إبراهيم المصري

المرأةُ ذاتُ الصدرِ العريض بغيمتين على نهديها يختليان في العضِّ على الريح بوردتِها حمراء خلفَ الأذن بشعرِها الطويلِ وخصلةٌ منه تطيرُ ويهتمُّ بها شاعرٌ تقليديٌّ يكتبُ القصائدَ التي تجلبُ العصافيرَ بوفرةٍ إلي عُشِّهِ الزوجي أو يهتمُّ بستانيٌّ بوردتِها الحمراء في مرحلةٍ أولى من رسمِه الانطباعي...
يا إلهي إنَّنا نكبرُ بسرعةٍ مُحبطِة وفي النقشِ الأولِ لمخطوطِ الخَلق لم نعد نرى أجسادَنا تماثيلَ نُحاسيَّة تُحمَلُ بعدَ تلميعِها إلى ساحاتِ المعابد أو الصفحةُ الأولى في المخطوط للمرأةِ ورجُلِها يتناوبان التضرُّعَ أو يتضرَّعان معاً لقد وصلا ذروةَ امتحانِهما والشفقةُ عليهما كانت كاملة وفي الطبعةِ...
كنا صيادينَ وجامعي ثمار حينما دعانا النيلُ لنؤنسَ وحدَته بالحياةِ على ضفتيه وقليلاً قليلاً تعلمنا الزراعة إلى أن أصبح النيلُ بنا يداً خضراءَ مبسوطةً بالخير وفكَّرنا بأن نفعل شيئاً يعجبنا أولاً في هذه الواحةِ المُحاصرةِ بالصحراء فبنينا أهراماً ثلاثة وشيَّدنا مدناً ومعابد وتعلمنا القراءةَ والكتابة...
المرأةُ الموشومةُ النهدين الموشومةُ الذراعين والفخذين والظَّهر الفارهةُ القامةُ في غابة وتشابكُ الأغصان يُخفي حلمتَيها كما لو كانَ الأنينُ بعيداً ونسمعه نقراتِ مطرٍ على سُعارٍ أو رغبة المرأةُ الموشومةُ بالأزرقِ وبالأحمرِ الداكن وبألوانٍ تلفحُ فكرتَنا عن الأنوثة كما لو كانت رياحاً ساخنة تهبُّ من...
في الصباح لم يمت أحد لم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة والمصابون في مستشفياتِ الحجرِ الصحي استيقظوا ورئاتُهم نظيفةٌ تماماً حتى أنَّ بعضَهم وبَّخَ الأطباءَ والممرضين على بقائِهم أكثرَ من اللازم في هذه الغُرفِ المعقَّمةِ بمرارةِ انتظار الموت لم يمت أحد ولم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة وما كان...
في الصباح لم يمت أحد لم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة والمصابون في مستشفياتِ الحجرِ الصحي استيقظوا ورئاتُهم نظيفةٌ تماماً حتى أنَّ بعضَهم وبَّخَ الأطباءَ والممرضين على بقائِهم أكثرَ من اللازم في هذه الغُرفِ المعقَّمةِ بمرارةِ انتظار الموت لم يمت أحد ولم تُسجَّلْ إصابةٌ واحدةٌ جديدة وما كان...
من بين كلِّ عشرةِ أخبارٍ عالمية ثمة أحدَ عشرَ خبراً عن فيروس كورونا وخمسونَ شائعة وسبعونَ نصيحةً طبيِّة وألفٌ من الموتى ومليون مصاب ولكَ أن توزَّعَ الأرقامَ هذه على بلدانِ العالم وأنتَ تمسكُ الخريطةَ بيدٍ مُعقَّمة خشيةَ أن تكون من الذين تستثمرُ فيهم وكالاتُ الأنباء وكُتَّابُ الرأي وفلاسفةُ...
مع أول جرعةٍ من البيرة يمضي الكسلُ بأمتعته وتركض النفسُ خلفَ غرائزها مثل أنْ يشعرَ أحدُنا بالموسيقى تتساقطُ كمطرٍ على عنقه. • • • البيرةُ.. زورق ينسابُ ناعمًا فوق نهرٍ هادئ لا تعرف البيرةُ عن أوصافها كلَّ هذا الجمال لكنها تؤدي مهمتها بكفاءة وأكثر من ذلك تدعوني إلى الرقص. • • • أكتبُ هذه...
... ولأنَّه لا قِبلَ لي باقتناءِ لوحاتِ سيزان وشاجال وعدلي رزق الله ولأنَّ بيتي لا يتسع لمنحوتاتِ محمود مختار وجواد سليم وأوجست رودان ولأنني لا أعرفُ كيف أستضيفُ في شُرفتي أوركسترا لندن والقاهرة وموسكو السيمفوني ولأنَّ الزَّمنَ أقصرُ من قراءة البحث عن الزمن الضائع وموبي ديك وملحمة السراسوة لأكثر...
أنتِ أيتها المرأة خذي عينيكِ إنهما أوسعُ وأجملُ من أن نرى بهما وأنتَ أيها الرجل خذْ قلبكَ لا حاجةَ للحبِّ به وقد نفدَ مدادُنا العاطفي من محابرَ ذهبيةٍ كنَّا قد صنعناها بالدَّقِ على حناجرِنا وأنتَ أيها الشَّاعر لم نعد بحاجةٍ إلى قصائدِك وقد سمَّمتنا بحنينِكَ لغاباتٍ يرتفعُ دخانُها في صدرِك وأنتم...
الَّذين انتظرناهم في محطاتِ القطاراتِ لم يصلوا ولم يصل الَّذين انتظرناهم أمامَ صالاتِ الوصولِ في المطارات ولا الَّذين انتظرناهم في مواقفِ الباصات ولا الَّذين قالوا إنهم سيصلون على أقدامِهم أو في عرباتٍ قديمةٍ تجرُّها جيادٌ خاويةُ البطون وفي اتساعِ عيونِها نرى الألم أقواساً يعلوها غبارٌ كثيف...
ما أن ينتهي المايسترو حتى يُلقي بعصاه ومَن يلتقطها سوف يصلُ إلى الأورجازم كان المايسترو يشير إليه بالضبط في هذه النقطةِ أو تلك أو ربما في هذه اللانقطةِ أو اللاتلك وحينما كانت الآلاتُ النحاسية تنفخ صدورها والإيقاعُ يدقُّ إيذاناً بارتفاعِ المد كان ثمةَ سائلٌ لؤلؤيٌ يتسربُ من كمنجاتٍ نازفة تُسلِّمُ...
قبلَ كلِّ شيء دعكَ من الطفلِ الذي كان ينامُ على صدرِها ولا تخلط كما تفعلُ دائماً بين السيدةِ الوالدةِ وابنةِ الجيران فالثانيةُ لن تقوم بواجباتِ الأولى إلى الأبد وتمسح لكَ مُخاطَ أنفِك لأن الوجودَ يُزكِمُكَ بما لا تقوي على مواجهتِه فتظنُّ المرأةَ الملآذَ الدائمَ لمواراةِ جثَّتَك لأنَّها أيضاً...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى