محمد عمار شعابنية

محمد عمار شعابنية شاعر تونسي كأنه (يصرّ) على التغريد خارج سربه, وكأن وجوده بعيداً عن العاصمة وفي مدينة (المتلوي) اقصى الجنوب وحيث مناجم الفوسفات الشهيرة قد جعله بمنأى عن شعر المدينة وحيث يلهث الكثيرون وراء (وهم الأسماء) ومحاولة تقليد (الرائج) و(الشائع) منها. ومن هنا فان محمد عمار شعابنيّة استمر...
* أخر ما كتب الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية طَال الطّريقُ وكُـل مَـن ذَهــبـــوا لـم يـَـرجـعـوا وأنــاي تـضـطـــــربُ فـكـأنّـمــا ضـاقَ الـمـــكـــــان بـهـمْ فـتَـبـخّـرُوا لـتَـلُـفَّـهمْ سُــحــــــــــــبُ فـي كُـلِّ أرْضٍ إذْ تُظََلّلُـتهــــــــــــــا عـنـهـمْ...
أنا لله وانا اليه راجعون تلقينا بأسى عميق وحزن شديد نبأ وفاة صديقنا الشاعر التونسي الكبير، ورائد من رواد أدب المناجم في تونس والعالم العربي، أصيل مدينة المتلوي عاصمة مناجم الفسفاط بتونس وعضو اللجنة التحضيرية لأدب المناجم على هامش الملتقى المغاربي الثاني المنعقد بمدينة جرادة المغربية سنة 2017...
في الوقت الذي تشتكي فيه الكتابات ألأدبية من الإهمال والتخلّي عن شراء كتب أصحابها وتقلّص تشجيعها وتحوّل القراءة إلى فعل شحيح في وطننا العربي ، كثر انخراط بعض المولعين بالأدب شعرا وقصة ورواية وخاطرة أو نصّا مسرحيا في نشر نصوص أقلّ ما يقال عنها إنها تجارب شبابية لا يمكن التغافل عن تقييمها وتقويمها...
رُبّمـا أرفَـع قصْــرا بـاذِخًـــا فـي سمـاءٍ لا يُغَشّيها الأُزُونْ فـيـه لا يَـشْـقى خيـال شَـفّ أو مُبْعَدٌ يبحثُ عنْ حِضْنٍ حَنُونْ وعـلى القصْر الذي أَبْنِـيـه أنْ يتـراءى في مـلايينِ العُـيُـونْ مِثْل شـمْس فـي صبـاح باسمِ أوْ مُحِبٍّ حين يهْوى لا يَخونْ والتـي لمْ تَـرَ فـي مـِرْآتِــهــا...
ليس شعرُك أعذبَ ممّا يقولونَ أو يكتبونْ فاحترزْ ! فقصيدُك لا يكذبُ وحروفك من زَمَنٍ حين تُدعى إلى موْعد للكلام الهُلاميِّ لا تذهَبُ ثمّ أنّك تنْآى عن الماء إنْ جفّ حلْق القصيدْ أوْ تعرّتْ غصون القريحة من ورَق ماتَ أو سيموتْ لكأنّك إذْ تطلب البوْح يأتِك غُول السّكوتْ يتوَكّأُ ليْلا على ظِلِّ...
خيْط منَ البرْدِ منسابٌ على ورَقي يزٌجّ بي في مداراتٍ من القَلَقِ تقول لي جَرِّبْ! أَنْ تجعلَ الحِبْر إيماضـا وأنْ تكتبْ لُهاثَ رُوحكَ.. جَرّبْ! فالرُّوح تاهتْ كما البّحّـار فـي زَوْرقْ فكيْف أرسُم حَرْفًا والفِكْرُ صخْرٌ وماءُ الحِبْرِ قد جَفَّ ؟ وصفحتي بَلْقَعْ بياضها مُفْزِعْ كأَنّ حوْلي...
إلى العزيز إلمبدع الكبير إبراهيم درغوثي شفاه الله كُـلُّ الـــدَّراويـــشِ قـد عــادُوا مـن المَـنْـــفـــي هُــمُــو المِـــئـاتُ وقَــدْ أحْــصـيْــتُـهُــمْ ألْـــفَـــــا يـمْــشُــونَ فَــوْقَ ظِــــلالِ المــاء يَـــحْــمِــلُـهُمْ شَـوْقٌ إلـى سَــلْــسَـبــيــل الـضَّــوْءِ قـدْ...
أوْقفتني الشّمسُ.. كانت كُرة ًحمراءَ لا يسكنها إلاّ اللّهَبْ وأنا اسْلك نحو الوقْتِ درْبْ ليس لي في طوله الفاحش ما يُنهي مَساري قلتُ ماذا تطلبين الآن من رُوحي ورَوْحِي وصدى نبْضي وما ينسابُ من مائي ورِيحي؟ فافسحي دربي فإنّي حامِلٌ ظَهْري على رأسي ووجْهي في قِناعٍ من عَرَقْ وعلى...
قُلْ لها إنّني خارجَ النّصِّ فلْتدْخُلي البيْتَ ولْتَقفِلي كُلَّ قافِيّةٍ أوْ رَويِ فأنا لم تَعُدْ ثِقَتِي بالكتابةِ تمنحني فِكْرَةً أوْ كلامًا سَوِي ربّما صِرتُ أهذي ولي عُقْدةٌ في اللّسانْ كلّما قُلْتُ حَرْفًا تَلبّسنِي قَلَقٌ أوْ تَلَبّسَنِي قَلَقٌ والصّدى يتَهَكّمُ مِنّي فَيعصِف بي ضجَرٌ...
غَمامٌ على سطْح داري وعصفورةٌ في جداري ليَحْيا الغمامْ... ويحيا الهواء الذي - سيّد الماء والتّرْب – هوَّ ويحيا الكلام الذي لا يطيل الكلامْ... وأحيى ... ولي أنْ أسُبّ القصيدة شهرَيْن في اليوم، إنْ أوْغَلتْ في سراب اللَغَهْ ودارتْ على نفْسها خارج الشّعْرِ كالحَلْقة المفْرغَهْ. لهذا .. تردّدتُ...
لمْ يكُن لي يقينٌ بأنْ أترنّح في عنفوان الكهولة كالدّلْوِ الدّلوُ في الماءِ الماءُ في البئرِ البئرُ في الحقلِ الحقْل في السّهْلِ والسهْل ينْزل من جبَل غير ذي شجَرٍ ثمّ يعْلُو إلى جَبَلٍ من غمامْ عندما حرّكتني رياح الكلامْ لمْ أقُلْ صدّقوني ففي ما مضى كان للماء لوْن...
بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار في السرد القصصي والروائي وحتى في النصوص المسرحية بوْن شاسع يتبيّن من الاختلافات الواضحة في بنْيتَيْ النصين وفي أسلوبيْهما ومضمونيْهما وطَرح وعدد صفحات كلٍّ منهما، فضلا عن الفوارق المعروفة بين القصة والرواية . وإذا كان من المرغوب فيه أن لا تتجاوز عدد صفحات...
ـ 1ـ لكأنني سأطير مثل سحابةٍ أوْ طائر يدري بأنّ الأرضَ ضيّقةٌ وأنّ الجاذبيّة في الفضاء الرّحبِ تُربكُ مَن يطيرُ إنّي أفتّش عن صدى صوتي وما قالته أغنيّتي وردّده الأثيرُ يا أيها الجوِّ الفسيحُ لِمَا إزَارُك لا يغطّيني ويحملني كطفل في قِماطِ سحَبتْ مخيّلتي بساطي لتقول لي : لا ترتكبْ خطأً فتجلسُ مثل...
(1) مثلَ طيْفِ امرأةٍ تجري وراءَ الرّيحِ، أجري علـَّني أُنقذُ ظلّيّ من غُبارٍ لوْلبيٍّ لا يُريحُ العيْنَ أو أخلعُ عن ذاتي قميصَ الصمّتِ إذْ أجري.. لعلـِّي ها هُنا أكسِر ساقَ الدَّربِ كيْ يقْصُرَ طوِعًـا مثلَ كلبٍ صاغرٍ يتبعُ سيْري.. وأنا رُغم احتراسي وبقائي فاتحًا عيْنيَّ كالماعِزِ...

هذا الملف

نصوص
190
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى