عبد الحميد البرنس

متواليات سردية تنهض جذوعها وتتمدد عذوقها من بذور التجربة والمشاهدات اليومية التي يغترفها القاص من تدفق مجرى الحياة، ليصوغها بلغة أليفة صافية تتحالف مع أسلوب هادئ مقتصد متضام، يشي بأن المشروع السردي للقاص عبد الحميد البرنس آخذ في إتمام نضجه عبر اشتغالات حكائية متنوعة وتجريب مستمر، يكدح عبره القاص...
"الأشياء التي لا تسترعي الانتباه عادة، تأخذ بألباب أمثالنا نحن الذين كُتِبَ عليهم شقاء البقاء طويلاً في بلاد الآخرين. إننا قد نستغرق سنوات وربما أغلب ما تبقى من العمر في تأمّل مثل تلك الأشياء، نقلبها ذات اليمين وذات الشمال، لا ننصرف أبداً إلى ما عداها، إلى الدرجة التي قد تضيع معها أحياناً...
استيقظتُ في وقت متأخر. كانت الشمس تضع قدمها بالكاد على عتبة النافذتين. أماندا لا تزال نائمة. على ملامحها تعبير ميت. لعلها عادت على مشارف الصباح. أتذكر طرفا مما حدث يوم أمس. بدأت أرتشف البيرة وحيدا داخل غرفة المكتب. لم أكن أفكر في أمر محدد. كنت أقرأ بلا مبالاة بعضا من تلك الرسائل الكثيرة التي...
كان هناك إذن الفتوش، المقبلات، الأطباق الصغيرة، والسمبوسك اللذيذ، على قائمة الطعام، تلك القائمة المجلّدة، بغلاف لونه أحمر مصقول وسميك. و"كنت أنا وهي، هناك". "أما الشيطان، يا رفاق ليل هذا المنفى الطويل، فحتما والقادم يؤكد المزاعم، فكان ثالثنا. الخبيث. قادنا لعنة الله عليه حتى بوابة السرير وهرب...
تجمد فور أن رآني أستوقفه ماداً إليه يدي. أخيراً، قال «ألا تزال، تبتسم، يا يوسف؟». عانقني خطفاً. ابتعد. قال «زمن». وهوى بنظرته إلى حافة الرصيف. بدأت أتأمّله. وجدتني لدهشتي لا أحمل شيئاً في داخلي تجاه ما بدر منه في تلك الأيام. رفع رأسه. كانت تمر فتاة. تابعها. عاد يتأمّلني. قلت «كانت رحلتي شاقة»...
خرجا للتو، من مكتب حامد عثمان المكيف، في أحد مباني الجامعة الأمريكية. كانت تشير إلى نحو الثامنة مساء. وكان الهواء الساخن نوعا ما باهتا، مشبعا حد الاختناق بمخلفات عوادم مئات السيارات المتزاحمة، وقد بدا في شحوبه وركوده ذاك مخيما، أعلى رأسيهما، لا مثل ستارة قاتمة من كربون، بل مثل معطف رصاصي قديم...
موضوع قائمة الصحف بطاقة (ذكية) جديدة!! لقد سئم الشعب السوداني مشروعات زيادة (الإيرادات) المتتالية على حسابه عبد الله مسار:خسائرنا خلال فترة العقوبات (500) مليار دولار (60%) منها في مجال الصناعة.. (50%) من رفع العقوبات سببها الحوار الوطني بنك السودان يوجِّه بصرف التحويلات الواردة...
ثمة عتمة.. على أرض الحوش الترابية القاحلة الجرداء تماما من خضرة، لا قاتمة، ولا خفيفة، بين بين. أما بعيدا، أعلى من ذرى جبال العاديات، وخلف مزق تلك السحب البيضاء القليلة المتفرقة، فالسماء زرقاء، صافية.. حانية حتى.. ومضيئة. مع ذلك، لا قمر هناك، ولا شمس. هكذا، بدا الوقت نهارا أو ليلا، أو نحو ذلك،...
في منتصف ظهيرة يوم آخر، طرق أحدهم باب شقة حامد عثمان، فتبدد حالا، على عتبة الصحو تلك، أحد أكثر أحلامه غرابة. وقد رأى نفسه، إذ ذاك، وهو يعثر داخل غرفته نفسها، على فرج امرأة، تعلوه عانة حديثة النمو، في الرف الأعلى، من دولاب الملابس، وقد تمّ لفّه، لسبب غير مفهوم، بملاءة بيضاء نظيفة. حمل حامد عثمان...
تجاوزا ميدان طلعت حرب للتو، عندما أخذت تُخايله مشاهد رفقتهما، هي وجمال جعفر، أسفل أشجار البونسوانا، عند بدايات ذلك الغروب البعيد، حيث تبدل ليلتها (يا حامد عثمان) مسار حياة كاملة، ولم تعد فتاة أحلامك، بكلمة واحدة: "عذراء". وقتها، بدت لعينيك، وأنت تقف في المحطة قبالة عمارات الميريلاند منتظرا وصول...
على مقهى صغير، بائس، يقع على أحد جوانب شارع الشهيد أحمد عصمت، بحيّ عين شمس الشرقية في القاهرة، وضعت عصر ذلك اليوم البعيد رحالي: جسد منهك، قلب يضج بالحنين، رأس مثقلة بالأفكار الصغيرة والتافهة على حد سواء. أما تلك فمنازل آئلة للسقوط يسارَ صحراء الروح وغارقة معا في الخواء والصمت. ما لبث أن أقبل...
الفصل الأول ثمة عتمة.. على أرض الحوش الترابية القاحلة الجرداء تماما من خضرة، لا قاتمة، ولا خفيفة، بين بين. أما بعيدا، أعلى من ذرى جبال العاديات، وخلف مزق تلك السحب البيض القليلة المتفرقة، فالسماء زرقاء، صافية.. حانية حتى.. ومضيئة. مع ذلك، لا قمر هناك، ولا شمس. هكذا، بدا الوقت نهارا أو ليلا، أو...

هذا الملف

نصوص
12
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى