أحمد الملك

امس مساء عدت الي المزرعة بعد ليلة مبهجة وحافلة قضيتها مع أصدقاء قدامي، كانت ليلة رائعة رغم انها انتهت كالعادة بالعراك اثر الافراط في الشراب، قضيت وقتا طويلا في العودة ذلك أنني في البداية لم أهتد الي مكان المزرعة وحينما وصلت كنت أشعر بأنني علي ما يرام رغم أنه كان من السابق لاوانه (قبل انبلاج...
كنا نجلس ثلاثتنا على الأرض في ركن الزنزانة البعيد، نشعر بالإرهاق بسبب عدم النوم ليلاً طوال عدة أيام، كنا نشعر في تلك اللحظة بهدوء غريب، ربما من فرط الإرهاق الذي يخمد فيك حتى الرغبة في التفكير. قمنا بعمل اقتراع سري على حبة سجائر إضافية لمن يستطيع أن يخمّن نوع التعذيب الذي سنتعرض له هذه الليلة...
اعلنت حالة الطوارئ في القرية، الزين أعلن العصيان، أمهل اهل القرية ثلاثة ايام إما أن يساعدوه لتعود زوجته الي بيته او يجب الا يسأله احد ان اقدم علي اقتحام اي من بيوت القرية بحثا عن إمرأة ما ... قال له شيخ النور: ما تصبر شوية يا الزين. قال الزين : (الايدو في الموية ما زي الايدو في النار، انت يا شيخ...
ذات صباح عاد الزين عبد العاطي إلى القرية، بعد سنوات طويلة من موته في تلك الأمسية القائظة التي واجه فيها الموت وحيداً ومحنقاً بسبب الإنهيار الوشيك لأكثر أحلامه شفافية. ففي الليلة التي سبقت موته، كان قد أكمل كل استعدادته من أجل حياة جديدة أقل سأماً، دون أن يهمل حتى أقل التفاصيل الدقيقة أهمية...
كانت الفتاة الجميلة تتنقل داخل البص على مسئولية جسد خفيف مثل فراشة، كانت لا تبدو كأنها تمشي على قدمين مثل البشر، بل تتخلل الأشياء أثناء عبورها مثل سحابة، مثل غمامة عطر، وكانت رائحة جسدها ، خليط من عبق الزهور ورائحة الارض: رائحة الحياة. كنا نجلس داخل البص كأننا في رحلة إلى عوالم اخرى، إلى الفضاء...
بعد صلاة الظهر في المسيد إستلقى العم سعيد على برش الصلاة ليستريح قليلا ، كان شيخ النور يتحدث مع صلاح الجاز أمام المسيد ثم إنضما للحاج سعيد وجاء سليمان الأعرج بعد قليل. رفع حاج سعيد جسده من على برش الصلاة وأصلح الطاقية القديمة فوق رأسه الأشيب وقال: والله يا اخوان فارس دة زول ما ساهل، والله سبحان...
عليكم الله لو ما عرستوا لي الشافعة دي !. مخطوبة والله يا النور. اشتهر في الحلة أن كراعه (خدرة)، ما أن يشاهد فتاة ما في احد الاعراس ترقص مثل عود من البان حتي يهجر النوم عدة ليال قبل ان يطلبها للزواج ليعرف اما انها : مخطوبة، او انها : تريد ان تقرأ، ويعني ذلك انها لا ترغب في الزواج منه...
ذات يوم كنت أتجول في سوق الجلود في مدينة أمدرمان وفجأة في الزحام رأيت وجها أعرفه، مجرد أن رأيته قفزت بي الذاكرة عبر السنوات لأراه هائما في طرقات القرية يحمل طنبوره، صانعا من أنغام حبه السعيدة حواجزا بينه وبين العالم النائم في سبات مواسم ما بعد الحصاد. ثم وهو يبيع خضرواته للعابرين وللغجر. كان...
يوم الجمعة الاول من اغسطس كان يوم بداية موسم زراعة محصول الذرة، أصوات الصبية كانت تتصاعد من علي البعد وهم يشاركون ذويهم حراثة الأرض وتجهيزها، نورا كانت جالسة في ظلال شجرة النيم في الركن الشرقي من فناء البيت الواسع المفروش بالرمل الاحمر، غرد طائر ابو البشير فوق شجرة الحناء فرفعت نورا رأسها قليلا...
عشية عيد الفطر كنا نتحلق حول والدتي في الفناء وهي تغسل كومة من الملابس علي ضوء مصباح الزيت، سمعنا صوت نهيق حمار يمزق صمت الليل. قال أخي ، انه حمار جارنا سيد، وًصمت قليلا قبل ان يتذكر شيئا: هذا الحمار معتاد علي قطع رباطه والاعتداء علي مزارع الاخرين لابد أن شخصا ما يقوم الان بضربه! قالت أمي...
ثم جاء رجل آخر صرنا عشرة رجال قال من بدا أصغرنا سنا: هل نذهب الآن؟! نبهنا كلامه الى أننا كنا موجودين في مكان ما، وكانت لنا حياة وذكريات قبل أن نجد أنفسنا في هذا المكان. غربلنا الصمت من حولنا: حاولنا العثور على أية إشارة تساعد في تحديد مكان وجودنا. لا شئ سوى الرمال قال من بدا من رنة صوته الخائفة،...

هذا الملف

نصوص
26
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى