د. سامي عبدالعال

ترتبط السَمَاجَةُ بالقُبح الذي لا مَلاحَةَ فيه، وغالباً ما تُطلق على ثقل الدم والخُلو من الظُرف واللّطافة وتتعلق كذلك باللُّؤم والخُبث في الأقوال والأفعال. وردَ في تراث اللغة العربية: أنَّ السَّمْج صفة اللبن كثيف الدسم وخبيث الطعم والرائحة. أي أنَّ الشخص السَّمج ذو حضور ثقيل على النفس، وفوق ذلك...
" ما أتعسها من تيوسٍ، فقد حررت الوسائط الإفتراضية الفضاءَ المفتوح بلا حدود ..." " التَيْس بوك " .. هل هذا النحت اللغوي ( خطأ أم صَحيح ) حين يتعلق بالأفكار؟ إنَّ بعض الأخطاء- على افتراض تداولها- أكثر إفادةً من المسلمات والحقائق المعروفة. ورُبّ خطأ بإمكانه أنْ يُوصِّف الحالة الفكرية السائدة دون...
الفشل أحد أشكال الحياة المعاصرة، وليس مجرد إخفاق شخصي يصف آحاد الناس. ومن سوء التقدير محاولة التفتيش عن جذوره في تفاصيل الأفراد وأعمالهم الخاصة. لأنَّ الفشل مسار عمومي يرسم خريطة الأنظمة المختلفة التي تحمل عناصر إخفاقها في باطنها. حيث تظل أبرز سمات العصر هي ابتلاع الإنسان في باطن الظواهر العابرة...
" قد لا يعلم الفاسد أنه فاسد إلاَّ حينما يشير إليه المجتمعُ بأُصبُع الاتهام..." " أنتَ مُشارك في الفساد بدرجةٍ أو أخرى ولو عن طريق الصمت..." هل هناك فسادٌ قضاءً وقدراً؟ هل يولد الفاسدُ فاسداً أم له ولادة ثقافية أخرى؟ ولماذا يصبح الفاسد كذلك قوياً ومؤثراً؟ وهل قضايا الفساد أخلاقية أم إقتصادية...
هل لدى ( الجاهل ) تبريرٌ لما يُمارس من أفعالٍّ في المجال العمومي؟! هل بإمكان الجاهل– لو تصورنا ذلك - أنْ يشرح ما يقُوم به من أدوارٍ؟! القضية اللافتة أنَّه( كنموذج ثقافي) يبقى مدركاً لما يفعل، ولكنه يتغاضى عما يُقال له من سلبيات، وهو كذلك يعيش حالة من القبول التام بمنطقه البرجماتي. لأنَّ كل شيء...
يظل الفكر العربي في أمس الحاجة لإنشاء ( مبحث فلسفي ) خاص بـ " أمراض الثقافة " pathology of culture. ليس من باب نحت المصطلحات ورفع اللافتات وكفى في عصر بات مشهوراً بوسائل التواصل والوسائط الإلكترونية المرنة. لكنه مبحث يوازي ( القدرة الفلسفية والمعرفية ) على التشخيص والتَّحقُق من جذور الظواهر...
" غياب الفلسفة مجرد عرض لحزمة أمراض ثقافية مُزمنة لم تُكتشف كل جذورها البعيدة بعد" السؤال كالتالي: ما هي بدائل غياب الفلسفة حين تتوارى عن استعمالات العقل؟ ربما الإجابة شبه واضحة، إذ أنه ما لم يكن ثمة ( زراعة ) لدور الفلسفة، فإنَّها تدفع المجتمعات لمعاناة غيابها ( انتقام تعويضي كما يقول كانط )...
يبدو " معنى الغياب " موضوعاً للاستفهام طالما يتم بآليات الثقافة، إذ تُغطي الأخيرةُ الفراغَ بجوانب هامشية على نحو تعويضي. لكن ما الذي يدفع أيةَ ثقافةٍ لهذا العمل التعويضي؟! هنا لا ننسى أنَّ الفلسفة تتحسسُ المجال العام كقاعدة حرةٍ خارج ذواتنا، ولا ننسى تأكيدها بأنَّ ( إنسانية الإنسان ) لن تكتمل...
تختلف ظاهرة " غياب الفلسفة " ثقافياً عن أيَّة ظواهر أخرى بصدد هذا اللون من الفكر. وسواء أكانت أمامنا مصطلحات مثل " نهاية الفلسفة" أم " بؤس الفلسفة " أم " موت الفلسفة "...، فلم تكن أفكارٌ كهذه وليدةَ أسبابٍ خارج التفلسف عادةً، بل جميعها تمثلُّ ( مواقف فلسفية ) داخل حدود الفلسفة ذاتها. بمعنى أنَّ...
ما معنى غياب الفلسفة تحديداً؟ وبأي وجه يُشكل الغيابُ غياباً ثقافياً cultural absence؟ وهل يعد هذا الغياب ظاهرةً أبعد من نطاقها المحدود؟... للإجابة على هذه الأسئلة يجب الذهاب عميقاً دون التناول السطحي. ففي العادة، يكون هناك غيابٌ حسيٌّ للأشياء والكائنات المادية لو كان اختفاؤها أمراً واقعياً...
إشكال جديد ضمن حدُود الفكر الغربي المعاصر، أضحت الفلسفةُ مشكلةً بالنسبة إلى ذاتها. حَدَثَ ما يمكن تسميته بالـ" تُخْمةٌ الفلسفيةٌ "، نظراً لتضخُم Inflation صور العقل واتجاهاته المتناقضة من جهةٍ ولصور تفكيكه والهجوم عليه من جهةٍ أخرى. لقد جرت عملياتُ نقدٍ جذري لبنية العقل من جميع الفلسفات حول شيء...
" إذا أرادَ المُثقفُ أنْ يُصبحَ رجُلَ سلطةٍ، فلن يتحول القِردُ إلى أسدٍ ...." " ليس غريباً أنْ تُحرِر التقنياتُ والوسائطُ عُقولَّنا من سَطوة المفاهيم ..." بالرغم من سلبيات ( العراء الافتراضي ) فيما يبدو للبعض، إلاَّ أنها تعبر عن محض ايجابيات بشكلٍّ أو بآخر. فهو فضاء قادر على كشف أبنية...
ربما وجدتْ الفلسفةُ نفسها - مع ثورة الديجتال revolution of digital - أمام " ظاهرةِ العراء" دون نهايةَ (1)، حيث يُعْرض كلُّ شيءٍ عياناً بياناً تحت الأنظارـ وحيث تُرمى اسرارنا على سطح الحياة اليومية وقد أخذت المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي في تحديد معنى كل الحقائق. ماذا ستقول الفلسفة إذن بصدد هذا...
رأينا مراراً ( كرنفالات القتل ) باسم الدّين والجهاد ما بين التصفية الجسدية والتفجيرات، وبين قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وتمزيقها أمام الأنظار. تقريباً رأينا – بالأمس غير البعيد- كلَّ صنوف القتل المرعبة مع تصاعد موجات الارهاب بعناوين شتى. ولذلك في حمأة الدَّمار بمقولاته العنيفة والفاضحة، كان يصعُب...
إحدى مفارقات الحب أنَّه يتيح بُعداً ( روحانياً وحلماً ) يضعانّ الإنسان ضمن رتم الحياة بشكل مغايرٍ. فلا يوجد ( حب ميت ) أو حب يحيل إلى الموت على سبيل المثال. لكن قد يكون معنى الموت بالنسبة إلي الحب تجريةً تشبه آثاره البعيدة. أي أنَّ خلوص الحب لذاته ( ولطرفيه ) أمر باتٌ ولا رجعة فيه وغير قابل...

هذا الملف

نصوص
155
آخر تحديث
أعلى