عبير درويش

حين ضجت جدران منزله بأسئلته التى يتردد صداها فى مسامعه، وملَّت الإصغاء إليه، وملَّ هو صوت اصطدام الأحذية بالطرقات، وجلبة العربات المسرعة وهى تئز، وهسيس الأوراق التى جمعتها الرياح أسفل نافذته الموصدة بقضبان الأمان، ومتاريس السكينة، قرر فى محاولة بائسة أن يأتنس بها. وفى رتابة اعتادها، وفى تثاقل...
حين توقفت الموسيقى؛ تقاطرت دموعه فاختلطت بحبات الرمل وفضلات القطط الجافة. عبرَت الردهة المؤدية إلى حجرته.. توقفت الموسيقى تماماً، لم يعد بوسعه الاحتمال؛ قرْع حذائها المعدنى، واصطكاكه ببلاط الردهة ”البورسلين“ يذهب بعقله، تصيبه القشعريرة من الأصوات المتنافرة؛ المعدن والجرانيت والبازلت...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث
أعلى