فتحي مهذب

أمواج صوتك مليئة بأسماك نافقة.. تركلين غيمة السهو بقدمك اليمنى.. ظلي يلاحقك مثل جرو عصابي.. تقاسمه أصابعك المتوحشة نباحه العبثي.. لماذا أسقيت الروح سم الشوكران?.. أخفيت زلزالا متهورا في العبارة.. حفرت أنفاقا ضيقة في ممرات قلبي .. صنعت توابيت في حنجرتي.. ونثرت قمح محبتي في الهواء.. رفقا بجرار...
أخرجي من شقوق أظافره أيتها الجنية الزرقاء.. أو من زعانف صوته الشبيه بسمكة الماهي ماهي.. أو من زجاج عينيه المائلتين الى دكنة خافتة.. أو من مقبرة صدره المليئة بالأشباح.. احملي بيوضك الرملية وافرنقعي.. أسرجي ثورك المجنح.. احملي مراياك الشريرة.. أكياس السحر الأسود.. أياما نافقة تعتاش على بقاياها...
-لا تفكر كثيرا يا بني. -النسيان صحن طائر. -ذر النوافذ مشرعة طوال اليوم -خذ مزمار جدك الضرير -ناده ببحة متقطعة -النسيان يحوم فوق الشجرة -لا تحدق إلى الوراء. -إسحبه بحبل المخيلة -ليطرد الماضي من حديقة رأسك. -يا أبي. -الحاضر يجر ضبابا كثيفا إلى حجرتي. -يمضغ أعصابي بدم بارد. -يتآمر مع الماضي لاختلاس...
ستبكين طويلا أيتها الخادمة.. ستسقط روحك مثل ثمرة متعفنة.. لأنك فتحت النار على ظهر المسيح.. قتلت الحمام الذي جلبه لك من جنة قلبه.. وصنعت له تاجا من شوك أخطائك المميتة .. ستندمين طويلا.. وتشتعلين مثل جمرة الغريب أمام باب القيامة.. لأنك اختلست مفاتيح الأبدية من سترة المسيح.. دمرت الأزهار المضيئة...
لم يأت لا هو ولا ظله.. لا حصانه الذي سقط في شرك البرابرة.. لا صوته المليء بالتجاعيد.. بإيقاع البوذيين فوق شجرات الوقت.. لم تلمع عيناه الصوفيتان وراء زجاج نظاراته .. لم يمطر صوته الناعم منذ زفرتين ونيف.. لم تقفز قطته البائسة من عموده الفقري.. لتلتهم كعادتها صيصان الهواجس.. لم يعبر الجسر ويفاوض...
لم يأت لا هو ولا ظله.. لا حصانه الذي سقط في شرك البرابرة.. لا صوته المليء بالتجاعيد.. بإيقاع البوذيين فوق شجرات الوقت.. لم تلمع عيناه الصوفيتان وراء زجاج نظاراته .. لم يمطر صوته الناعم منذ زفرتين ونيف.. لم تقفز قطته البائسة من عموده الفقري.. لتلتهم كعادتها صيصان الهواجس.. لم يعبر الجسر ويفاوض...
بسبب إنتحار الباص بحبل الجاذبية. وسقوط الملائكة في قاع الهاوية. وغزارة الشياطين في مفترق التأويل. بسبب علاقتي المتوترة بماهية الأشياء. بمسرحية حياتي الساخرة وشخوصها الذين تمردوا في حبكة النص. بمؤلفها الذي طارده المغول في دار الأوبرا. بسبب ضمور حصتي من الضوء. صرت أحتمي بأفعى الكوبرا هروبا من...
- عند خروجي من السجن عثرت على جثة الحرية في جيبي. (ف. م.) آه أيها السجن الذي يبدع في صنع الأقفاص والتوابيت. أيها السجن الذي يأكل الأسرى مثل شطائر بيتزا. أيها الهاوية المملوءة بالغيوم والسحالي. بالنسيان الذي يفترس الممكنات. يا واهب الأكفان للفقراء. أيها القبر الجماعي الذي يلتهم كل شيء العيون...
عاهدتني حبيبتي أن نتقاسم قبرا واحدا آناء الموت نبتعد عن ضجيج العالم. بأظافرنا الطويلة نحفر ثقوبا في الأعلى ليزورنا الهواء والشمس مثل صديقين حميمين من الدرجة الأولى. نأكل بالملعقة ذاتها. حساء الشوربة الساخن ولحم الضأن المشوي وشطائر السلمون نضحك طويلا عند سماع طائر العقعق في الظهيرة. يشتم شبحا...
أنا أفكر في مصيري بعد قتلي ديكارت. دمه يلمع مثل ليرة تركية. قتلت ظله العقلاني أيضا بمسدس كاتم للصوت. رميت (مقالة الطريقة) من شباك الطائرة. لتكون وجبة دسمة لحيتان المحيط. ندمت طويلا لأن جثته بقيت في العراء الغراب عالق في خرم الإبرة. المعزون في المغارة. المسلمات في المشرحة. لم أزل هاربا...
أنا أحب الحياة. وأنت أيها الثعلب الذي يلتهم نثر الصيروة. -هل تحبها مثلي بشراهة مفرطة؟ تحب الليل والنهار وهما يمسحان زجاج الأيام السبعة. يعملان مجانا في حانة الأبدية الليل يشيعنا إلى مزرعة أسرار النوم. النهار يجبرنا على مصارعة الثيران والضحك عميقا فوق الجسر ريثما تعبر المخيلة العجوز في...
تعبنا يا رب من دفن القراء خارج أسوار النص. هم كثر شحذوا فؤوس النسيان وإنكسروا في مفترق الحقيقة. العميان لم يبصروا الضوء آخر النفق. لم يبصروا الأنهار الجارية في تقاطيع الكلمات. لم يبصروا المشائين في حديقتي يحلبون الشمس في الظهيرة ثم يهبطون من شرفة النص الواحد تلو الآخر إلى قاع المسكوت عنه. مات...
صليبي على ظهري. لما طردني الناس ذهبت إلى الكنيسة. بكيت وقلت يا رب : لا تذرني وحيدا على حافة الهاوية. صليبي على ظهري ودمي يشرشر في العتبات. لما طردني الناس ذهبت إلى الغابة حزينا. بكت شجرات الصفصاف طويلا جاءني فهد محملا بالهدايا عزاني بوم الدوق الصغير وأسلمني الهدهد خاتمه الذهبي بينما فراشة ملآى...
** الشجرة التي زرعها القاضي في حديقة السجن منذ خمس سنوات. الشجرة التي فقدت أسرتها الفقيرة. تاج الأمومة الأثير. الشجرة التي كانت تحلم بالهجرة.. عبور البحر على دراجة هوائية تحت تصفيق جماعي لجمهرة النوارس ومديح الحيتان فوق مصطبة المياه. الشجرة التي تحلم كثيرا تحلم بربيع طويل القامة وعصافير بأجنحة...
بعد موتها العبثي صرت أنا وإبني نضحك كثيرا وكلما طرق الباب بنعومة تسبقنا عيوننا على عكاكيز المخيلة نضحك كثيرا عندما نفتح الباب ونكتشف وجها آخر. نقول ربما ستأتي غدا أو بعد غد. ثم نصغي لعبور قطيع من الذكريات الموحشة. نضحك نضحك طويلا ثم نحدق في ريش الفراغ المتناثر فوق الكنبة. صوتها الذي حفر عشه في...

هذا الملف

نصوص
807
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى