عبدالإله زمراوي

  • مثبت
(القِلادة الأولى) اليومٓ أكْمَلْتُ التَسْكُعَ طَارِحاً خَطْوي بِسوقِ الأنبياء! اليومٓ أكْمَلتُ التهجّدٓ عند بابِ العُمرِ متكئاً على اللّوْحِ المُسطِّرِ مّثْقَلَ الخطواتِ أبْكِّي كاليَمَامَةِ بينَ فَكِّي السَمَاءْ! اليومٓ أعلنتُ التَجرُدَ خَالِعاً ثَوْبِي ومُحْتَسِباً (سَمَالاتِي)؛ أُدَارِّي...
َوذات ليلةٍ مددتُُ بالبصر؛ من شرفة مُطِلة على المدينة! مدينتي، صامتةُُ وديعة. يلِفهُا الظلاُم والسَكيِنة! ويا لهولِ ما رأيتُ في مدينتي. رأيتُ قائَدَ الجنودِ والفيالِق الحزيَنة يُساق من أرجله. والقومُ صائحون! أكادُ لا أمدُ بالبصرِ من هَولِ ما رأيتْ والقومُ صائحون! بالعقلِ بالجنونِ...
حَلِمتُ ذاتَ مرةٍ بانني قدْ صِرت حاكماً على قَضاءِ "طي لِسانْ"* بَرمتُ شارِباً ضَممتُه لشاربي فَسارَ إسمي شَارِبانْ! فَقاتُ عيْنَ حارسي بكيتُ باسماً ضَحِكتُ كالحِصانْ! فَارغةٌ، فارغةٌ سفَائني كانني أتيتُ هارباً من عَالًمِ الجِنانْ! فارغةٌ، فارغةٌ قَصائدي كأنني نَظمتُها مُخضّب...
لا تسخروا مني إذا ما جئتُ أحملُ ذرّٓةً من رملِ قريتِنا أُعفِّرُ في لآلِئها جبيني! أو فلنقُل: إن جئتُ أحملُ حفنةً من تمرِ قريتِنا أُمرِّغُ في روائِحها حنيني! هذا هو الطوفانُ يغمُرني فلا اجدُ الشفاعةٓ إن سجنتُ الليلٓ في قلب عريني! شلّتْ يميني إن وقفتُ ببابِ كسرى حاملاً بوقي واشعاري وأشلاءٓ...
هَذا... أوَ النهرُ المُقدّسُ كي أكُونْ...! هذا ... هوَ الطَوفانُ قالَ أَبي الحَرون...! هَذا الذي يَأتي على ظَهرِ الغيوبِ بِنورِه الدُّرِّيِّ وشوَشَ في سُكونِْ! مَا صدّقَ الوَاشونَ زَيفَ نُبوءَتي قالوا الذي أسْرى على بَرْقِ الغيومِ وَغَابَ في شَفَقِ المَنونْ! مَا...
ثَمِلٌ أنَا أبدو كربَّاتِ الحِجَالْ...! أحرقتُ قافيتي؛ توارتْ أحرفي ما بينَ قنديلِ الرِّمالْ...! ليتني مِتُّ على عشقي سعيدًا؛ مثلما مات الغفاريُّ وحيدًا في "ثنيَّاتِ الكمالْ"! أيُّها العاشقُ فينا جئتَ شرَفت الخيالْ ..! 🌷🌷🌷 ثَمِلٌ أنا أبدو كمشكاةِ الرَّجيمْ ...؟! ثَمِلَتْ فراشاتي المُضيئةُ...
جاءَ الحكيمُ مُزمجراً ليزيحَ مشهدنا القَتيم لا بد انَّ الحاكم المخبولَ يبدو كالغُرابِ الجائع المحزون من ظلم الضباعِ أخذَ النسورُ مكانهم في سقفِ منزلنا المُطِل على الضياع يا منزلي خرجَ الذبابُ من الثقوبِ على الجدار.. والنملُ مختبيءٌ يجرجرُ ذيله المحدودب المحمولُ في كَتِفِ الحِصار ظهرت مؤخرةُ...
🇸🇩 كانت نساء القرية التي كنتُ اعيش فيها يتحلقن بشغفٍ امام التلفاز الوحيد القابع على مقربة من دكان "حاج العطا" الذي غالباً يغط في نوم عميق مع شخيرٍ موسيقي بديع يشبه موسيقى الريف الإنجليزي القديم. لا يعبأ كثيراً بالتأريخ وتضاريس الجغرافية؛ خفيف الظل حديثه كهبوب النسمة الباردة في عز الهجير؛ لذلك...
أنا لستُ زنديقاً كما زعَمَ الوشّاةُ ولمْ أقُلْ إنِّي نبيٌ رغمَ أحلامي وأورادي العًديدةْ! أَنَا لستُ قدِّيساً يَفيضُ الماءُ مِن عينيه ينبوعاً ولمْ أرهَن نبوءاتِ النشيد على كَمَنجَاتِ القصيدةْ! أنَا لستُ ثورياً على نهجِ الحُسينِ وإن بدا رأسي، ضئيلَ البَاعِ، مَحمولاً على الشُرفِ التليدةْ! أنَا...
لا تَحْزَنْ مثلى يَا مولايْ لا تَحْزَنْ مِنْ صَحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان! اِضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ... خُذْنا مُقْتَدِرًا كالبرقِ الخاطفِ نحوَ الشطآن... خَبِّئْنا بينَ النَّهرِ وبينَ الوَرْدِ وغاباتِ الرَّيْحانْ! حينَ أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمورْ، زَحَف النِّيلُ وسار الجمعُ...
عندما نامتْ نواطيري، رَشفتُ العشقَ من كأسي الى حدِ الثمَالة! كِدتُ أطفو.. والغاً في الكأسِ، مصلوباً، تجشأتُ جَمالهْ! لحظةً كنتُ أرى وجهي على الرمل وقد غاصَ خِلالهْ! مرّةً نِمتُ، رأيتُ الطيرَ في عُشي، وقد غابتْ عن ِ الليل ظِلالَهْ! وتوهّجتُ، تحّلقتُ، أقِمتُ الّليل فى كأسي، وقدْ خِفتُ زوالهْ...
شُكْرًا لِحَاكِمِنَا الْمُبَجَّلِ ذِقْنُهُ كَبَهَاءِ شَارِبِهِ الْمُعَمَّدِ مِنْ دِمَائي! شُكْرًا لِمَنْفَايَ وَأُمِّي، قَبْرُهَا الصَّامِتُ قَبْري، قُبَّتي وَسَمَائي! شُكْرًا لِشُرْطِيٍّ تَأَبَّطَ سُوءَ نَظْرَتِهِ فَأجْفَلَ عِندَ رُؤْيَتِهِ حِزَائي! شُكْرًا لِشَيْطَانيَ...
يا عبدُالخالق يا روح النخِل الحالمِ باللّيلِ القَمري المكتملِ شعُاعاً وردياً... كنتُ أمازَحُ مِثلُك هذي اللَّيلةَ رَوحَ الثوارِ في ليلةِ وجدٍ صوفيةّ ورأيتُ الله بقلبي يُقّبلُ محموداً بنقاء العارفِ بالأسرارِ المخفية... والقمرُ السِاطعُ مثل جفوني يلدَغني يُلقي دوماً باللَّوم على الزنزاناِت...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى