سمر لاشين

أدخنُ سيجارتي وأنظرُ من نافذتي باتجاه الشّارع تقع عيني على بائع اللبن جالسًا على القهوة يدخن أنظر إلى أصابعه التي تمسك الشِّيشة إنها كاملة؛ فلماذا إذن كان يعدُّ أصابعه بدلًا من النقود؛ عندما أعطى لجارتي حفنة من اللّبن، تشربها كلها وتلحس باطن كفيه؟ ولماذا بعد أن أعطته نقودًا من حصالة صدرها لم...
الرَّجلُ الذي أحبَّ المرأةَ النَّاصعةَ كالمرمرِ البريئةَ والسَّاذجةَ لدرجةِ أنَّها تبكي حين يقولُ لهَا أحدُهُم "أحبكِ" بعد مغيبِ الشَّمس لاعتقادِهَا أنَّ ذلكَ نذيرُ شؤمٍ. الرَّجلُ الذي أحبَّ المرأةَ النَّاصعةَ كالمرمرِ قال لها "أحبُّكِ" وكانت الشَّمس في طريقها للمغيبِ حينها -بتسليمٍ- وضعتْ...
ضع الكَلام على لِساني واختر منهُ ما شئتْ؛ لأقولهُ فإنِّي والله "غشيمةٌ" في الحبِّ قد تُفسد الحِجارة والعفشُ-في حديثي- ما فاضَ به قلبي من عذوبةٍ وعشقٍ لكَ. ما الذي تفعلهُ امرأةٌ لا تُجيد تشذيب ألفاظها؛ فتخرج ناعمةً أحيانًا، وحادةً وجارحةً أحيانًا أخرى؟ ما الذي تفعلهُ كي يستمر في حبها؟ كي يصمد و...
إنَّها الثانية صباحًا أشعرُ بالجوعِ وحبيبي يخبئ في فمهِ قبلةً طيبةً -أعرف مذاقها جيدًا- وفي دولابهِ خوخٌ شهيٌّ. هذه الأيام يقرصني الجوع بالليل كثيرًا والمسافة -حتى أصل لموعدنا القادم- بعيدة. إنَّني الآن جائعةٌ، وخائفةٌ وحبيبي يخبئ خلف صوتهِ بيتًا، وجيشًا "لو بدكِ يا غصن البان، جوه عيوني بخبيكي،...
إنَّها الثانية صباحًا أشعرُ بالجوعِ وحبيبي يخبئ في فمهِ قبلةً طيبةً -أعرف مذاقها جيدًا- وفي دولابهِ خوخٌ شهيٌّ. هذه الأيام يقرصني الجوع بالليل كثيرًا والمسافة -حتى أصل لموعدنا القادم- بعيدة. إنَّني الآن جائعةٌ، وخائفةٌ وحبيبي يخبئ خلف صوتهِ بيتًا، وجيشًا "لو بدكِ يا غصن البان، جوه عيوني بخبيكي،...
ربةُ منزلٍ، قلقةٌ دائمًا، وسريعةُ الغضبِ. يَخافُها زوجها وجِيرانها في الحيّ. تأكلُ بشراسةٍ، وتنام كثيرًا. حواف عظام جسدها الخشبيّة؛ تجرح زوجها في الفراش. غريبةُ الأطوارِ أحيانًا؛ تستيقظُ في الخامسةِ صباحًا لملاحقةِ شخصٍ تقدَّمَ لخِطبتها في الحُلمِ واختفى قبل أن يسمعَ الرّد. حين يخدعها الطريق...
بعضُ النّساءِ للنّساءِ فخاخٌ.. لم ارتحْ لتلك المرأةِ وطريقةِ ترحيبها بي كلامها وطريقة ملامستها لي تشبه الرّجال. على مقربةٍ منها؛ اتصلتُ بالرجلِ الذي أحب الغيرة الظاهرة على وجهِ المرأة؛ أخافتني. غضبهُ وصوتهُ العالي أخافني أيضًا: حذاري أن تصطادكِ تلك المرأة كوني ناشفةً ووقحةً؛ حين تُحدثكِ صوتكِ...
أدخنُ سيجارتي وأنظرُ من نافذتي باتجاه الشّارع تقع عيني على بائع اللبن جالسًا على القهوة يدخن أنظر إلى أصابعه التي تمسك الشِّيشة إنها كاملة؛ فلماذا إذن كان يعدُّ أصابعه بدلًا من النقود؛ عندما أعطى لجارتي حفنة من اللّبن، تشربها كلها وتلحس باطن كفيه؟ ولماذا بعد أن أعطته نقودًا من حصالة صدرها لم...
أدخنُ سيجارتي وأنظرُ من نافذتي باتجاه الشّارع تقع عيني على بائع اللبن جالسًا على القهوة يدخن أنظر إلى أصابعه التي تمسك الشِّيشة إنها كاملة؛ فلماذا إذن كان يعدُّ أصابعه بدلًا من النقود؛ عندما أعطى لجارتي حفنة من اللّبن، تشربها كلها وتلحس باطن كفيه؟ ولماذا بعد أن أعطته نقودًا من حصالة صدرها لم...
سريعاً سينتهي كلّ شيء يا صغيرتي قال الرجلُ النحيل. بصوتهِ الخشّن. وهو يتطلع إلى سرتي: لماذا لا تقبّلين شفتيّ بعنفٍ، وتطحنين هذا العشب الجاف عليها ؟! أستلقي بهدوءٍ بين ذراعيه المتعبتين. أشعر أني أنغرس في جسده حتى عظامه. أقول: شفتاي معضوضتان ومتعبتان أيضاً، هل لكَ أن تقبّلني برفقٍ ؟! يحكُ قدميه...
المرأةُ التي أَعطيتُها كلِّي؛ لا تَسمعُنِي هي، بالكادِ تَشعرُ بوجُودِي ! حينَ حدثتُها بأمرِ أولئك النّسوةِ اللائي بتنَ ذاتَ ليلةٍ في سريرِي وكان عليَّ أن أُقسّم نفسِي، بينهنّ، بالتّساوِي وفعلتُ. لم يُزعجها الأمر. وقالتْ: نحنُ نمارسُ الغوايَة؛ حين تشتدُ بنا الرغبة. حين تصبحُ أعضاؤنا أجراسًا؛...
في أحد شوارعِ الحيّ اللَّاتينيّ بباريس، انتظرت بودلير لِيصحبني معهُ إلى فندقِ لوزون و أثناءَ سيري معهُ قالَ : أنتِ لمْ تجربي هذا السحر من قبل. قلت : لا رد : حسناً، أقولُ لكَ ولكلّ الذين لديهم فضول التعرف على ملذاتٍ استثنائيّة، أنْ يعرفوا أنهم لن يجدوا في الحشيشِ أَيّ شيءٍ خارقٍ، أَيّ شيء مطلقا...
في طريق عودتي من العملِ. يَطلب مني زميلي أن أرقصَ معه. فأخبره أن الرّجال العميان، لا يسمحون لي بالرّقصِ مع رجلٍ غريبٍ. فيتفهم الأمر. أعودُ إلى البيتِ، وأتصل بصديقي البعيد. صديقي الذي بيننا سنواتٌ لا بأس بها من الصداقةِ والقطع الموسيقيّة. أقولُ له : ماذا أفعل في غرفةٍ ضيقةٍ لا تتسعُ لقدمِ رجلٍ...
أحياناً أسمع في رأسي أغاني غجر يرقصون. أو أصواتاً للطبلِ البلدي أو صفير بلابل. ودائمًا هناك ذئبةٌ تركضُ بلا توقفٍ داخلي لهاثُ أنفاسها المتقطعة؛ يشعرني بالتّعبِ. .. ثمّة طريقةٌ واحدةٌ لإيقافِ تلكَ الذئبة وإسكات تلك الأصوات؛ أن أمتلك مصيدةً وسهماً أو .. .. .. أكتبُ الشِّعر !! .. قلتُ للرّجلِ...
ليلةُ عرسكَ، أريدُ أن أخبر امرأتكَ، أن الوحوشَ التي ركضتْ من جسدكَ، صوبي؛ أبداً لم تكن تريد التهام الغزالة المختبئة في سُرّتي. كل مافي الأمر؛ أنها لبتْ نداء الغابة في صوتي. وأنكَ مازلتَ تملكُ من الوحوشِ ما يكفي؛ لأكلِ كلّ الغزلان الممتدة باتساعِ جسدها. وأن الشّفاة، التي قسمها الضوء في جوفكَ؛...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى