د. أمل الكردفاني

أفق من ناي.. يعتصر برتقالة الشمس.. وحذاء يعدو على أهبة الحلم متلألئَ المقلتين.. مبتسماً للزوالْ.. صبيُّ الكهولة يسأل دوماً ذات السؤال.. كيف يدمن النجم وحشة الارتحال؟ ويمرق الناي بين العصافير وبين الغمام.. فيغمرُ بالحزن صمتَ الرمال.. "هي الريح.." يصرخ الأشقياء: "تجرحُ الأغنيات القديمة.. وأكواخَ...
- إنني متعب يا امرأتي.. متعب (صمت) هة؟ أشكرك على مسح خديَّ بكفيك.. هذا يخفف عني قليلاً.. أشكرك حقاً.. أنتِ الإنسان الوحيد الذي استطيع أن أتعامل معه بعفوية..(صمت) أعرف.. أعرف أنك تحبينني وأعرف كذلك بأنني استغل حبك هذا فأضجرك بآلامي.. يأتي صوت من الزنزانة الأخرى: - أسكت ايها المجنون.. لقد أزعجتنا...
قررت أن اكتب سيناريو عن قصة حب بطلب من أحد المخرجين. في الواقع المحرومون وحدهم هم من يجيدون الكتابة عن قصص الحب، فالإنسان الذي أتخم من أكل الطعام لن يستطيع وصف لذته. وحده الجائع من يفعل ذلك باقتدار. ترددت في اتخاذ قراري بكتابة سيناريو قصة حب استجابة لطلب هذا المخرج، الذي يبدو أنه يملك صوراً...
السيد أبو قزازة، هو سكران حيران كما يقولون بالعامية، رغم أنه قد تجاوز منتصف الخمسين، وهو رغم ذلك نحيل البنية، ذو شعر يبدأ من منتصف نافوخه وينحدر للخلف، شعر ناعم ولكنه متشابك الخصل. وجهه يبدو كجمجمة مسحت بالقليل من اللحم وألصقت عليها عينان وشفتان وأذنان. هكذا فحسب. لا يملك أبو قزازة -واسمه...
كنت قد كتبتُ هذه القصة في شرخ الفتوة الفَتون، واليوم ذكرتني بها قصة للكاتب الصيني (لين يوتانغ) بعنوان تمثال الخلود. ثم أن قصة جزيرة الحب ضاعت مع ما ضاع خلال أكثر من سبعة وعشرين عاماً مضى من بعد كتابتها، فهي لم تكن بأكثر ما خسرته: وقد قال الشاعر: عبثاً تقفو خطى الماضي الذي خلت أن البحر واراه...
الشخصيات: عازفان المنظر: لا شيء في المسرح سوى كوة عالية يخرج منها ضوء أبيض بزرقة خفيفة كضوء القمر وفي وسط المسرح رجلان هما عازفان وراقصان إيقاعيان يرتديان بدل سوداء وقمصان بيضاء وربطة عنق في شكل فراشة.. مع ذلك فلا توجد أي آلات موسيقية معهما. نشير لكل عازف بحرف (ع١) و (ع٢).. ع١- لا شيء...
ضرب ابن حرُّون خادمه ضرباً مبرحًا وهو يصيح: - يا ابن الكلب تسرق بيض دجاجاتي ثم تسرق دجاجتين أيضاً.. فبكى خادمه وقال وهو يحكُّ ظهره ليزيل ألم الجلدات عنه: - أقسم لك أنها ماتت يا سيدي.. مد ابن حرون لحيته للإمام وقال: - والبيضات الثلاث.. أنا أحفظ كل دجاجة من دجاجاتي الألف ظاهراً وباطناً.. وهذه...
هناك مقولة شاعت عن موليير وهي: (يقضي الناس معظم أوقات حياتهم في خوف على أمور لن تحدث). وتستخدم هذه المقولة، كمحاولة لتهدأة خواطرنا السلبية، ومن ثم التعاطي مع الواقع بإيحابية. مع ذلك فإن هذه الخشية أو الخوف أو القلق من المستقبل هو أحد الفوارق الجوهرية بين الإنسان والحيوان. فالحيوان هو ابن الآن،...
في الولايات المتحدة يقوم الرئيس بترشيح القضاة الفدراليين ثم يصدق مجلس الشيوخ على ذلك، وتتوزع مقاعد القضاء بتعيينات من الجمهوريين والدموقراطيين، بحسب الفائز في الانتخابات الرئاسية. يعني ذلك أن عليك أن تتوقع انتماءً سياسياً للقضاة كل بحسب الحزب الذي عينه في القضاء. تمثل مشكلة تعيين القضاة ورئيس...
"الإجابات غير المنطقية تقود للإجابة المنطقية، لذلك عليك أن تتقبل جميع الإجابات كي تصل." إن الجدل الفلسفي امتد إلى المسلمات السابقة، كالصواب والخطأ والحقيقة والوطنية..الخ. العالم أصبح نسبياً برمته وتهالكت فيه المطلقات.. حتى العلوم قصفتها ميكانيكا الكم وخلخلت مسلماتها الكلاسيكية. أضحى علينا أن...
_____ ملاحظة:(هذه القصة محض خيال ولا علاقة لها بأي عائلة أو شخصيات). ____ صوت صارخ ومزعج، حتى أنه أبعد الهاتف عن وجهه خوفاً من تطاير البصاق عليه: - لماذا حظرتني في القروب أيها التافه؟ - يجب أن تتحدثي باحترام.. - وهل أنتَ بني آدم لكي أتحدث معك باحترام.. أجابها: - ليس أنا..ولكنك لم تحترمي...
- ألا تعرف نزاروف؟ - لا .. من هو نزاروف؟ - حقاً لا تعرف نزاروف؟! - قلت لا أعرفه..وهل هذا ضروري؟ - يا إلهي يا إلهي.. نزاروف العالمي.. أفضل من يقود الركشة في العالم.. - حقاً؟ - حقاً.. أنت لا تعرف نزاروف.. لقد نال جائزة افضل سائق ركشة في الهند وتايلاند..رغم أنه من هنا. من عندنا.. - يا له من...
تتعافين من الموت يا بذرة الألم.. فأي حقب سكنتِ فيها.. والآن تنمو جذورك السوداء.. على حقول الجسد المنهك.. وهذه الممرات بين الجبال.. أكنتِ أقدم منها.. حين عبرها المفزوعون في وحشتهم البدائية.. ءأقدم من أعماق الرمال أنتِ حينما سكنها صمت الكون.. ءأقدم أنتِ من اختلاجات القلب الأولى إذ عبره الحبُّ...
البروتوكول مسرحية من مشهد واحد أمل الكردفاني المنظر: أميل دائماً إلى عدم وجود تصاميم في المسرح، السينوغرافيا تعطي نظاما وترتيباً غير محمود.. سنترك للقارئ أو المتفرج في ظروف مختلفة أن يكمل الديكورات، أو يزيحها ليستبدل بها الفراغ كمناخ ذي مغزى تأويلي، أو كمناخ شعوري ما. من المفترض ان يكون...
- سيداتي سادتي ننتقل بكم الآن إلى بث مباشر لنقل تشييع جثمان آخر امرأة في العالم. نحن في العام الثلاثين من التقييم الكاسيراسي. ولكن لماذا أقول سيداتي سادتي، ففي الواقع لم يبق سوى سادتي، أما سيداتي فقد انقرضن خلال الثلاثين عاما الماضية بعد انتشار فيروس الكاسيراس الذي أطلقه العالم المجنون كاسيراس...

هذا الملف

نصوص
933
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى