د. سامي عبدالعال

سلطةُ الحقيقةِ ... ملتبسٌ هو هذا المصطلح إلى درجةِ الغموض، لأنَّ الحقيقة قد تُجرد المتلقي مما يعْلق بذهنه تجاهها، طالما عرف أنَّها( حقيقةٌ وكفى ). وربما لا يرى المتلقي أيَّ شيء آخر خلفها، فالسعي إلى الحقيقة هو نوعٌ من بلوغ(غايةٍ معينةٍ) يعتبرها الناس جديرةً بالاهتمام، وهو أيضاً( نقطة وضوح )...
ما الذي يُضير في أنْ يكون العقلُ عقلاً والدينُ ديناً؟! حيث يُوجد خلطٌ واضح بين حدود( العقل) وحدود (الدين)، تلك المشكلة التي دعت بعضَ أقطاب الفكر الإسلامي والمسيحي لإيجاد التبرير والتوفيق بينهما. فأحدُهم قد يحاول ايجاد سببٍ لهذا الوضع أو ذاك، وآخر يقاربُ المسافةَ المشتركة، وغيرهما يقفز من داخل...
ربما يسلكُ المثقفُ نمطاً معيناً من الأدوار الثقافية، ليس رغبةً منه بصورةٍ واضحةٍ وإنْ بدت الاختياراتُ والأهدافُ كامنةً تحت السطحِ، لكن منطقَ الممارسات الثقافية يفرضُ وجود التصنيف في نهاية المطاف. إنَّ اختيارات المثقفين( المواقف والأفكار) هي الخطوط التي تصلهم بفضاء الحياة، وكيفية التصرف واضعةً...
لم يكن تحرُر المثقفُ ممكناً قبل أنْ ( ينادي هو) بتحرير نفسه، وقبل أنْ يقاوم كلَّ ألوان القهر التي يواجهها. فبدت حريتُه مهمةً بقدر زيادة الوعي الناقد لديه. أي عندما أُدرجت حريةُ المثقف على طاولة النقاش، وعندما أصبح وجودُه موضِّعَ تساؤل وإجابةٍ، موضِّع شكٍ ونقدٍ من ناحيةٍ. ومن ناحيةٍ أخرى، حدثَ...
نظراً لأنَّ طبيعةَ الثقافةِ قد تغيرتْ دون رجعةٍ، فكانَ لابد أنْ تتغير وظيفةَ المثقفِ بالتبعية. وبخاصة أنَّ المثقف ظل كائناً لا يخلُّو من التلون بحسب الوسط الموجود فيه. ولكن الآن: إذا لم يكن المثقفُ قادراً على الإبداع والتطور الخلاّق، فسيسقط من غربال عصرنا الراهن الذي لم يعُدْ هو الضمان للأوضاع...
" الخوفُ من الفلسفة هو خوفٌ من صورة أنفسنا معكوسةً في مرآة الواقع " مقولة الخوف( الفوبيا ) phobiaمقولةٌ ذات أبعادٍ نفسية وإنسانية ٍبأشكالها المختلفة، وتعبر عن مخاوف الفرد من أشياء معينةٍ: فوبيا الأماكن المرتفعة، فوبيا الموت، فوبيا المرض، فوبيا الآخر، فوبيا الحيوانات، فوبيا الغرف المغلقة. وصور...
باتت الفلسفة مثل ( الكتابة والنقوش الغريبة ) في البيئات التي لا تستطيع التفكير الحُر. وأول شروط التفلسف أنْ تُفكر بلا قيودٍ، أنْ تُمارس الحياة بوافر الوعي كي تستطيع أنْ تقول " أنا". والأنا المُفكر ليس سهلاً تحقيقُ وجوده على نحوٍ قابل للاستقلال. لأنَّك لا تستطيع معرفة الأنا مُتوحداً مع نفسه،...
هل هي مصادفة ثقافية: أنْ يحمل المتطرفون ألقاباً أبويةً، بينما يحمل العلماءُ والمفكرون ألقاب البنوّة؟! في جميع مراحل تكوين التنظيمات الدينية، كان معنى الأبوةِ حاضراً بشكل أو بآخر. والأبوة هنا ليست بالمضمون البيولوجي (أب، ابن، أحفاد، عائلة، عشيرة، قبيلة ...)، وإنما بمعناها الثقافي القائم على...
مع رسوخ ثقافة السمع والطاعة داخل بيئاتنا العربية، " تقف أدة الرفض" لا " كنبْتٍ شيطانيٍّ وسط حقول من الإجابات بنعم ". وفي الحقيقة، ليست الإجابات حقولّاً من الأزهار، بل حقولاً من الألغام التي تنفجر في وجه من يختلف. لأنَّ كل إجابةٍ وراءها محرمات ثقافية تواصل الإلحاح والتنكُّر عبر أزياء مختلفة. وهي...
" يمس كلُّ فعلٍ سياسي دلالةً جنسيةً ما من واقع المجتمعات البشرية ... " " لا يفوتنا تجاور الثالوث المحرم: السياسة والجنس والدين دون مبرر إلاَّ من سلطةٍ معينة .." يتداخل( جذرُ السياسة ) مع ( جذرِ الجنس ) لدى الإنسان من جهة الرغبة في التملُّك والسيطرة وإعلان الغلبة وإخضاع الآخرين. السياسة من...
يقابلنا اسمُ لوحة" أمي" للفنان الليبي رضوان أبو شويشه Redwan Abu shwesha كما نقابل إنساناً مفقوداً منذ آلاف السنيين. الحُروف مرهقة جراء ترحال لم يتوقف بعد، والشحنة الوجودية تزدادُ ثقلاً دون تراجع، وصوت الكلمة بعيدٌ إلى حدٍ كبير. لدرجة أنَّ الوصول إلي الصدى المهموس للأم أمر بالغ المشقة مع الألوان...
ينظر الناسُ إلى الأشياء الهشّة كأنّها بلا قيمةٍ، فهي- من وجهة نظر البعض– تعكس معنى الضّعة والفوات والتحلُّل. وليست القضية إلاَّ مسألةَ وقتٍ وتصبح الهشاشة نسياً منسيّاً. لكن الفن له توجهات أخرى تماماً، ولاسيما الفنون التشكيلية التي تجعل من الهشَّ ذات أهمية قصوى إزاء أي شيء قوي. وهنا ليست النظرة...
" لا تقف الفتوي على أعتاب الدين فقط، بل تشكل أيضاً رؤى الفكر والحياة ... " " يمارس المفكر العربي أفكاره بذهنية الإفتاء التي رضعها من الثقافة الموروثة والسائدة ..." أوصافٌ كثيرةٌ هي التي وسمت كوكبَ الأرض، منها الكوكب الأزرق بفضل الألوان الزرقاء التي تعكسها مياة البحار والمحيطات والأنهار،...
" الفهْم الحُر للانحطاط وممارساته أول درجات المقاومة..." أنْ تفهم معناه أنْ تقاوم نتيجة الوعي الحر بالأشياء والأحداث والظواهر. والوعي مرتبط بالمعرفة والقدرة على تحديد المواقف. والفهم هو حيويتنا الإنسانية على أنْ نقول " لا " بملء الكلمة. فلا يوجد فهم يقول" نعم" على الدوام، لأنَّ كل فهم يقوم في...
لماذا نُصدّق الأكاذيب؟ هل لأنَّها قابلة للتصديق هكذا رغم معرفتنا بها أم أنَّ هناك نقصّاً في خبراتنا ومعارفنا؟ هل ثمة عنصرٌ في الأكاذيب يُمررها على الوعي دون نقدٍ؟! للإجابة عن أسئلةٍ كهذه، يجب التأكيد على كلمة(القابلية ability)، فهي تعني الإمكانية الذاتية لتقبُل ما يُقال في وضع تلقٍ دون مُساءلةٍ...

هذا الملف

نصوص
155
آخر تحديث
أعلى