سناء الداوود

متى ستهرمُ الطرقات؟ متى ستفقد ذاكرتها؟ كل أعباء الأرض تشدّك نحو السقوط، و أنت أيها القلب تستفيق من غيبوبتك و تحلم بابتسامة صادقة! ألا تر تلك الأحلام الثكلى تحتضن رأسها بين ذراعيها وتمشي.. برؤية ضبابية.. و مصير لا يفقه إلا الحزن ! متى سيأتي الشتاء؟ ربما أسند رأسي على ثيابي السميكة، أنا فقط...
بعد حين، تهترئ الأقمشة المبرقشة و يمزّق الزمن رقة الحرير.. * لم ينفع الحب في تلوين جدران السجن. كان قبواً داخل زنزانة، داخل أسوار مازالت شاهقة، متينة العمران، فهي من صُنع المبجلين.. * نحن الفقراء ، عورة الحياة. إن ضحكنا،تعجبوا.. إن صمتنا نبذوا.. و إن تكلّمنا انتقدوا.. حتى قلوبنا، إن ضحكت، إن...
هذا الصقيع الصباحي.. مريض نفسي بداء الثرثرة يجتر أحزانه وخيباته كل فجر.. فكيف لي أن استذكر وجهك، على وجوه تلاميذ المدرسة المحمرّة أنوفهم،و المرتجفة شفاههم.. كيف تعبر الأصقاع الباردة آتيا إليّ حريقاً في الدم..؟؟ من غير العدل أن أبحث عن تفسير مئة سؤال و أحجية عن وجودك.. بينما يلسع البرد وجنتي...
مرة في عيد ميلاد ما.. لم أستطع أن أهديك شجرة! لكنني صليّت لميلادك الجديد. أذبتُ شمعة حمراء على يدي، ثم أرسلتها لك ، في صورة. أحرقتُ يدي هباء، حتى في بهاء نورها عادت إليّ رماداً. اليوم، انفرطت دمعة غريبة، تريد أن تقول : ميلاداً مجيداً.. انظر ل وجهك. جسد بلا يدين،أنا.. في بلاد الصقيع، قطعوا كل...
قطعني الوقت، يا أمي، قطعاً صغيرة و رماني على البيادر، ولن تجمعني بعد الآن يديكِ. لم ألحق إلا بقبلة على جبينك البارد، و لمسة أخيرة ل خدك .. في آخرطريق وعرة قطعناها معاً، أمسكت كتفكِ.. من منا كانت تساند الأخرى؟؟ مع أنهم قالوا حينها: أن الحياة تسكنني.. و أن الموت سرقك . كيف سأدخل بيتك يا أمي؟...
ختمَت شفاهكَ شفاهي بالشمع البنفسجي.. و رقد جسدي في تابوت فرعوني لن يمسّه سواك.. في عالم مُنتظَر، سيأتي. أنا التي لم تؤمن يوماً بلعبة عضّ الأصابع .. حتى وإن تسرب الماء من بينها.. فهو لم يخلق ل يُكبّل بأصفاد القلب.. أضمّ درب قبلاتك بذراعي،تحيّة فرعونية و أسلّم نفسي ل نيل الأيام.. أدندن تهويدة...
على خُطى جدتي.. حينما كانت ترجمني بالحصى فلا أرد تشدّني من ساعدي.. و أنا نصف مهرولة خلفها، لتصل إلى أمي ،و تصرخ بوجهها : أمسكي ابنتك (الجنيّة) ، تسلّقت لأعلى غصن في شجرة التين، نزلت وداست كل مازرعت.. أُمسك أنا.. بذراع ضحتك (الشيطانة)، اليوم.. لا أرجمها ولا أسبّها.. فقط أنظرُ إليها بدهشة...
أفتح عينيي؛ أحاول النهوض، بيدي الضعيفتين أرفع أكبر صخرة؛ كان أبي قد اختارها لي، وركنها على عجل فوق قبري! أزيحها بهدوء حتى لا أزعج الجيران .. أنفض بعض التراب العالق؛ أتنفس بعمق نسمة ندية غدت تصير أكثر جفافا”؛ وأنطلق للرقص على حواف القبر وفي طرقات الحياة. أشعر بالإرهاق وأطبق أجفاني؛ يتردد صدى...
نَهِبُ أيامنا للانتظار.. والأرض لا تشبع من موتانا.. والجشع يتمدد ك وباء... كيف نكون رياحاً بلمسة صريحة؟؟ كيف نكون فجراً لا يفوّت أوانه؟؟ كيف نكون أيدٍ ممدودة باتساع الكون. و نحن نهاب الفرح.. و نخشى على أصابعنا من البتر كلما اشرنا نحو شهب الأمنيات ...!! * أنا عالقة هناك على حدودك.. خائفة ك طفلة...
لم أعد أرى التفاصيل الصغيرة.. و لا أنوي استبدال نظارتي. بريّة وجهك أحفظها عن ظهر قلب، فأنا طفلة ريفية، كنتُ أغمضُ عينيّ وأسير على حواف السواقي.. أقفز ببراعة أرنب على صخور شاطئ البحيرة .... و أنقّب التراب عن قباب الفطر.. أرى أكثر العروق غضاضة و خضرة ثم أجمعها لأمي... أمي التي كانت تخجل من كثرة...
يدي غيمة لم تُخلق للمطر. و كلما نزفت وتخطت قدرها؛ تُقطع.. أسير بإيدٍ مقطّعة.. وساعدين عاريين إلا من دعاء أمي؛ أعدّ أيامي حتى تنموان من جديد.. لأُعيد الكرّة . .... قلبي واحة.. خُلق للانسانية في صحراء الحروب لم يُخلق لنفسه؛ و لا حتى لحبيب.. قلبي العاشق لعيون الشهداء ؛ لم يعد يجرؤ على النظر بعيون...
أمامك الليل بطوله ؛ لتفك شيفرة صمتي.. لكن الفجر ذاته عاجز عن تفسير لغة الدمع... ولغة الحب. انظر لنجمة الصبح.. و اغرق بعشق لمعانها؛ وتذكر صوتي مع موّالها.. مهما بدت مُحِبّة؛لن يجرؤ أحد على إجبارك أن تحبها.. (الحب كالدين لا إكراه فيه) هكذا تقول الحكايا... و أنا لا أعتب على الحب! نعم ،أعتب على...
سلبتني كل أغنياتي .. كل نظراتكَ الحبيباتِ! تعبت. تركتُ لك َ كل التفاصيل المشبوهة؛ واخترتُ اليتمَ و العقم. وأجهل أيّهما أكثر إيلاماً. لطالما كنتَ طفلي،ابني شاباً ورجلاً. مراتٍ قليلاتٍ شعرت أنني طفلتكَ سرقتَ مني أمان لحظاتٍ نادرة.. وكنتُ مراراً؛ قد عشتُ اليتم.. قد أبدو إمرأة مملّة؛ لكنني (أنا)؛...
تمزّق توقظني أشلائي بأنينها لكنني رأيته الليلة، في حلمين متتالين.. الأول حزين و التالي سمعته يناديني باسمي ، مشينا معاً،نتلمس آثار كتابات على الجدران رغم شجرة الوجع الباسقة بيننا فقدت الكلمات توازنها.. كل المفردات تدوس قلبي وتمرّ غير مبالية بأجزائه المستأصلة؛ الحب يدوس ويمر الصدق، الصداقة.. و...
يميل ُ القلب مع انحناءات فرشاة الأيام تدنوأصابعه برقة طفل.. على شَعره.. توزع البياض، قبلات تمسك بأيدي بعضها البعض.. كالثريا.. (أنا البعيدة في قبّة السماء مهما سحرته نجوم لامعة، متشبثة ب بُعدها الأسمى.... طفلة، عيناها مسافرتان نحو السماء، تعدّ النجوم بحرص الخوف من أساطير الثآليل في يديها... تحفظ...

هذا الملف

نصوص
57
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى