إبراهيم مالك

هذه اللّيلةُ تحديدا بل هذه اللّحظة يُمكنني أن أصفَ لكِ التّفاصيل كاملةً، بعد أن تغسلينَ مكياجكِ و تنظُرين للمرآة تتفقّدين رموشكِ و تجاعيدكِ، ثم تُركّزين على الهالاتِ السّوداء التي بدأت بالظّهور تحت جفنيكِ لن تهتمّي كثيرا لذلك ستدخلين غرفتكِ بهدوءٍ و ترمين وجعكِ الزّائد على السّرير أنتِ مُمدّدةٌ...
أريد أن أموتَ وحيدا لا دُموعَ حولكَ تنهمرُ و لا مطرٌ تغرقُ في وحدتكَ مثل قاتلٍ مأجور أنجزتَ مُهمّتكَ بنجاحٍ و ها أنت الآن تنتظرُ خَلاصكَ الوحيد لم تمُت سيلفيا بالاث حتّى الآن عثرُوا على ضِحكتها اليابسة بين أروقةِ شِعرها! كلّ ما علّمتني إيّاه الحياةُ أخسرهُ دفعةً واحدةً أمام الحُب ليس لأنّني...
(1) صُورةٌ فُوتُوغرافية أخذها المُصوّر الصّيني رَين هَانغ لِرجلٍ شِبه عَاري قَصِمت ظَهر المدينة! (2) فِي كِيمياء الجسد لا فَوارق جَندرية لا اختلافات بيلُوجية، لا رُموز أو سُلطة في الفن (3) شَهيّةٌ هذه الحياة كَ قُبلة من شابّة ثلاثينية وقعت في الحب لأوّل مرّة، هكذا كُنتُ أشعرُ سابقا قالها، و...
يُمارسُ الموت عادته السّرية فوق رُؤوسنا، و تَقذفنا الحياة من جَحيمها الكبير نحو جَحيمٍ آخر دُون أن نَغتسل! نَتشرّدُ على عَتبات المَعابد و أبواب البَارات و أَرصفة الموت، نتشرد في بلداننا و نَصرخ أيّها الجُنود العائدون من الحرب أيّتها المجازر القادمة من الشّرق أيّها الشّرير الذي نصّب نفسه كَ...
تَخرجين من الغَابةِ تجرّين ذُيولَ الخَيبة تجترّين آهاتكِ القديمة و تحرِقين جميع ذكرياتكِ مَعي قُبلتُنا الأولى صُورتنا في المَسبح و ضِحكتنا قَبل حُزنينِ أو أَكثر، ثمّ تُغلقينَ الحُبّ خلفكِ و تَمضينَ.. آثارُ يَدكِ على مِقبض الباب لازالت بَاقية من خلالها يُمكن أن ألمسكِ أقطع كل ليلةٍ مسافةً...
إِنتَهَينا من المَعركة و خَرجنا بِدَمٍ كَذِبٍ عَلّقناهُ فوقَ وُجوهنا كما إتّفقنا مع الطّرف الآخر خَسرنا ما خَسِرنا من الوَجع و القَتلى و كسِبنا ما كسبنا من المال و الذّل الحربُ فيما بيننا كِذبتُنا الأُولى و العدُوّ الذي نُحاربه كذبتنا الثّانية أَحرقنا الوطنِ بِمن فيهِ و خَرَجنا من نَافِذته...
قال افرانسيس بيكون مرة : " إن أرسطو يسيرُ على الطريقة العثمانية , إنه لا يمكن أنْ يحافظَ على حكمه إلا بقتل إخوته " . جاء ذلك في سياق ميولِ أرسطو الدائم إلى دحض كل الحجج التي سبقته , من أجل إثباتِ , وتمتين رأيه ووجوده. أما أنا ومنذُ نعومةِ قراءاتي , منذ اخضلالِ شعري ويفاعته, أشمئز من هذه المقولة...
لَستُ مَعنيا بهذا الصّراخ و الهَلع الذي يَجثمُ حاليا فوقَ صَدر العالم مَارسوا مَخاوفَكم بَعيدًا عن قَلبي أُريدُ أن أنعمَ بِبعضِ الهُدوء و أَستمني ضَاحكًا فَوقَكُم اللّيل لُعبةٌ أَخيرة مَارسناها بِغُموض و جَلسنا نترقّبُ النّتيجة، لكنّنا إبتُلينا بِخَساراتنا الفَادحة أنتَ وحدكَ في حَجرك...
