حدريوي مصطفى

- أيها السادة،أهل الحل والعقد ، الأرض تموت ، يخنقها احترارها. لنرْأفْ بها ونرحمْها، قبل أن تلفظ أنفاسها . إنها... ونحن جسد واحد؛ بقاؤنا في سلامتها، واندثارنا في خرابها... كان حزينا وهو يخاطب الجمع، وكان في كلامه حزم وفظاظة ، استشعر أنهما لن يفيداه في الإقناع، فبات يلطف من حدة خطابه، جاعلا...
تقاسيم عذبة تتنازع ُرناتِها عود، وناي، وكمان؛ وجمت لها الحساسين المقفوصة، واستكانت فوق غصن يابس لشجوها الحمامة البيضاء ، أما هو فكان يتمايل على إيقاع النغمات ويده الدربة تشج الجص إزميلا؛ غارقا بين الشدو وهائما بين ثنايا الزخارف!. أنهى عمله، مقرنصة(1) ثُمانيّة تتعاشق أضلعها وأشعةَ شموس، ورؤوس...
أحس بتعب شديد يسحقه ـ ما شعر بمثله يوما ـ يكسر عزمه ، يثنيه عن مواصلة المسير، وزاده عطش شديد همّاً ثانيا بات يستحلب له جُدُر حلقومه لمجابهته ، وهو يجر رجليه المنهوكتين سيرا على الرصيف؛ عرقه المتكرر وقميصه البليل كانا يلطفا شيئا من الحرارة المغمور في حضنها خصوصا حين يركب الأثير نسيمٌ باردٌ منفلت...
مسجى دونما يديه الرفيعتين الممتدتين على جانبيه، صامت بلا حراك؛ عدا زفير خافت بالكاد يلحظ ، يتضاءل له الصدر الضاوي البارزة أدق تفاصيله من تحت الغطاء، عيناه الغائرتان بين محجريه النصف مغمضتين لا قرار لهما تسافران جيئة وذهابا كمكوك في أرجاء سقف الغرفة الموصدة عليه . كان يشكل خياله المشوش جراء...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث
أعلى