فاطمة كرومة

أدرّبُني على الكراهية أفعل ما بوسعي كي أمْنَع حملي بالحُب وولادته لأخواتي من الذّوات العابرة لكنني لا أدري من أين يأتي؟ مُضرّجة يدي بالمحبّة غير مدرّبة على القسوة تُحرّر العصافير التي تنقرَها أحب تلك الحركة منها تعني الكثير لقلبي الغارق في العتمة يُكذّب موت نجماته دقّة إثر دقّة. كيف أتوقّف عن...
أصل الإنسان نجم ذوَى ثمَّ مع الأيّام يصير مسْخًا مكسُوًّا بالشَّعر والكلمات محشوًّا بالغبار جائعا للّحم متعطّشا للدماء عاريا من رجفة الأحاسيس البِكر خاويا من متعة الاكتشاف الأولى يصير كَوم مِزَق (...) منذ فجر الخلْق الأول نساء على شكْل آلهة لا جنّة تحْت أقْدامهنّ ولا جحيم يعرضْن الكلّ شيء...
في حضر موت أرَاهن على أنّني براغماتيّة وأفَكّرُ بحُبّ أبْحث عن أجنحة فراشات وأعشاش طيور وأخْفي التّفاصيل عن الخيْبة لكنّهم لنْ يُصدّقوا! أنّني لا أمُوتُ فيها ولا أحْيَا أنّ حياة قَلبِي الأخرى والأخيرة في العَناوين البَعيدة يُمْضي أطرَاف نهارِه بيْن الأشجَار العِمْلاقة ولِحائها وينام آناءَ ليله...
في ليْل الصّيف تتهدّلُ أنْجم ينضُج قمرٌ تسْقط سماء من عليائها فوْق بيْتنا على الرّبوة فيما آلهة تصرخ: دع الفتاة وشعرَها كم كان قانيا أحمر الشّفق خفيفا ليْل السّعادة تلك خاطفا بسُرعة الشّهب. "الصّيْفُ طيْف عابث شفّاف يتقمَّصنِي" وُلدتُ من عطره وما أمْهَلني التّنفس وكم جنّةَ أحرق ليُعلّمني العَدّ...
لم نحبّ ككل الأشخاص السيئين فقط عمّقنا إحساسنا بالغربة بالخوف و الخطف ارتكبنا أخطاء فادحة بالجملة و انتظرنا يدا خفية تصلحها. مشينا بخطوات طائر الفلامينغو خطواته الوئيدة و الملاحَقة وقفنا تحت الشمس على ساق واحدة لنرتاح تحت الألسنة الحمراء بالخارج و أصوات الرصاص بللت الأمطار الوردية بالداخل...
أنا ابنة الطبيعة البكر التي أحبتك بلا مبيدات أو تصنّع بين السياجات العالية ذات المقاسات والتّشابكات المختلفة لحدائق حزينة مثلي فعلت أشياء كثيرة لأجلك ولدت أجنّة مُتحجّرة من فمي مثل ديدان وعبرت بها الأنهار التي يستحيل عبورها. عندما أحبّ يُحبّ الكون معي والآن أكره ويكره الكون معي. من فرط القسوة لم...
اسْمي فاطمه وُلدت في الغرفة التي تُبعث منها الشّاعرات. لم أولَد على ضفّة نهر أو عبرَ نهر حياتي، لكنّني لامست كلّ التّفاصيل المثيرة و سمعتُ بقوّة حَدْسي رقرقةَ المياه و أنا أتساقطُ قطرةً قطرةً من عيْن الله. أعملُ في بورصة في أمريكا في شارع مكتظّ بالبنايات و الأرواح الشّريرة لم يكن هذا حلمي طبعا...
أحْتاج أن أحبّ بعمْق وأخاف خوْفا أعْمق على تلك اللَّحظة التي ترفعني من إنسان إلى ما لا أدري. لأحبّ أحتاج إلى أكثر من مادّة و روح وحياة إلى سماء خضراء تمرُّ منها القصائد بسلام عائدة إلى حقول اللّوْز في عيْنيْه. لأحبّه أحْتاج إلى أقلّ من خريف، وجُرأة وردة تفتّحت في ديسمبر. فاطمة كرومة
حياتي يلفُّها الغموض مثل ليلةٍ بلا قمر إشارات قلبي كثيرة ولا تكذب أرقام غريبة تلاحقني والله يُحدّثني أمر ما سيحدث أمر لا أصفه. لم يزرني أحد في الحلم لم يكن أجدادي من الصالحين أو أصحاب الكرامات الرّجال في عائلتنا لا يصلّون والّنساء يشوّشن ترتيب الصلوات، لكنّ أمرا ما سيحدث كتبت نصوصا تنبّأتُ فيها...
لأُلاعب الوقْتَ الغُمَّيضةَ أَفْقد مُتْعة النّظر كُلُّ منْ يمُرّ يَدْهَس قطعة من رهافتي هَذا ما أدندنه إلى أن يخْدِش نشِيد التخفِّي حنجرتي. عيْني نافذة نِصْف مُوصَدة وجهتها أحلام مُلوّنة الشَّارع أزمنة مُهرْوِلة يخْتنق برُوّادِه يرثون أيَّامَهم غَدَهُمْ أمّا أنا فجسد هارب من الأمس مُتوجّس مِن...
رائحة الحديد المحترق تكمّم فمي منبهّات السّيارات تدعس معدتي بنايات هامدة على جثّة أرض تلفظ آخر أنفاسها تتقيّأ البلاستيك والسّيلكون مرآب كبير محرّكات مُعطّبة أسمّي كلّ ذلك وطنا أتخيّله آمنا أزمنة انتهت أخرى اكتملت وأستمرّ كائنا مُخرّب الهويّة متسمِّرا في مكانه فوق النّقصان السّحيق. يستحيل تشمّم...
أدرّبُني على الكراهية أفعل ما بوسعي كي أمْنَع حملي بالحُب و ولادته لأخواتي من الذّوات العابرة لكنني لا أدري من أين يأتي ؟ مُضرّجة يدي بالمحبّة غير مدرّبة على القسوة تحرّر العصافير التي تنقرَها أحب تلك الحركة منها تعني الكثير لقلبي الغارق في العتمة يُكذّب موت نجماته دقّة إثر دقّة. كيف أتوقّف عن...
أحبّك أكثر في المناخات المعتدلة بعيدا عن الشمس القاتلة و أيَّام الآحاد الطويلة و المُمِلَّة أرانا هنَاك…..على الضفاف الأخرى للحياة على رمال الشّواطىء و بين أعشاب الحدائق نزرع وردات في الطُّرقات المُضاءة و تنبت القُبلات في القطارات القادمة من المُدن السّعيدة نقْطفها طازجة على وقع المطر تتبلّل...
تخْتفي السّنوات لا خيْط يفْصل بيْنها أو بيْننا لا خيْط لنُمسك بها البارحة هاجرت إحداها عرفنا ذلك من الرّيش المُتناثر على الفراش في أيّة جهة من اللّيل تختفي؟ من أيّة جهة تُبعث ولاداتنا الجديدة؟ أريدُها كلّها حٌزْمة واحدة لا وقت لديّ لكسْر أسْرار الكوْن، أمضي الكثير من العمْر مسْتسْلمة للحيْرة في...
لا لغة لديّ و لا هم يحزنون لا شيء لا طقوس لا عربدة و لا جنون أتعلّق مثل قشّة بأيّ غريق لعلّي أغرق أكثر و أسحب نَفْسي من لساني لأربّيها . منذ صغري و فُتوّة حزني و أنا أواري غرابة أطواري أراقب مُتأففة تعبّدي للفراغ، تسمّري لساعات أمام فَم مُغنّي الأوبرا في بيت خالة والدتي المُملّ، محادثاتي...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى