زياد خداش

في 2002 رأيتها تشتري بلهفة كتابا من بسطة كتب في شارع ركب، في 2003 سمعتها تضحك مع صديقتها في شارع الارسال، في 2004 شممت عطرها في شارع الطيرة، في 2005 لمست يدها دون قصد في شارع المصيون، في 2006 ركضت خلفها في شارع المحاكم، في 2007 رأيتها تبكي في شارع البريد حين أكلت يد مراهق نهدها، في 2008 أكل...
-نائم انا في غرفتي, نائم تماما دون تقلبات او زفرات, فجأة رأيتني اتسلل من نافذة غرفتي المشرعة للرياح والطيور والاشباح , هكذا فجأة اهبط من الجبل متعبا وعاريا لا ادري ما اسمي , اين اهلي ؟ من هي مدينتي الاصلية ؟ من هم اصدقائي ؟ من هي حبيبتي؟ كل ما اعرفه اشياء بسيطة لا ادري كيف صمدت في خندق ذاكرتي...
في مقهى ما من مقاهي الـمدينة، كانت تجلس مع صديقتها الأجنبية، تشرب الشاي بهدوء، تضحك بشكل حقيقي، تبتسم بعمق، تحرّك يديها تماماً كما تفعل في كل الأمكنة، في مؤسستها مثلاً. هنا في هذا الـمقهى لا شيء حقيقياً أو عميقاً، ومع ذلك فهي تفرض الآن صدقها وتلقائيتها في عالـم مكوّن من قش متطاير وخشب محروق، لـم...
راقبته طويلاً من الرصيف الـمقابل، بائع القهوة الـمتجوّل، شاب ضرير ونحيل وقصير في الثلاثين من عمره تقريباً، كان يقف أمام واجهة مقهى ركب الزجاجية، صوته وهو ينادي على الناس يبعث على الغيظ؛ فهو مضحك ومبكٍ ونسائي في آن. قهوة قهوة قهوة، يتوقف قليلاً، ينظر إلى اللاشيء، أو ينتظر اللاشيء، ثم يتابع: قهوة...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى