محمد فائد البكري

بنهاية علبة السجائر سينتهي كل اللاشيء تعالي نشعل سيجارةً أخرى، وننفثُ عمرها في الهواء، تعالي نحرق أعصاب العدم الزمن الذي يحترقُ في سيجارتي الآن ليس زمن الآن، وليس زمن حبك الذي كان إنه زمنٌ مضى إلى حتفه وذكرياتٌ تخثرت في الدم وأحلامٌ ترسبت في اسمي الجريح وكلماتٌ كثيرةٍ فقدتْ النطق إلى غيرك، الزمن...
ليلٌ واحدٌ يكفي لنعرف نهاية الأبد أختبئ من ذكرياتي العمياء ، من حاجة الوقت إلى بكاءٍ مناسب، أقفُ كما يقف الفقراء خلف الأمل البعيد ، كما تقفُ المرآيا خلف نفسها، لم أكن وحيداَ حين مشيتُ إليكِ بمفردي معي قلبي فقط لم يكن اليتامى في أعماقي يستطيعون المجيء؛ لشدة الخوف من الغد، لم تكن المرآيا التي...
في ساعتي زمنٌ توقَّف لانتظارك في ساعتي زمنٌ توقَّف في الفراغ زمنٌ توقَّف عند نافذةٍ حزينة. أقفُ تحتها كل مساءٍ؛ لأعود طفلاً يحلم أبعد من جسده من تلك النافذة كان الوقت يبدو طيبا، كانت الجهاتُ واحدة، تلك النافذةالمخلوعة الآن، لا تعرفُ أن رجلاً يحبك، يقفُ تحتها ليحب امرأةً بالتقسيط، يوماً يحب...
الدنيا ليست كرةً لأنتظرها حتى تعود إليَّ من آخر قَدَمٍ يركلها، أبعد من عينيك كان مرمى تنهيدتي، وقد سددت قلبي بلا تردد ، ولأنني لا أضع ذاكرتي على دكة الاحتياط ، ولستُ حَكَم الخط ولا رايةَ التسلل، ولستُ عاشقاً يفكرُ بقدمه! قبلتُ منك أن تكوني الحكمَ والجمهورَ وصفارة النهاية. ربما كنتُ حينها رياضياً...
أكل الصدى كل الحروف وما اكتفى في أي معنى ذلك الحب اختفى؟! أحببتٌها وسجدتُ تحت جفونها حتى رأيتُ اللهَ في المعنى طفا أحببتُها و نسيتُ كل حقيقةٍ قيلت عن الحب الذي احترف الجفا في حبها أدركتُ معنى ربما، وحسدتُ مَنْ وصف الشقاءَ وكيّفَا، يا أيها المعنى الذي يعني الردى لا كان من أقصى الفناء وسوَّفَا ...
أرجوكِ، لا تمضي إلى أقصى الأسى في القلب حزنٌ فوق مقدرة الشفاه! ستؤرخ الذكرى لموتٍ فاتها كي تحفظ الصحراء أحزان المياه ! صرتُ المسافةَ بين حبك والردى وغباء جرحك كل خارطة المتاه! حسناً سأنسى أو سأزعم أنني....!!!! لاشيء بعدكِ يستحق الانتبااااااااااهْ سيموتُ حبك يوم موتي ربما، ما حيلة المعنى إذا مات...
هنا ما هنالك ماءٌ تخثّر فيه الرهان على نفسه ووحشة عمرٍ وبعض بياض يؤثث بين السطور قبورا ويبذر بين القبور زهورا ويترك للريح ذاكرةً غافلة. هنا الله ينشر أعماله الخاملة. وحيث تبقَّى من الليل تنهيدتان وغصةُ كأسٍ وخارطةٌ أكلتها البحار زمانٌ ترسَّب في نفسه مثل قبرٍ حزينٍ تمرُّ به فكرةٌ جاهلةْ. لقد...
أنا لستُ اسمي الذي صار حزينا ومحشوا بالعلب الفارغة ونفايات الأسى ! لستُ اسمي الذي تقطعين رأس حلمه أمام عينيه لستُ اسمي المطرز بالخيبات حتى وإنْ بدا الصدى نظيفاً من النسيان؛ وصالحاً للاستخدام! كل حدود هذا الاسم مفتوحة على الضوضاء واللاشيء وأنا حزنٌ يموت بهدوء إضافي صار هذا الاسم مجازٌاً رتيب...
أوقفوا هذه الساعات أريد أن أسحب جثتي من تحت أنقاض الوقت أوقفوا الزمن الذي يدور حول نفسه أوقفوا هذا الدوار الأزلي أخشى أن يدوخ الإله. ثانيةً ثانية أسأل اسمي عن نفسه ويوما بيوم أدفنُ عمري وأضرم الصمت في قش المعنى أنثر رماد الذاكرة في وجه الهواء وأدفن ما تبقى من أوهامي في قبو الكلمات التي هجرها...
لابد أن وطنا ما في مكان ما ينتظرني ربما في خارج هذا الكوكب أو خارج اسمي وربما في الضفة الثانية من الحلم أريد وطنا خاليا من ضوضاء الله والهواء الملوث بصور الشهداء وطنا لا أسمع فيه ألقاب الموت! لا أعرف أي اتجاهٍ في هذا العدم سيؤدي إلى الموت السعيد ؟! أعرف حلمي جيدا حيث اسمك حيلةً مناسبة للخلاص...
هذه الأرض منذ ميلادها مُصابةٌ بالدوار ، كأنما تبحث عن الجانب الآخر منها، وكل ليلةٍ يتأخر شيءٌ ما في دوران الأرض حول يأسها، يتأخر معه عُمر الله، والساعات التي أصابها الأرق تراقب الموت السريري، والفراغ المُكدَّس في كل مكانٍ يمتص الأوكسجين، ماتت الكلماتُ المناسبة لحبك وكومت جثثها في كل مكان ،...
الأول في المعنى غالباً ما يكون الأول في غصة الصدى، على عتبات جثتي ما يزال ظلك واقفاً وحزينا، ومن وراء اسمك أتسلل إلى جرحي لأنظفه من الذكريات. مراراً أدخل إلى تنهيدتي ليلاً وأغلق النسيان جيدا، على عتبات جثتي أقفُ كل لحظةٍ لأرى أين اللحظة التي كنت قبلها أنا، لا حاجة لي بهذا النسيان الرديء، لا حاجة...
كل الزمان الذي كان أنا صار هامشاً للمستحيل الذي كان أنتِ، والرجل الذي كان أنا ، صار لا أنا بعد غيابك؛ ويجلس الآن حول يأسه مغلقَ الخيال وباتجاه ظله مدَّ رجليه، وفي آخر تنهيدةٍ منه تمزَّقتْ طائرةٌ ورقية و تحطمتْ مرساةُ الزمنِ البعيد قلبُه ما يزال في مكانه يقيس المسافة بين تنهيدتين، بنظرةٍشاردة...
كالرجل الذي تسلل من الفيلم إلى مخدع الكلمات، وضاجع تاء التانيث، وهي ترضع نون النسوة ثم نفث سيجارتين في وجه الهواء، ومات على حدود الدخان، وهو يدافع عن نهايةٍ سعيدة. مازلتُ على مفترق الشظايا، أجمع أشلائي وألصقها لأتعرّف على هوية الألم. وشعرك يغرز الدبابيس في ذاكرتي كأسلاك شائكة على حدود الليل...
آلهة المآذن تبدو مدببةً ومتعالية لا أحب آلهة المآذن فهي دائما أعلى من أن تسمع دعاء المظلوم لا أحبُ الإله الذي يحشرونه في المئذنة، ويحبسون معناه في اتجاهٍ منتصب، هكذا إله يأخذُ شكل خازوق! أو يتجلّى كهاويةٍ مقلوبة. لتكن الآلهة أعلى من الكلمات الحادة، لتكن شخصيةً جدا، إله لكل مواطن يحمله معه أينما...

هذا الملف

نصوص
127
آخر تحديث
أعلى