محمد زادة

أراكِ كبيرة عليّ وأنا كنتُ في السابق أكبر مما أنا عليه الآن كنتُ أطول بكثير أعيش على مقربة من النجوم كنتُ أقوى أسرع أقسى وهذا الحزن لم يكن مختلّاً هكذا كما اليوم سعداء كبرنا والوقت خارج كلِّ حساباتنا نعيش على ساعة واحدة لكل البيت وحين نخرج نتركها تدور وحدها على الجدار كأن ما تعدّه...
القاتل يزور الصين ليس متلثِّماً بينما أنا أختبئ من أعين شرطة الضرائب لا أملك تصريح عمل لكنني أعمل مثل دابة وفي آخر كلِّ شهرٍ أتوجّه إلى الويسترن يونيون وأقول لطفلتي نحن هنا بخير الشرطة تطرق بابي لم أدفع مخالفة السير هناك أمران لا يجوزان معاً أن تقود العربة وأنت تستمع لأخبار...
لا علاقة لي بهذا العالم لا بِماضيهِ السيّئ ولا بِمستقبلهِ المتخيّل لا علاقة لي بما قد ينجم عن اصطدام كوكبين لا علاقة لي بحياتي ولا بكِ يا همرين لماذا لا تضعين يدكِ على رأسي كي أعود أصغر منكِ ولو لبضعة دقائق أخبّئُ وجهي خلف فستانكِ وأستريح في طفولتي الآن أنا بأمسِّ الحاجة لأمٍ...
الكرد يحبون الشمس يعتقدون بأنهم من سلالتها الشمس جدّة الكردي وفي روايةٍ أُخرى مسقط رأسه الشمس مُلْكُهُ الذي لن يحاربه أحدٌ عليه أو يطرده منها الشمس شجرة العائلة ووطنهم المفقود في الصباح يستيقظون معها يشعرون بالدفء وهم يتأمّلونها فوق الجبل يبتسمون لها وهم في طريقهم لحقول القمح وكروم الزيتون...
التي كانت توّصي الجيران إطعام قطّتنا في غيابِنا وتترك لهم على الطاولة ورقةً ليتقّيّدوا بأوقات الوجبات وفي أسفل الورقة تكتب بخطٍ عريض ولونٍ فاقع هناك هامستر في القفص قد يكون مختبئاّ تحت القش لا تنسوه فهو صغير جدآ ولا صوت له التي كانت بهذه الرقّة حين تركتني لم تقل لأحد لم توصي الجيران بأن هناك...
أخفيتً عليكِ أنني عشتُ طويلآ بلا عينين وحصلتُ مؤخّرآ على عينا مقاتلٍ أصابوه رفاقه في ظهره لهذا لم استطع النظر في عينيكِ … سمعت ان امراة تزرع الفراشات على الشرفة تعلّمتُ منها كيف تتكاثر الفراشات سمعت ان رجلا يسقي فرحه برسائلكِ القصيرة وسمعت ان رسّامآ اراد ان يرسمك وانت واقفة...
تبّا لصور بروفايلكِ خدعتنا كلّنا جميلة لدرجة أنّّ جمالكِ لا يتّسع في الصور جميلة أكثر من أميرات القصور في أوجِ سُلطتِها أكثر من قريتي في الربيع أكثر من عيشانة علي وأكثر من عارضات الأزياء وأكثر من أنجيلينا جولي في فلم جون وجين سميث أكثر .. أكثر أكثر من طاووس أبيض بعينين زرقاوين جميلة جميلة...
في حلب من بين أصابع أمي كنتُ أرى الطائرات البعيدة وأحلم بالسفر في مدريد كنتُ أتمدد على عشب الساحات ومن فوق رؤوس التماثيل الضخمة كنتُ أرى الخطوط البيضاء التي تخلّفها الطائرات في السماء وأحلم بالسفر في سويسرا فوق مرتفعات الجبال كنت على مقربة من السماء أرى الطائرات بوضوح وأحلم بالسفر في المانيا...
أنت ايضآ كنت تتأخر كنت تسافر وكنت أسأل أمي عنك جواب أمي لم يتغيّر طلية سنوات ظلّ تقليديآ ( والدك يسافر لأجلنا ) حتى أنني لم أعد أسألها متى سيعود أبي لذلك عليك أن تعذرني أنا أيضآ سافرت لأجلكم حدث هذا بعد موتك بعامين وظلّت أمّي تسألني متى تعود يا أبني ظلّ تقليديآ سؤالها وكنتُ أجيبها لقد سافرتُ...
سترحلين ومن حزني سأظلُّ واقفآ لأيام دون أن أفكّر بالتعب أو أعرف شيئاً عن الأيام سأنسى مواعيدي موعد العاشرة والثانية عشرة وموعد الثالثة الذي أجّلتُهُ ستَّ مرات سأنسى الباب مفتوحاً سأنسى إذا ما تركتُهُ مفتوحاً سأنسى المكواة على القميص الأبيض سأنسى إذا ما كان عندي مكواة سأنسى الشموع في...
/ جبل / ... الناس لا ترى من جمالكِ سوى الثلث أمّا الثلثين الآخرين فهما تحت الجلد . ... / سفينة / مثل السفن تمضين ببطئ اراكِ واقفة لكنكِ تبتعدين البحار تخدع الابصار في المسافات و رويدآ رويدآ تتحولين إلى نقطة في بحر . / سفر / لم نسافر معآ لكنني حلمتُ بأننا في جزيرة ما كنتُ اراقب العالم...
لو أنّكِ الآن هنا لقدّمت لكِ القهوة في تسعة فناجين ولَكَسرتها فنجانآ فنجانآ بعد شفتيكِ لأعترفتُ لكِ كم طريقةً ابتكرتُ في صنع قهوتكِ كم من الوقت استغرقتُ لاستطيع ان اضعها امامكِ في ثلاث دقائق وثانيتين ولقلتُ لكِ كم آيةً قرأتُ عليها كم دعاءً نفختُ فيها وكم مرة رأيتني احاول القفز من فقاعات الماء...
سترحلين يومآ اعرف هذا اعيشه كل ليلة فما من امراة بقيت في السابق وما من امراة تركت طباع الغزالة وصارت شجرة في عائلتي لا احد يحب الفؤوس كنّا ندلل اشجارنا فوقع الغرباء في حبها لكننا لم نبكي نحن لا نبكي على النساء وآخر مرة بكيت فيها كانت يوم ولادتي ولا اعرف لماذا بكيت سترحلين ولا دموع ستسقط عليكِ...
١_ / على الطرف الآخر من الرصيف/ ....... على الرصيف الأول الشمس مشرقة البلابل تُغرّد والزنابق في أوج تفتّحها .. على الرصيف الثاني قمرٌ خافت نعيق البوم والشموع تتأرجح .. انت على رصيف وانا على رصيف وما بيننا يقف العالم كله . ......... ٢_ / ادمان العينين / الوطن صار خلفي وانا امضي في الطريق الوطن...
(لا تدخل الخمسين وحدك ) غادر منزلك بهدوء أنزع أسمك من على الجرس أتركه فارغآ كالحياة في داخله لا تخف من ضيف مباغت سيتصل بك يسألك عن أسمك قف أمام أي بيت يسكنه عدة أشخاص قف بثقة ظهرك للباب يدك على مقبضه وكأنك تسحبه تأمل المارة لثوان وأمضي وكأنك تسكن هنا مع كل هؤلاء لا تدخل الخمسين هكذا بيدين...

هذا الملف

نصوص
19
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى