رغد أحمد

لا تصدق امرأة تنحت العدم بأصابعها الطويلة حين تقول لك إنها بخير و أنت تخرج من هذا العالم لا تنس أن تأخذ ذخيرتك من العتمة و أنت تتألم بصمت لا تنس أن تشتم العالم بكلمات لا تعنيها و أنت تراقص امرأة أصابعها من قصب أصبحت نايا حزينا لا تنس أن تبتكر ممحاة تمسح بها المسافة التي تفصلك عن العالم و أنت ترد...
ها هو الحرف يتفجر يصرخ بكل ما يسكنه من ليل معتم تنتابه رغبة جامحة بالضياع يخلع ضحكاته المبتورة يخلع ندوبه الكثيرة فارغا من كل شيء يرتدي صوتك يتمرد في غيابك على الأنهار التي ضيعت طريقها و بفصاحة الماء يسقي ورد المسافات بيني و بينك يقول الليل سأكون ظلك سأكون فيك الشعر و الحب و لأني بلا أقدام و...
ليل يمارس يوجا كتم الأنفاس في أكوام الورق كلما سقط بعد كل خطوة يزداد مهابة وزنه المتناقص يختلط مع الحبر الأن يمكنني أن أكتب عن الأبتسامات المقشرة عن ثقب قديم بالقلب أو ربما عن السراديب المظلمة آسفة سأكتب عن الحرب و كيف تلملم الأكفان حول صدور الأطفال المتشبثين بأكمام الحياة سأكتب عن نساء تؤلمهن...
بفراغ فزاع الطيور يتحسس أنصافه قدماه الحافيتان لا تشعران بحرارة الشمس ضوء خافت يترنح بالغرفة كائنات رديئة تتسلل إلى ركبتيه أطفال من ورق هنا و هناك ضحكات مختبئة في الخزانة على بعض سنتيمترات صوت عصافير مضجر و حزين كلب يتعكز على كتف ظله هو لا يتذكر أنه جائع و ممتلئ بالخوف يعقد وجهه في كف الريح...
لأنك ممتلئ بالحكايات لن تقرأ هذا النص المتوهج بالصمت و لأن روحك أعمق من البحر المغادر تنزع الصلصال من على شفاه الجرح يقول الليل السماء تفتقد لبسمة من رحلوا لن تسمع صوت الماء لن تهتز السنابل مع رغبة الصراخ إنها العاشرة بعد منتصف العتمة الحزن يمشي صامتا في الممرات الشاردة يسأل الوقت عن عاداته...
لأنني لست حزينة سأكتب عن روح تنام في شارع يسألني أحدهم أأنت امرأة حزينة؟ لا أنا امرأة تكتب شعرا حزينا بفتنة من قطعوا أصابعهم أنا امرأة لا تدرك مفهوم الزمن و المسافة ربما أفكاري مضطربة كغيمة شريدة أو ربما لغتي ككوة باردة كئيبة أو ربما حروفي بحر متلاطم هائج خصلات شعر طائرة قبلات حارقة غرور و...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى