مصطفى معروفي

حين تنام الأحزاب و لا تستيقظ إلا عند صياح الاستحقاقات تأكد أن الوطن الطاعن في الصبر ستزداد مَنَافِيهِ ما دامت أحزاب الردة لا تستيقظ إلا كي تقتسم الكعكة فيه. ــــ لما أبحر نحو الجهة الأخرى لم يجد المن و لا السلوى الليل هناك يعربد و ما زال البحر كعادته يدمن بلع قواربه. ــــ السُّنَّة و الشيعة...
الصديق الودود مصطفى تحية طيبة، وبعد، وضعت إصبعك على جرح عميق في ثقافتنا المغربية"الشابة"وأشرت بالخصوص إلى القضية المتعلقة بالنقد، والمتابعة النقدية فيها، وكما طلبتَ، سأحاول أن أبسط لك رأيي، مع التأكيد على شيئين اثنين: ـ أن النقد إبداع مستقل وإن كان يرتبط "عضويا" بـ "ملاحقة الأعمال الإبداعية...
عزيزي مصطفى إن ما تعرضت له من تضييق وضيق حتى لا تنشر مقالك ـ تعقيبك ـ في جريدة "البيان" لا يمكن إلا أن أشجبه و اتضامن معك فيه... كل الذي أحب أن أوضح لك أنني بصفتي "رفيق" أي بصفتي عضو في حزب التقدم والاشتراكية هو الآتي: إن العاملين في جريدة "البيان"ليسوا رفاقا كلهم،وحتى إن كان الشخص الذي عاملك...
دار بيني و بين الشاعر المرحوم محمد عبده بوزبع نقاش نقدي على صفحة البيان الأدبي،وبما أنني كنت على أهبةالسفر خارج الوطن و أردت أن يتواصل النقاش عبر المراسلة فقد ذهبت إلى مقر جريدة البيان(الآن أصبحت بيان اليوم/ لسان حزب التقدم والاشتراكية المغربي)رفقة أحد الزجالين المغاربة وتسلمت عنوان المرحوم من...
ما يتبقى من ظمإ نتوارثه تكتبه الريح عن البحر وتكتب أيضا تاريخ الأشياء المجبولة عن حب الليل على معصمها لم تفتأ تتناذر دمها الطرقاتُ تلابس بلدا ببلد حتى انطفأت في رئة الطين الٱيات وحتى اصفرّ خديج الماء علانيةً ألتمس زهو العتبات بلا كلل ثم إليها أزجي حمر النعَم وأوقن أني منها الأقربُ سوف أوَطّن...
من رأس الغيمة أشرفت على الكون أمام مراياه استيقظ ظلي والحجر السيد لم أدخر الجهد إلى أن أمسكت بسلسلة الطير على حين ارتفق النهر مباهج ضبحت مسفرة عن حجل في عينيه تنمو الأقمار ويبلغ سن الرشد ثلاثة أضعاف أثناءتغيم عواطفه أو يلتبس النوء به مدة قهقهة ثم يفيض إلى مدح التاريخ السفلي لمدائن كانت آهلة...
هل طينتك التترية خرجت من منقار قطاة ثم اتسعت في الماء؟ إذنْ سمّ رخامك وانهض بين الكاف وبين النون لترعى حجر الزمن الأول سوف ترى الأبراج تجاملك بأحلى القبُلات وتهمس للأرض بأعضائك إن خفت َمن المطر الأزرق راحت تمسح رأسك برموش الغابة وتفيض عليك بفتنتها ، أنت تكلم ظل النهر تساعده كي يستيقظ قبل الضفة...
هو يوم ينشر رٌوزْنامته داخل مقبرةٍ يعرج في صخب الأمداء بلا أدنى وجلٍ يملك شطأً يرتفق الماءَ ولو نام قليلا لانطفأ على مرأى منه زمنٌ غير الزمنِ ولانثال حواليه حجر لا يتميّعً، يا سيد أحلى النظرات أدرْ عينك نحوي دلَّ خطاي على أين يكون النخل يطل من الشرفات على الواحات بعيون وامقةٍ لأخيط له وطنا...
