فضيلي جماع

(كتبت هذه القصيدة ذات ليلةٍ أشبه بالبارحة. كنت كما أنا اليوم ، أحمل خارطة وطني بعيداً عنه. وكان الصديق كمال الجزولي كما هو اليوم قابضاً على جمر القضية. يودعونه سجونهم ، ليخرج من المعتقل كما الحال مع كل أحرارنا وحرائرنا : أقوى عزيمة! وتظل هذه القصيدة تقول اليوم ما قالته بالأمس !) وهْجُ القصيدةِ...
1 تخرجُ الوردةُ من أكمامِها حمراءَ أو بيضاءَ ، أو صفراءَ.. أو..... مهلاً ، تقول الوردةُ فاللّونُ شيءٌ خادعٌ لا شأنَ للحُسن بلونٍ أو مكانٍ أو قبيلْ ! فكلما تلبسه الوردةُ في الفجرِ، وفي ظلِّ الأماسيِّ جميلْ ! تخرج في نضرتِها تنشرُ في الشارعِ ريّاها لا فرْقَ في شرعتِها بين العوامِ ، والسادةِ...
(1) لك الله يازامِرَ الحيِّ ما عاد شدْوُكَ يطربُ.. فالكلُّ صُمٌ وبُكْم! سكارى من الوجد كانوا فما أبصر العائدون.. من الكرنفال ثقوب الجدار ! وما خجلوا مثلما.. تستحي نجمة من ضياء النهار تداعى البناءُ على جوغة المنشدين ! تخير لمزمارك الوقت والحفل ، والدار إنّ البكاء على الأمس عار وجمّش هزارك باللحن...
(1) أبداً كنتَ تُعاينُ في مرآةِ خيالِك.. تُبصِرُ طيفاً يشبهُ ذاتَك! تبسم، تقبض وجهك.. ثم تردّد في أعماقك: جندُك لا يعصُون الأمرْ وحولك حشدٌ طوْعَِ بنانك فافعلْ كيف تشاءْ! واطرحْ رحلَك فوق النجمِ وعرشَك فوق الماءْ ! وهذا الرّيح جوادُكَ فاسْرِجْ خيْل الرّيحِ.. تنكّبْ رمْحَك ! والبس درعك ! واسرعْ...
وألقاكِ في كلِّ زاويةٍ وردةً بالنَّدى تستحِمُّ كأنّكِ والفجرَ صِنوان.. هذا بهيجُ المحيّا ، رقيقُ الحواشي وأنت الوعودُ التي.. يشتهيها المحِبّونَ عند انبثاقِ الأماسي ! وأحلُمُ أنّكِ مرْمَى ذراعٍ وأنّكِ ساريةٌ في حواسِّي ! تردِّينَ عن جبهتِي لفحةَ البرْدِ...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث
أعلى