هدى بوحمام

أُحدّثكم اليوم عن مغربي، مغرب الهّمة والتكافل والتعاضد. لقد أثبت المغرب في ظل ظرفية الزلزال أنّه شعبٌ عسكريّ بامتياز، حاضر بكل ما لديه من بدن ومال من أجل الوطن. أظهر للعالم بأسره أنه ليس هناك قوةٌ أعظمُ من وضع اليد في اليد والتوحد من أجل هدف سامٍ. لسنَا الأثرياء عالميا، ولا نتصدّر العالم في أي...
كنت قد اخترت مهنة الطب بشغف وحب كبيرين، كان جانبها المشرق يحجب رؤيةَ جوانبها الأخرى. لم أفكر من قبل أنه مثلما سأسعى إلى إنقاذ الأرواح سأجبر على تقبّل فقدان البعض منها، إلى أن جاء يوم المواجهة. كان يوم صيف إفريقي، شمسه حارقة وهواؤه جاف، وكان صباحي حماسيا كعادتي في كل يوم أتدرّب فيه بالمستشفى؛...
إن القلب ليشهق والروح تحتضر من كمية الآلام والمآسي التي يعيشها العالم في الآونة الأخيرة. لم يعد هنالك مفرّ من هذه الأعاصير الثائرة، فصور الأطفال تحت الأنقاض ومقاطع المنكوبين وهم يستنجدون أمام ديارهم المدمّرة غدت منتشرة في كل مكان. نحن نعيش جلطة قلبية جماعية خطيرة تكاد تذهب بكل ما نملكه من فجوات...
لا أعرف ما الذي يميّز عمر الثلاثين، ولكنّ الكثير منّا ينتظره ويترقّب الوصول إليه. ربّما ينتظر أن يأتي بتغيير ما، بصحوة منيرة بعد سُبات مظلم، أو نضج مفاجئ بعد حالة طيش مديدة أو رحمة منقذة بعد قنوط قاتل أو تحرّر من سجن فكرة بليدة أو محيط تعيس. عندما يجلس الواحد منّا لمراجعة حصيلة الثلاثين عاما من...
في السنوات الأخيرة، اتخذت وسائل التواصل الاجتماعي مجرى آخرا غير مجرى التواصل، مجراً غريباً لا يُشبهنا في شيء. انحرفت عن مسارها وتاهت عن غاياتها الهادفة في نشر المعلومة وتقريب المسافات. صارت بالأحرى وسائل للتبرّج الاجتماعي، أفقدت البيوت حُرماتها وتسللت عدساتها خلف الأبواب. جعلت من العالم مهرجاناً...
إهداء إلى رفقاء دربي .. مع الكثير من الحُب والامتنان! اليوم هو يوم امتنان، امتنان للأصدقاء الذين وضعهم القدر الجميل في طريقنا، والذين تذوقنا معهم أسمى وأرقى معاني الصداقة. يختلف كل شيء معهم؛ تكون دقات القلب لهم منفردة، ويكون العناد معهم لطيفاً، ويكون الشجار معهم مفيدا كحبة دواء تُعيد التوازن...
عنوانٌ مخيف وبائس ولكنّه يصف واقعنا المؤسف؛ صرنا نعيش تحت رحمة مجتمع فضولي وسلبي ومتطفل ودكتاتوري. صار فارغا بلا أساس ولا روح، بلا قيم ولا مبادئ. لا يفكّر ولا يحسّ فقط يلسع قلوبنا ويسمّم ذواتنا مثل الداء المزمن الذي لا دواء له ولا خلاص منه، لا يخرج منّا ولا نقوى على الخروج منه. لم تعد فيه رائحة...
ستنجح وستصل إلى المبتغى وستفرح لأنك لم تتخلّ، في عز التأزم واشتداد الشك الذاتي والاهتزاز النفسي، وبين تصادم المسؤوليات وتكاثرها وتشابكها، تحت رحمة قطار الحياة السريع وصرامة الصور النمطية وظلم الأحكام المسبقة وعدم تكافؤ الفرص المعطية، رغم التعب والأرق والتعاليق المكرّرة والباردة حول اسوداد...
كم مرة سرحتَ في جبر الله لخاطرك؟ كم مرة سألته في سرّك وأنت مبتسم، أهذا أنت يا الله؟ أهذا كرمك ولطفك؟ كم مرة بكيت دون أن تشعر وذُهلت من جمال التخطيط وحُسن التدبير في شؤونك؟ كم مرة نزل عليك الفرج مثل قطرة الندى في ليل عاتم ظننت أن نوره لن يطلع؟ إنه الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، والحي القيّوم الذي...
يقترن شهر رمضان بالدعاء والخشوع والتدبّر والتفكّر في كتاب الله وسنة رسوله الأمين. ينتظر المسلمون هذه الأيام المعدودة على مدار السنة لما ينزل فيها من سكينة وراحة نفسية رحمة من ربّ العالمين، من أجل أن يتحبّبوا إلى الله ويتقرّبوا منه أكثر. من بين العبادات الكثيرة التي يُمارسها الراغبون في رضا الله...
كم غريبة هي الحياة؛ تزرع فينا الأحلام وتعطينا الفرص وتوفر لنا مواد البناء وتمنحنا السُبل ووسائل الإنارة في ظلام العقبات وتشُدنا إليها وتشغلنا بها جدًا. فالواحد منّا يركض وراء هدف معين، يتوهّم رؤية خط الوصول ويركض ناسيًا أنّ العمر يمضي وأنّ الحوادث تقع وأنّ المرض يتسلل وأنّ الموت يخطف! مرت عيني...
أجلسُ في خلوة مع نفسي، أراجع ما جمعته من متاع الحياة إلى الآن، أطمئن على الدروس التي درّستني إيّاها مدرسة الدُنيا وعلى شظايا الظروف التي علّمت على جبيني وعلى آثار التجارب التي رسمت في لوحة شخصيتي. ألامس وجهي وأتبع ملامحه على أمل أن توصلني إلى المكان الذي كُنت قد تركت فيه عيناي وفمي، أراقب أنفاسي...
أصبح السفر في مجتمعنا ظاهرة شعبية مفعمة بالحيوية والطاقة الإيجابية، لم يعد يستصعب الناس السفر إلى بلدان العالم بهدف اكتشاف ثقافاتها ومعالمها التاريخية ومناظرها الطبيعية وأطباقها الفريدة. صارت عروض الطيران أوفر وأماكن السكن في متناولا لأغلبية. سهّلت الشبكة العنكبوتية عملية استخراج المعلومات...
أتطرّق في هذا المقال إلى حُب من نوع آخر، تغمره التفاصيل الحقيقية والصادقة. إنّه حبٌ يرقى بوعينا ومبادئنا واهتماماتنا. نختار المشاركة فيه من أجل تطوير إنسانيتنا والسمو بجوهرنا فيزيدنا أنسنة وجوهرا. نأتيه بدافع أخلاقي خالص وخجول فيجعل منه نمط حياة وأسلوب تعامل ونشاطًا يهذب الذات ويُهدئُ من...
ها قد طلّ عليّ رمضان الحبيب من جديد، شهر العبادة والروحانية واسترجاع الذات وتضميد جروح الروح التي خَلَّفتها هموم السنة الفارطة. عاد من جديد كما وعدني في أخر مرة وها أنا أستقبله بصدر مفتوح رغم رياح بلاد الغربة المعاكسة؛ تلك البلاد الباردة مشاعرها، التي لا تستشعر عظمة هذا الشهر الفضيل، لا يُرفع...

هذا الملف

نصوص
32
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى