حسن ميّ النوراني

د. حسن ميّ النوراني - حامل رسالة الحب المبتهج


ولد في مدينة يافا بفلسطين عام 1944م, وهاجر مع أسرته إلى قطاع غزة عام 1947م, واستقر معها فيه،إلى أن تركه لغرض الدراسة عام 1963م, وعاد إليه بعد اغتراب امتد حتى 1995م.

حائز على الدكتوراه في الفلسفة وعلم النفس – تخصص: علم نفس روحي؛ عن أطروحته: نظرية النوراني في علاج الانغلاق الفكري وفساد الأخلاق والأمراض النفسية والنفس/ جسدية لدى الفرد والجماعة.

كتب في مجالات الفكر والأدب. وعمل في مجالات التعاون الزراعي والصحافة والعلاج النفسي.

وأسس في شبابه المبكر (عام 1967م) "حركة المجاهدين المسلمين"، بعد انسحابه من "حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح" التي التحق بها في وقت سابق من العام ذاته.

وأسس "جماعة الواحديين" و"اللجنة العربية للدفاع عن الوحدة اليمنية" خلال إقامته بصنعاء عاصمة اليمن في الفترة بين عامي 1990 و1995م.

وبعد عودته عام 1995م، إلى قطاع غزة، أسس "جماعة حق البهجة - حب".

وقدم نفسه مرشحا لرئاسة السلطة الفلسطينية في الانتخابات التي جرت عام 2005م، لاختيار رئيس للسلطة. وكانت "قضية العدل" هي القضية المركزية في برنامجه الذي طرحه خلال ترشحه.. وأعلن تراجعه عن الترشح قبل إجراء الانتخابات، ليدعو لتأسيس "حركة العدل والحرية".. ودعا في العام ذاته إلى تأسيس "حزب الحب".

وأطلق في 7/7/2007م موقع "النوراني".

وعام 2009م أسس بقطاع غزة "الجمعية الفلسطينية لرعاية المسنين".. قبل أن تتحول إلى منتدى الحرية عام2011م:



وأسس النوراني "الدعوة النورانية" التي بدأ الإعلان عنها عام 1995م.. والتي كتب بشأنها ما يلي:



دعوة النورانية
تحابّوا.. إن الحب يبهجكم.. وبهجة الحب تنيركم


تتوجت رحلتي العميقة في البحث العلمي المتعدد الجوانب التي امتدت منذ صباي وإلى الآن، المقترن بتجربتي الحياتية الشخصية، وبالتأمل الجسور، المتحرر من آفة التقليد؛ بارتقائي إلى حالة عقلية ذات طابع روحي متميز لخصتها نظريتي الدعوية التي تحمل عنوان: "النورانية" أو إذا كانت التسمية أدق فإنها تكون: "الواحدية النورانية".

وفي رؤيتي العقلية الروحية تشغل مقولة: "بهجة الحب جوهرة الحكمة وسيدة الدواء" مكانة محورية. وتأخذ رؤيتي صورتها الدعوية بمقولة: "تحابّوا.. إن الحب يبهجكم.. وبهجة الحب تنيركم".

إنني أعتقد أن الإنسان العربي خاصة، والإنسان في كل مكان عامة، يعاني من داء الانغلاق على قديم يحكم حياته: انغلاق فكري وانغلاق نفسي، يصد الإنسان ببعديه الفردي والاجتماعي، عن إطلاق أشرعته في أفق الروح..

ومن يطلق أشرعته في أفق الروح المفتوح بطبيعته، يكون قد امتلك إرادة الحرية الجميلة.. هذه الإرادة تـُترجَم شعوريا في: بهجة الحب؛ الحب للحياة والحب للآخر، والتحرر بهذا الحب من الجمود الشعوري، ومن الجمود العقلي أيضا..

الحرية الجميلة هي التي تحررنا من جمودنا..

انتقلت من مرحلة الإيمان التقليدي بالدين الإسلامي، إلى مرحلة الإيمان الفلسفي بإله، لا تتفق فكرتي عنه اتفاقا حرفيا مع الفكر الذي يصنع إيمان عامة المسلمين.

وفي الإطار المعرفي الفلسفي، تقدمت من إيماني بفلسفة واحدية تؤمن بأن الوجود واحد متعدد، وكانت تتخذ من الحب مبدءا مركزيا؛ إلى إيماني بفلسفة "النوارانية" التي لا تتنافى مع "واحديتي" ولكنها تعمقها.

ونظريتي التي تصوغ دعوتي، تدين في جانب منها، إلى التربية الأسرية التي تلقيتها، والتي تكونت من عناصر الحب للناس، حبا عميقا وبريئا، ومن أخلاق متسامحة وشجاعة، ومن الصدق والترفع والكرم.

كانت أمي ودودة محبة للمساكين وللناس أجمعين، وتقدم لمعارفها خدمة علاجية روحية، بسيطة، ولكنها زرعت في نفسي مشاعر تفاعلت مع عوامل تكويني المتعددة. أنا أدين للحب الذي زرعته أمي في نفسي، والذي يمنحني مبدأ العلاج الذي أقوم به لطالبي مساعدتي من المرضى النفسيين والنفس/ جسديين. ويسعفني هذا المبدأ في حياتي العامة وفي تقديم الإرشاد الروحي أيضا، ووفقا لأفكاري التي تحملها دعوتي. لقد تعلمت في مدرسة أمي أساس فلسفتي في الحب وبهجته..

ويعود إلى أصغر أبنائي الفضل في تنبيهي إلى القيمة المعرفية والعلاجية الكبرى للابتهاج البريء. كان شغفه باللهو البريء المبتهج، بالنسبة لي، درسا هاما من دروس الحكمة. وبلورت استفادتي من هذا الدرس، ومن مجمل خبراتي المعرفية والعملية، في المبدأ العلاجي المركزي في دعوتي: "بهجة الحب جوهرة الحكمة وسيدة الدواء"..

ودفعتني خبراتي المعرفية والعملية إلى تطوير مفهومي عن الله؛ فوصفته بأنه "الحرية المبتهجة بنورانيتها". ويشكل هذا المفهوم الفلسفي، أفقا مطلقا لنظريتي التي تتبناها دعوتي.

وأنا من شعب فلسطين، الذي عانى ولا يزال من حروب متواصلة، أفقدته حقه المشروع في الحرية والأمن والرخاء، وأطاحت بمبدئيّ العدل والسلام من حياته. انتمائي لهذا الشعب، دفعني ومن داخلي، إلى بناء رؤية تبحث عن خلاص أخلاقي من مشكلتي الفردية والعامة، وتنبثق من الإيمان بإله، قلت عنه إن "الحرية مادته".

وخلال هجرة عائلتي من مدينتي التي ولدت فيها، وهي يافا، إلى غزة، عام 1947، هروبا من الحرب التي دارت بين العرب واليهود، حينذاك، والتي كانت ملتهبة من حولي، ضللت عن أهلي نهارا كاملا، وكنت حينها في الثالثة من عمري؛ هذا التجربة من الرعب، لعبت دورا هاما في بناء شخصيتي التي أنتجت، (كرد فعل عكسي عقلاني مستنير لا عدواني) نظريتي في الحب النوراني: وهي نظرية في الحياة ترفض فلسفة الموت التي تحملها الحروب. أن نظريتي دعوة إلى الحياة المتحررة من الخوف ومن العدوانية.

دعوتي هي دعوة للحرية التي تصنعها المبادئ المعرفية الأخلاقية السامية، الفردية والعامة.

وقد كشفت لي تجربتي المعرفية الواسعة والجسورة، أن الأمة (العربية والإسلامية) التي أنتمي إليها، تحتاج إلى ثورة روحية، تنقذها من حالة التخلف الحضاري الذي يعيق تقدمها ومواكبتها للعصر الراهن. وفي تقديري، فإن التخلف الحضاري العربي يعود إلى الانغلاق الفكري وإلى فساد فردي وعام، سياسي واجتماعي واقتصادي. هذه الأمراض المعرفية الأخلاقية تحتاج إلى دواء مصنوع من مادة "العقل المحب". وأزعم أن دعوتي تقدم، أو تساهم في تقديم هذا الدواء. والفضل في توصلي إلى أهمية هذا الدواء، يعود إلى الحالة المعرفية الأخلاقية الفردية والعامة، السلبية، التي تعيشها أمتي.

تؤمن دعوتي بالله الذي هو إرادة الروح التي تصنع الجمال.. وهو الجمال الذي يترجمه سلوكنا بالحب المبتهج الذي يعيدنا إلى أصلنا النوراني..

وتؤمن دعوتي بأن علاج الانغلاق والجمود الذي يعاني منه مجتمعنا والإنسانية كافة، ممكن بالتحرر الفكري والوجداني وبامتلاك إرادة الروح التي تمنحنا قوة الانطلاق، والتي تمنحنا أداة التصالح بين كياننا الفردي وإرادة الخلق التي تتكون من بهجة الحب، وتنشد بهجة الحب.

بهجة الحب خير أو هي – في رؤيتي- الخير كله.. في الخير صلاحنا.. ولن يكون خير هنا وهناك، والآن وفي كل آن قادم، ما لم يقم الحب والعدل والكرامة والسلام والنماء والحرية والبهجة المستنيرة بالله المبتهج بحريته النورانية..

إنني لا أزعم أن نظريتي الدعوية قد بلغت الكمال.. لكنني أحسبها منهجا يضيء الطريق.. إنها منهج مفتوح كما انفتاح النور ومطلقتيه..

وتشدد رؤيتي على أن الامتلاء بالحب النوراني المبتهج، شرط ضروري لممارسة العلاج لمشكلات الإنسان النفسية والروحية، الذي من المناسب أن أسميه "العلاج النوراني" والذي يستهدف علاج الفرد من مشكلاته وأمراضه النفسية الفردية والاجتماعية كما يستهدف علاج المجتمع الإنساني من الفساد الأخلاقي ومن الانغلاق الفكري ومن تاريخية الغاب التي لا تزال تتحكم في سلوك الإنسان الشخصي والعام..

أمدتني "النورانية" بقوة روحية نصرتني في مواجهة أصعب المواقف التي ساقني الشر إليها أمام عدوانية ظلوم وقمعية.. أمرت نفسي حينها بالابتهاج، واستغرقت في "صلاة نورانية" ابتهلت فيها للنور المطلق (=الله: الرب النور) أن لا يخذلني.. لم يخذلني النور الذي داخلي ومن حولي، الذي هو مادة الوجود وقوته الفعلية.. وأدهشني أن الموقف كله قد انتهى إلى علاجي من مرض جسمي غامض كنت أستشعر الخطر منه.. وفي تجربة أخرى أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي الجهول الظلوم العاتي، وفي عمق الثلث الأخير من الليل، ولمدة ثلاث ساعات أمام دبابات رشقت نيرانها الكثيفة من حولي ومعي نساء وأطفال ورجال كثيرون، "كانت بهجة الحب النوراني" قوة روحية جعلت مني الأقوى والأبهى والأجمل..

البهجة في دعوتي هي شوق الوجود الطبيعي.. هي: "غاية كل وجود" وهي: "أصل الأصول وغاية الغايات"..

ولا بهجة بلا حرية.. والحرية نور أو هي: النور..

والفرد وجود حقيقي يقع داخل وجود أكبر هو: "التفوق الطليق.. هو الذي يخلقنا.. هو مادتنا".. التفوق الطليق هو الله؛ و"هو الروح التي تمنحنا القوة لنواجه ظلامية العدمية"..النورانية دعوى إلى "الإيمان بالوجود الذي هو التفوق الطليق: الذي يوجد داخلنا ويوجد في حولنا؛ الذي يوحد داخلنا بما حولنا: وحدة لا تلغي وجودنا الفردي، ولكن: وحدة تحرر هذا الوجود الفردي من ظلامية محدوديته"..

والنورانية في دعوتي، رؤية فلسفية تؤسس لنهضة جديدة للروح الإنسانية، الذي لا يمتلكها الإنسان إلا إذا امتلك إرادة التجدد، وممارسة هذه الإرادة. الانغلاق هو المرض الفتّاك بالإنسان (والحياة عامة) فردا وجماعة. والحب هو إرادة الحياة المنفتحة بالنور على النور؛ الحب هو دواء الداء.. والنورانية منهج مؤسس على احترام الحقائق التي تعلن عن نفسها في النور.. وهي "دعوة للتحرر من كل إرادة عمياء (تعمد إلى أن) تسلب (من) الإنسان (ومن كل حيّ) حقه في الحرية المبتهجة بنورانيتها".

والحرية في اعتبار النورانية التي أدين بها هي: "حق الحقوق على الإطلاق". ولهذه الحرية عمق إلهي؛ فالله في مفهومي هو "الحرية المبتهجة بنورانيتها" و "الحرية مادة الله"..

"بهجة الحب هي حريتنا" و"حريتنا المبتهجة هي نورانيتنا"..

"الحرية هي الصلاة المفتوحة بين حرية الإنسان وحرية الله"..

الحرية تحرر الإنسان من مفهوم العبودية التي تكرست في الثقافة الإنسانية التي جعلت من الله كيانا مخيفا..

النورانية طريق الله الإنساني إلى الله المتفوق الطليق: "بالحرية المبتهجة بنورانيتها نسلك طريق الله الذي هو الحرية المبتهجة بنورانيتها"..

النورانية هي "دعوة الخير في مواجهة طغيان الجهل والشر".. وبطغيان الجهل والشر يطغى العمى؛ فتفقد الحياة معناها..

"الحرية المبتهجة بنورانيتها هي المعنى الأصيل للحياة"..

و"جهنم" هي "الحياة المخالفة للمعنى الأصيل للحياة"..

و "الجنة" هي "الحرية المبتهجة بنورانيتها التي يخلقها الوعي المبتهج بالحب"..

فإذا ابتهجنا بالحب نستنر

"فإذا أفقتَِ من سباتكَِ فاطلقي/أطلق في نور الصبح ساعديكَِ وجذعكَِ وساقيكَِ في حرية البراءة البكر.. وليبتسم عقل قلبكَِ فيبتسم دمكَِ وعيناكَِ ويداكَِ ورجلاكَِ ووعيكَِ وكلـُّـكَِ.. فتكون البهجة".. و"نتحرر من "جمود الكراهية الجاهلة"..

إن مَن ت/ يقبل على الحياة ببهجة.. تقبل عليه الحياة ببهجة..

وببهجة الحب النوراني نتحلى بالجمال الأخلاقي ويكون عملنا مثمرا.. وتطمئن النفوس ونلبس أناقة الروح ونفعل الخير ويضيء النور داخلنا وما حولنا.. وبالهواء الورديّ العطر الصافي تمتلئ قلوبنا (عقولنا) بالتفاؤل والعزيمة الناشطة المبدعة لجمال أعمق وأوسع..

"فهاتن وهاتوا.. يا بنات وأبناء أمهاتي.. ببهجة الحب ننطلق؛ فنبني لنا.. لنا كلنا.. الوطن الأجمل.. وفي النور يكون العالم أجمل"..

بهجة الحب هي "أصفى الخير وأكبره؛ وهي معناه، وأوله بلا أول عليه.. وآخره بلا آخر فوقه"..

"وزغردنَ زغردوا.. إن مجد الإنسان قام"..



********



* انجازات حسن النوراني الكاملة على الرابط التالي:


* للاتصال والمراسلة:

الدكتور حسن النوراني - جوال 9412414 59 00972

بريد إليكتروني:

[email protected], [email protected]

عنوان الموقع : Alnorani

‏‏حسن - نسخة (2).jpg
أعلى