أتذكر أن الوقت كان أواخر الشتاء، ولكن الشمس يومها كانت ساطعة، حين توقفت السيارة الصغيرة البيضاء على شاطئ البحر. قالت أمي، وهي تطفئ المحرك: - احذروا أن تبللوا ملابسكم. اندفعنا باتجاه البحر، نرتجف شوقاً إليه، شريف ورفيق وياسر وأنا، شمّرتُ أطراف البنطلون، وكذلك فعل الآخرون. خلعنا أحذيتنا، وركضنا نحو الماء، ونحن نحجل على الحصى الصغير المتناثر على رمل أبيض. لسعت برودة الماء باطن قدمي، واخترقتْ جلدي، قشعريرة فرح، فتوغلتُ في الماء، غير آبه بالبلل، والماء ينقّع البنطلون حتى فخذي. فجأة، لطم خدّي...