أَمشي قَلِقاً دون أن أرفع رأسي، بَاحثا عن خطواتكِ بينما تُشاهدين الآن وَثائقيا قصيرا عن النّسوِية أعد خيباتي منذ آخر مرة احتفلتُ بِال أُحبكَ التي لم تقوليها بعد! أن أتذكركِ و أنت تبتسمين يعني أنني وصلتُ لوجهتي التي أقصد كنتُ أريد أن أغلق عليكِ قصيدة كلما هممتِ بالخروج سجنتكِ ببيتٍ آخر لم...
يا سيّدي حدّثَتني سِيلفيا بَالاث عن الإنتحار، عن الذين ماتوا و في قُلوبهم طَعنات، عن اللّذة الأخيرة الكامِنة في الوجع عن الصّمت المُطبِق، و عن الموت الشّهي الذي تُواجهُه عاريا من الخوف! حدّثتني بالاث عن الأرق و عن طِفلةٍ صَغيرةٍ تَأخذُ مُضادّات ضِد الاكتئاب، لتُصبحَ فيما بعد مُجرّد جُثّةٍ تعيش...
لَستُ مَعنيا بهذا الصّراخ و الهَلع الذي يَجثمُ حاليا فوقَ صَدر العالم مَارسوا مَخاوفَكم بَعيدًا عن قَلبي أُريدُ أن أنعمَ بِبعضِ الهُدوء و أَستمني ضَاحكًا فَوقَ كُم اللّيل لُعبةٌ أَخيرة مَارسناها بِغُموض و جَلسنا نترقّبُ النّتيجة، لكنّنا إبتُلينا بِخَساراتنا الفَادحة أنتَ وحدكَ في حَجرك...
غَالبًا أَقضي أَوقاتي مُنهَمِكًا ولا أَجدُ أيّ تَبريرٍ لذلك، لذا يُمكن أن يَختفي العالم دُون أن أعرفَ سَبب إِختفائه مُؤخّرا ظَهر فَيروس قَاتل لم أَسمع عَنه إلا بَعد أن دَسّ نَفسه بَين إِحدى قَصائدي و أُصيبت بِه! كَتبتُ قَصيدةً لحَبيبتي و حين انتهيتُ منها و أَرسلتُها نَسيتُ بِداخلها قَلبي كُلّ...
الآن يُمكنني أن أتَنفّس الشّعر و أَتدحرجَ مثل كُرةٍ ثَلجية على صدركِ، الآن يُمكنني أن أمكثَ هنا فوق قلبكِ حتى يَستمرّ إلهامي بالمُقابل و أُطلّ عليكِ من فوق هاوية جسدكِ/ النّص، الآن يُمكنني أن أَضعَ يَدي فَوق يدكِ و أَقبضَ على العالم، لا تُحدّثيني عن النّهر و جَفافه النّبع و زَواله العالم ...
ضَع وَجهكَ في زاوية ضع يديكَ في أُخرى، دَع قلبك يَنبضُ بِشدّةٍ لِتفيضَ رُوحك إلى مَثواها الأخير! لا تُساومني على هذا الأُكسِجين وُلدت بِقلبٍ مَثقوب، لم أتنفّس مُنذ مُدّة و مَع ذلك بَقيتُ على قَيد الحياة سأتنفّس و أَعطس، دُون أن تَقتُلني الفَايروسات نَحن الفُقراء كنّا هُنا، كنّا هُنا...
تَذرفُ رُوحها، دمعةً بعد دَمعة إمرأةٌ حَزينة.. سَيّدتي.. أَعرفُ أَنّكِ إمرأةٌ حَزينة، تَموت كلّ يومٍ، وُلِدتِ في وَطنٍ شَرقي يُقدّسُ الذّكورة حَدّ العِبادة و التّبجيل، و يُقيمُ لها طُقوسها الخاصّة التي تُؤدّيها النّساء بِوَجَلٍ و خُشوعٍ شَديد،كَمن يُؤدّي عِبادته المَنُوطة به.. وُلدتِ مَع هذا...

هذا الملف

نصوص
43
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى