رحاب إبراهيم

– يومان فقط بلا تأخير , مفهوم ؟ ولا تطلبي من أمك الاتصال بي للاستئذان في مدة أطول ..فاهمة ؟ نظرت إلى الأرض – حاضر سوف أشاهد فيديوهات الحفل وكل الصور بدقة, أعرف أنك عاقلة وستختارين ملابس لائقة وتجلسين بهدوء.. فاهمة؟ نظرت للنافذة على يمينها.. وتنهدت – أكيد بدلا من أن يهدأ شعر بالتوتر أكثر...
ارسم عروسة المولد! كان موضوعا يتكرر سنويا في حصة التربية الفنية , ورغم ضيقي من التكرار كنت أحبه وأنتظره , لأنه يتيح لي تصميم جديد لفستان العروسة كل مرة .. لم يكن مسموحا لنا بتناول حلوى غير مغلّفة , لذا لم تدخل العروسة بيتنا أبدا أبدا حتى أنني لم أكن أتخيل وجودها في الحقيقة .. كانت علاقتي بها...
لم تكن هناك أي مؤشرات في الصباح أنها سوف تمطر. استيقظ بعد الفجر مباشرة، حمل أدواته وانطلق بسيارته نحو المكان الذي حدده مسبقا للتصوير، حسب بدقة درجة ميل الأشعة وتباين الظل والنور في هذه المنطقة البكر في الصحراء، لم ينس أن يسمع توقعات الأرصاد وبدا كل شيء مواتيا. آخر موعد للمسابقة غدا وهذا يوم...
مثل كاتب فرعوني جلستُ على الشطّ وشوشتُ الودع غنيتُ له كل الأغاني ولم أسمع منه شيئا قلّبتُ الرمل ولم أجد مصباح الأمنيات ورغم ذلك ظهر الجنيّ فجأة الأمنية الأولى كانت : اعثر على صوتي واحضره لي حالا لقد مللت صوت الملقّن ذلك الذي يحفظ الدور جيدا ولا يفقه شيئا عن الحقيقة عاد الجنيّ بعد دقائق على كفه...
يؤرقنى هاجس، أننى فى اللحظة التى أصل فيها لباب البيت، سأفتح حقيبتى فلا أجد المفتاح، رغم أن هذا الموقف لم يحدث أبدًا. فى المرات القليلة التى فقدت فيها مفاتيحى، لاحظت ذلك قبل الوصول للبيت بفترة كافية لتغيير المسار وإيجاد حل بديل، أما أن أقف على عتبة البيت منهكة القوى بعد رحلة طويلة أو عمل شاق،...
لم يكن أبي يهتم بالشكل إطلاقاً ..مادام الشيء يؤدي وظيفته بكفاءة , وأنا لم انتبه للأمر إلا بعد أن وصلت للمرحلة الثانوية وبدأ الغمز واللمز . النظارة التي تم لصقها من المنتصف بصمغ أخضر يترك أثره على أنفي أحياناً .. الحذاء الذي تم تغيير نعله بلون مختلف ..وساعة اليد الكبيرة والتي كانت تخص جدتي...
المطار نقطة خاصة..ضوء أحمر يلزم الوقوف. اللافتة على يمينك تقول " وصول الرحلات القادمة" , وأعلاها رسم لشخصين يتصافحان. أذناك جهازا استقبال يلتقطان لهجة بلدك من هنا وهناك , لكنك تحس أن مواطنيك هنا قد امتزجوا بطعم الغربة ,صار لحديثهم وعيونهم مذاقا مرّا. عيناك تسجلان الإعلانات التجارية على الأكياس...
أحببت "عارفاً" لأنه منحني مرآة صغيرة . في اللحظة التي مد يده لي فيها بالمرآة طقطق الحب بداخلي , نظرت لوجهي فيها, وكركر قلبي مثل طفل. وصلت إلى الحفل مبكرة , لأن أبي يكره التأخير كالعمى, ولأنه لم يكن لي أم لتأخذ وقتاً طويلاً في التزين وتؤخرنا . وصلنا قبل كل المدعوين , وأعتقد قبل وصول التورتة...
يعشق أن يضعهم على الحافة يقول إنها تُخرج أجمل ما فيهم وأن الشعور الدائم بالخطر هو خير محفّز للإبداع لكنه رحيم جداً، إذا ما أوشك أحدهم على الوقوع يمد قلبه إليه ليلتقطه في اللحظة الحاسمة يُسرّ إليه بأنه أهم فرد في المجموعة وأن العمل لن يكتمل إلا به يطمئنه ويتركه يرتاح قليلا قبل أن يعاود إزاحته...

هذا الملف

نصوص
9
آخر تحديث
أعلى