وحدك من سرق النار وغالى بعواصفه المرئية أعطى العالم فاكهة البدء وألقى الزمن المبهم في دائرة الشك أنا أبصرتك تقدح دالية الروح لقد كنتَ تفتش عن حجر نبويّ وتهيل بياضك فوق جدار يحمل أسماء ناعمة وجررتَ إلى المنأى عربات الريح وتوأمَ زوبعةٍ كان الوقت سيتّسع لوِ الحدآت تماهت بالأبراج وسارت إلى النبع...
واشتعل النقعُ رأينا الرايات على صهوات الخيل اختلطتْ مال الليل بنا ثم مضى لتضاريس الأرض يعلق فيها الأجراس لذا سوف نؤجل في الأعتاب وقوف وفود مراثينا الرحبةِ... كان بياض السحب على الطلع يؤثث سمت رؤى النخل ولكن نحن عبرنا النهر إلى حيث العشب تألق مفتتنا بمدائحه حتى أقنعَنا بالمشي صباحا كي نشهد قافلة...
كنت أفكر في أن أنأى حيث الغابة لم تبق لديها الرغبة في أن تترك لي كل صباحٍ إشراقتها المعهودةَ ، وأنا طفل جرت العادةُ أن أمسك بتلابيب الماء وأهرق تاريخ الكون على يده وأذكّر ذاك الفندق قربَ الميناء بأسماء السفن الملقاة خلال دقيقة سهوٍ تحت أديم البحر... وراء البابِ وفي الغرفة ذات الأهداب الفضية...
(هو الشعر شعري بما أشعر)=يجئ كما الصبح إذ يسفر و أتــرعـــــــه بالـــغـــرام لذا=(يبوح هياما ولا يضمر) (وما الشعر يا شعرإلا الذي)=به الكون ،إن صغته ،يسكر و ما أرتئي الرأي إلا الــذي=(كـتـبـت يـقـيـنا بما أظهر) (هوالشعرفي سابغات الرؤى)=ترابط في بهوه الأعصرُ دأبـــت على قـــــــرضه ولعا=(وما فيه...
أيتها المتبتلة بمحراب الأبد تعالي فالأرض هنا واقفة والأفْق سينداح ويلبس خضْر معاطفه ثم يصيخ السمع إلى الريح إذا هي قد وضعت تحت تصرفه فوج الأسئلة الصلبة جئت من البحر أقود العربات المملوءة بمراثي الملح رأيت النخل كثيرا فطفقت أعلمه الأسماء وكيف يجوس خلال رخام النوم ويتسلق حجر الوقت ليعلن عن مدن...
لغتي أتفقدها بين العشب وبين الطرقاتِ إذا ما أفزع للماء أمدُّ إليها منه بياضا يشبه الشغَف القدسيَّ أشيّد فيها مدنا ملأى بالكمّثرى والطير بها صافّات يرقصن الدبْكة ويؤدين على الملإِ طقوس الخصب يقاربن خطاهن لدى النبعِ هناك يبابٌ فوق محيا الوقتِ أعاين في جهتيه طيور الحدَإِ فأعرف ماهية الضبحِ...
كوكب رهن كفيه أسماؤنا ودم الريح نزّ قبل الصباح ولبلابتان لدى كل واحدة قمرٌ ساحر بينما أنا قد جئت حشد اليمام وقلت له: "كن فقط مدخلي للعيون الكحيلة واسكب على جسدي كِسَفاً من سماد البداهة واحم تلك المدينة في كتف التل من شطَحات الرخام لكي ـ وأنا أحتفي بالمرايا ـ أرى الوقت أصبح لي ينبري حبةً حبةً...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى