الطريق كالح بتُرابه . الغبار مُعلقٌ في السماء والشمس رفيقة الأسى تلفظ فينا غضباً بلا مُبرر. بدأتُ يومي أصعد وأهبِط دون جدوى ولم أنجز إلا القليل . تصببتُ عرقاً وجفَّ حلقي . قلتُ لنفسي : ـ هنالك مظلة تقي من الحر و تفوح من جوف المكان ضحكات مُجلجِلات . قدْ استرِح بعضاً من الوقت ، فالمواعيد اللاحقة يمكنها أن تنتظر . أسرعتُ الخُطى ، ودلفت إلى مكان كعشِ العصافير . وقلتُ بصوتٍ فاتر : ـ السلام عليكم .. أرغبُ كوباً من الشاي الأحمر ، لو سمحتِ . هَجَم لُطفُ حديثي على الجالسين وأربكهم. أحسستُ كأني غريبٌ...
هو في العشرينات، جلس أمامها وقال: ـ اقرئي لي من صفحات عِشقي، وارشديني ما المصير. دفع هو (بالبياض)، وجلس قُبالتها. أمسكت بصغار قواقع (المريق) بين أصابعها، واختلطت الأقدار وقذفت بهن على الطاولة، ثم تفرست بعيني صقرٍ وقالت له: ـ أنت صغير يا بُنيَّ في مُقتبل العُمر، من القى بِك في لُجَّة العِشق؟ قال: ـ لا أعرف. بدأت العرّافة تنظر، وتلونت قُرنيتاها بالضوء والألوان وقالت: ـ غريب أنت، أي عشق وقعت في لجته ! رد كمن لا يدرك ما يقول: ـ لِمَ؟ حركت العرافة بابهامها احدي القواقع وهي تقول: ـ هي...