محمد فائد البكري

أخيراً تعلّمتُ ألَّا أُحبْ = لأنَّ الهوى صارَ فنَّ الكذبْ لأنَّ المحبين مثل الدُمَى = تحركهم شهواتُ اللعبْ أخيراً وليس أخيراً هنا = مع الموت غير الصدى المكتئبْ أخيراً تعلمتُ ما أولاً = جهلتُ وقررتُ أنْ أنسحبْ مع البعد لا خوف من طعنةٍ = فلا تعطِ ظهرك مَنْ يقتربْ مِن السهل خسران مَنْ تصطفي = ولكن...
لقد مرَّ الزمان هنا وولّى = تعالي أستعيد بك الزمانا إلى أيٍ اتجاهٍ فيكِ أمضي = ولا دربٌ يمرُّ على سوانا أعيدي الدفءَ للكلماتِ حتى = يعود لنا من الذكرى هوانا وكيلا تصبح النجوى كلاما = بلا معنى وتأريخاً مُدانا وحتى لا يكون الحبُ دوراً = يمثله على كرهٍ كلانا أعيديني إليَّ، إلى خيالي = إلى الشوق...
حيث تكونين يكون كل شيء داجناً وأليفاً، حتى المستحيل نفسه يصبح كلب حراسة. لاشيء بعد الحب يعود افتراضياً حتى أنا، ذكرياتك تحترق الآن في أقصى الحواس، والأمكنة تختنقُ بغبائها الأفقي، وكلما أوقدتُ الحنينَ على حدود أغنيةٍ تدسُّ حزنها في دمي وتحترق، لعلك تأنسين إلى النار أو تهبّين لنجدة الذكريات...
أطباقٌ كثيرةٌ حطَّمها النسيانُ على بلاط السماء ، وأطباقٌ كثيرة ما تزالُ على الرف، ومع كل هذا الفراغ حولي ما تزالين واثقةً من نفسك جدا، وأنا لابأس جدا ، هزمني الحب ولم يهزمني الزمن بكل خبرته في الأذى ، صرتُ هشاً كدميةٍ من القش منزوعة الرأس، حطموا خيالها، وقتلوا فيها كل أحلام الطفولة بأن تكبر أخاف...
لستُ بخير لكني لا بأس جدا اطردي كل الكوابيس من غرفة النوم ، وحدّقي جيداً في السحابةِ التي تمطرُ في كأسك الآن! ويطفو على سطح نشوتها الغياب. أريدُ أنْ أحدثكِ عن نفسي التي غادرتُها بعدك إلى غير دمعة. وعن المفتاح الذي انكسر في الباب، وظل قلبي مغلقاً أمام الأخريات أريدُ أن أرسم لك خارطة الليل؛ لتتخذي...
قبل يومين من هذا الندم أو أكثر قليلاً قريباً من سؤال: أين مات عصفورٌ أعمى وهو يتحسس أغنيته في غابة سوداء، قيل: ارتطم وهمه باللاشيء ، ولم يجد وقتاً كافياً لترميم جسده ونتف ريش الذكرى والتخلص من الزمان الذي مات في عينيه. وقيل: بالتوازي مع نسيانك، سقطت نجمةٌ في مرمى ظلك؛ وسقطت المسافةٌ خارج الليل،...
قررت كثيرا ألّا أعود إلى أول السطر منكِ، لكنَّ كلمةً غامضةً تقتلني كل ليلة، وتدس اسمك في معجم الجرح، وتقول: إن الكلمة التي لا تحبك كلمةٌ مهزومة حتى الموت، كان يمكن أن أضع الهواء تحت تصرف المستحيل، أو محاصراً بالنظرة العابرة منك، لكن الذكريات التي تعود إليك من الباب الخلفي تطرق قلبي بعنف ومنذ...
الذكريات لا تقف مكتوفة اليدين! يحيطني الألم بعلمٍ لم يبلغه أحدٌ ولم تفكر به كلمةٌ قبلي، ولم يجد له الصدى هامشاً في أي دمعةٍ أو تنهيدة أو قبر ! ، أنا رجلٌ يحزنُ دائما بالنيابةِ عن أحدٍ ما، قررت هذه المرة سأحزنُ بالأصالةِ عن نفسي فقط؛ وسأبكي بالتقسيط إنْ لزم الأمر ، أو اقتضى المجاز أن أكون واضحاً...
الرجل الذي قتل العدم كان أخي. تحسسوا جثثكم القديمة، وخذوا مقاس ظلها على حدود اللاشيء ثم ضعوا رؤوسكم في قلوبكم ؛ وتأكدوا من فكرة الزمن؛ هل ما تزال بصحةٍ جيدة! دعوه يعيش لنفسه كيف شاء ؛ فقد نجا من التكرار دعوا الجهات ترى مسافة الكلمات. لا يمكنُ أنْ أسامح كلمةً تحاول أن تدفن أخي، ولا أقبَلَ العزاء...
الذبابةُ التي أوقفت عقرب الساعة لم تفكر بالأبد لم تفكر بإيقاف عجلة التاريخ لم تحاول مواجهة الزمن. الذبابة التي قتلها الفرق بينها وبينك كانت لا تبالي إن كان الطنين في الحقيقة أم في الصمت عن الحقيقة. الذبابة التي كانت لا تخشى أن تموت لم تكن تبحث عن الفرق بين كونها معنى وبين كونها حشرة الذبابة التي...
مثل ورقةٍ حرة سقطتْ من شجرةٍ حمقاء حملتْ عمر يأسها، وحاولت أن تعيش خارج ماضيها، بدت صفراء إلى حد الغربة لكنها بالتأكيد سعيدةٌ بالمحاولة، هكذا، صارت لا تشبه غيرها، وما تكدَّس في جسدها من زمن الذكريات؛ لم يعد عبئاً على اسمها، مثل ورقةسقطت فأصبحت حرةً من المضاف إليه ، وصار لها زمنها الخاص،...
. ماتت المسافة بصمتٍ بارد ونحن الآن جيران شرفةٍ واحدة تُطلين على حافة الوقت حافية الخيال، و أنشرُ قلبي على حبل غسيلك، تسترقين نظرةً إلى القمر القريب منك، وأدقُ تنهيدةً في حائط ليلك، نحن هنا تحت سماءٍ واحدة، وربما إلهٍ واحد، نحن هنا ، حيث هنا كلُ شيءٍ كنَّا نحلمُ به بالتساوي ونحزن له معا، وحيث...
لقد كان أقصر من ظله يتسلقُ حكمته صامتاً يتحدّى الكلامَ القديمَ . كضدٍ يريدُ التخلص من حيرة الضد فيه مشى خلف آلامه مثقلا بالسُدى في انتظار الزمانِ البعيد مضى، لم يقلْ للصدى مرةً ليتني، كان يعرفُ ماذا تدبرُ " ليت" له من زمانٍ عقيم. يخاف التفاصيل حين تموت بلا أي ذنبٍ ويخشى على الحب من كلمات العتاب،...
يقولون:مااااات! وقيل: استدار إلى قلبه في مهب الشتات! بصحبة أشباحه المستطيلة حاول ألّا يكون الصدى فغادر توقيت أحزانه، غادر الكلمات. تخلّى عن الوقت فيه؛ ليكسر طوق المدى، أو يغيب عن الوعي بالطعنات. على هامش الكأسِ،عاش وغنَّى....، وقال: على أي جنبٍ ينام الإله؟! وحدَّق في الثلج ، حدَّق في كبرياء...
تقولين: حبُك مات! وقلبُك مات، وحلمُك مات ؟! وتنسين أن الذي مات من حلمنا يترسَّبُ في دمعنا ويعيشُ إلى بعد أجسادنا، أشد وأقسى من المستحيل ومن قوة الكلمات. هنا ما هنالك من أمسنا لا يموت وإنْ قيل: مات! على بعد تنهيدتين نهودك تغزلُ روحي شراعاً وتقذفني قارباً من قصاصات شوقٍ ببحر الدموع، وحتى ضراعاتنا...

هذا الملف

نصوص
127
آخر تحديث
أعلى