صلاح عبدالعزيز

ذات صباح باكر بالكاد يخفى الضباب رؤوس الأشجار بالكاد رؤوس الأشجار والضباب متآمران بالكاد انتبه أن الضباب مناديل ورقية تنزف بالكاد تخبرنى الأشجار أن شيئا ما سيحدث عمرى المسرع كسيارة تحطم فى جذعها بالكاد احملنى على محفة روحى إلى رؤوس الأشجار بواسطة الضباب العالم صغير من أعلى ليس الوقوف على الإسفلت...
(1) يأكلنى . الموتى . صلابةُ الظلمةِ تشبهُ الصخرةَ لا يقابلنى سوى من عينُه مفقودةٌ الهراواتُ فى مشاجرةِ البارحةِ سببها من يقتلنى كل يوم وكلما صحوت وكلما نجوْت من كابوسٍ يعيدنى إليه عينى مفقودةٌ منذ البارحةِ لكنما أرانى يأكلُنى الموتى. (2) آكل . أبنائى . جوعٌ للحمِ الأحياءِ جوعُ الذاكرةِ...
لا أتصور أن ألقى بنفسى من الدور الثالث ، تتلقانى حبال الغسيل إلى أن أهبط على الأرض ، أصاب ببضع خدوش وكدمات ثم أعيد الكرة فتتلقانى حبال الغسيل مرة أخرى ، ثم أحاول من جديد . الكابوس الذى يتكرر كلما راودتنى فكرة كى أقلع عنها بالتأكيد ، إلى أن حدثْتُ جارى عن ضعف حبال الغسيل ، مؤكد كنت أكذب ، وحالما...
كلما غادرت عربة النوم يبدأ فى التو سباق يومى رتيب الملل فيه ربما يدفعنا للتخلى عن قشة على سطح ماء كأى شخصين على كفى رهان ثالثهما الهواء نجلس فى مقهانا الاختيارى لا نتصارع حول أنثى بالطبع لا نتفق على اقتسامها بل ندخن قليلا ونستجم من عناء عملنا اليومى الإمكانيات الضحلة تجعل العالم تعيسا من يفكر فى...
فى مساحة ضيقة من الكلمات على طريقة النثر وَضَعَتْ علامات ليست كعلامات الترقيم لن يعرف غيرى أين تَوقَفَتْ أين تكون جملتها الملتبسة أين خطاها على وجه النص لا شاطئ بالقصيدة المعنى حين يراوغك نص ما لا تحاول أن تصبح مصححا نحويا لا تتصور فى التو أن الشعراء لا لغة لهم غير الهدم بناء قبر ليس كأى بناء...
تشبهين كل الناس ولا تشبهين أحدا عندما انظر أنت وحيدة وفريدة لكنما الخيال أحيانا يجعل الآخرين يشبهونك ولهذا افتقدك جدا حين ينامون تدخل يد الليل وتنام فى سريرى أظل يقظا ،. بيد الليل أربت على خيالك كى تنامى بجوارى وكى تظلين سعيدة كما لو أننا حقيقيان هذه الليلة منذ عام فائت جاءنى شبح موعدك عقد معى...
الشَّاعِرُ وَحْدَهُ القَادِرُ عَلَى مُوَاجَهَةِ مَنْ لَا يُوَاجَهُ ،. نَادِرٌ مَنْ لَمْ يَفْقِدْ حَوَّاسَهُ والذى يَخْرُجُ مِنَ النَّصِّ يَعْرُجُ قَلِيلاً دُونَ أَنْ يُبْصِرَ مِنْ أَىِّ مَتَاهَةٍ دَخَلَ مِنْ أَىِّ مَتَاهَةٍ خَرَجَ شَعْبٌ مِنْ لَفَائِفِهَا الكِتَّانِيَّةِ ،. مَاذَا تفْعَلِينَ بِى...
دَرْوِيشٌ صَغِيرٌ مَذْبُوحٌ بِوَتَرِ النِّدَاءِ ،. فِى المَوَالِدِ الأَحْمَدِيَّةِ وأتمايلُ هَكذا رأيْتهم مَنْ يمْشُونَ عَلَى المَاءِ .. مَنْ يسٔتعِيدُ صَدَاقَةً مَفْقُودَةً بَين الثُّعْبَانِ والإنْسَانِ ،. وَمَنْ يَنْظُرُونَ إلَى وَجْهِكَ ويَقْرَؤُونَ الفَاتِحَةَ .. تَركْتُ جِلْبَابَ أُمِّىَ...
يَخرُج الدَّاخِلُ للخَارجِ يَخْرُجُ الخَارِجُ للدَاخِلِ ،. اخْتِلاطُ العَناصِرِ فِى هَيْأَتِى كَاخْتِلَاطِ العَنَاصِرِ فِى هَيَأَتِهَا ،. كُلٌّ مِنَّا فِى اتْجَاهِ الآخَرِ ،. عَرَقٌ مِنَ السُّلَالَاتِ القَدِيمَةِ يَتَفَجَّرُ فِى عَاصِفَةٍ تَتَلَبَسُ وُجُوهَنَا ،. تَنْبُتُ بِذْرَةُ الكَوْنِ...
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=840043153495001&id=100024679715778
لا تَتَوَقعَ المَطَرَ خَفِيفاً فِى تَوَاقِيعَ مُرَتَبَةٍ أَوْ أَنَّ الأَشْيَاءَ فِى مُتَنَاولِ يَدِكَ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ وَيَظَلَّ يَنْهَمِرُ إِلَى أَنْ تَخْتَفِى البِيُوتُ هَذَا الإلٓهُ الغَيْرُ قَابِلٍ للتَّغَيُّرِ مَنْ شَكَّلَكَ عَلَى غِرَارِهِ وَظَلَّ يَنْبِضُ فِيكَ كَأَنهُ مَطَرٌ...
منذ أن سقطَتْ فى الارتياب عليك أن تبدأ سنوات من الرهانات الخاسرة من ينظر إليك أيضا يسقط وينتهى كآخر صلة لك وكغيرك من القديسين تترك علامات توحشك كزر قميص غاضب كانت تكفى لسد ذرائع جوع مخيلتك تسألك التخلص من أفكارك كأن لا تقبلها فى الطريق تعيد تدوير ما تتركه من ملابس وتضحك أمام الباب تحاول فتحه...
والأفضل أن تظل نائما فى غاباتك فحين يفجؤك الظلام تجد حشرات تداعبك وكرجل بدائى تكثر البهجة وهى تنظر لك فى عريك أنت سماء وهى أرض كمن يخلق عالما من عزلة وفى عزلة ولعزلة مستديمة يحوطها الوهم هى ليست على ما يرام الآن تدفعك فى تشظيها فتخمد جذوتك وتتساءل : من أين تأتى كل تلك القوى التى ما إن تصل...
ماذا لو مات شاعر اخر هل سيختل العالم ستقضم الفئران تفاحة ويموت صقر بالشيخوخة ولا أظن أن العالم فطن لقطار خرج عن قضيبه لذا أدعو لنفسى وعندما يفجؤنى الموت : لا أريد دعواتكم ولا أريد حزنكم فقط ربما تمصمصون شفاهكم وهذا ما يجب الأرواح جنود لا تحمل خيرا ولا تحمل شرا ولا تتأبط شيأ فقط تعرف طريقها فى...
ليس لى غير تلك الأفعى،.. سيعيش الشعراء وأموت ،.. لم أجمع أشعارى فى كتاب ولا دواوينى. سأموت دون أن يذكرنى أحد،.. دون أن يقرأنى أحد،.. دون أن يعرف العالم ذلك الشاعر وآلامه،.. ذلك الشاعر الميت وهو حى،.. كيف أعيش وأنا ميت . البعض يحمل خشبته وأنا أحمل الموت وأمضى لفتحة بمقدار رَجُلٍ ترك...

هذا الملف

نصوص
214
آخر تحديث
أعلى