحرارة هذا اليوم تخطّت الأربعين درجة حتّى صارت لا...
حَوَالَيْ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ صَبَاحًا ذَاتَ صَيْفٍ قَائِضٍ ، أَصَرَّتْ جُمَانَةُ الْفَتَــاةُ الْمَمْشُوقَةُ الْقَوَامِ ذَاتُ السَّابِعَةِ عَشَرَ رَبِيعًا عَلَى اجْتِيَازِ الْبَحْرِ الْقَصِيرِ وَ هْيَ تَحْمِلُ فَوْقَ ظَهْرِهَا جِرَابًا مِنْ سَعَفِ النَّخِيلِ بِهِ قَارُورَةُ مَاءٍ...
عند ظهيرة يوم شتويّ اشتدّ قرّه والتحفت سماؤه ببرقع من السّحب الرّماديّة ، ولجت فاطمة و ابنها أحمد حانوت نسيج قائم في ركن من أركان أحد المنازل قرب نخلة باسقة غير بعيد عن طابية عالية يكسو أعلاها صبّار و تين شوكيّ . بادرت فاطمة العمّ حبيبا النّسّاج بتحيّة خافتة ، ناعسة لا تكاد تسمع من تحت...

هذا الملف

نصوص
29
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى