مصطفى الحناني

كأسي أنا النار وكأسك أنت الجلنار كأس تحرق شراييني وكأس ، تشير إلى تبرعم ياسمين نهديك واللهفة في حضنك ترديني قتيلاً أنا الرضيع المنسي في ضوء أباجورة عبرت إليك في زحمة طريق طريق يتمفصل فيها الترف بسيل الضرورة و بين الخطوط ، كان وجهي يتدحرج كقارورة في وادٍ بعيد بسرعة البرق أصبح رأسي جسرا معلقا بين...
القصيدة و الجعة : صديقتان تتجاذبان أطراف الحديث من أكمامه الأولى ، إن سكرت ..! توهجت واحمرّت خدودها والثانية ، إن أوشكت على الانتهاء ..! فاضت مقلها دمعا واشتهاء القصيدة والكأس يجمعهما النور في جيب معطفي الشعراء يقولون : لا يمكن الجمع بين عاشقتين تحت سقف واحد أجيب : يمكن أن تكتب أجمل قصيدة داخل...
سأعطل كل الساعات بدءا من بيغ - بن Big-Ben وصولا ، لساعة التزيين بساحة الحمام في مدينة وجدة المغربية الساعة المعطلة منذ نشأتها الأولى لن أغادر تحت أي ظرف زمني قبل ، أن يعيد الوقت أدراجه وراء ولن ، أدع أحدا يمشي في تشييعي سأرفع الأرض عن الخطى وأحيّد الجاذبية بمقصّ حلاق غنم أن تغيب ،،! يعني ، أن...
أن ترى أن تترقب وأن تتعلم أساليب الكتابة... قد لا تفيدك السرعة في بعض المواقف.. قد تحتاج للهدوء والإنتظار قد تحتاج صبر العوانس.. اترك شجاعتك تذوب في مكان آخر وابحث عن متشرد يقاسمك لحظات ضحك مزعج.. أما رداءة الجو فقد صاحبتها منذ صغرك دون أن يتغير أي شيء .. وجبات الحياة ما زالت على حالها...
أيتها المسافرة بين سكة قطار العودة وعناد الوقت قبل أن تهيئي حقيبة الحنين في دمي لا تنسي تذكرة العودة في قطار سريع قبل أن ينام الشوق في القبائل الراحلة خذي معك جريد نخلتي الضاربة في القدم اطوها كما كانت تطوي الأمهات في الخيام رُبّ التمور في زير المؤونة قبل أن ينقضي العام الذي جئتني فيه هاكي ...
الأنثى التي تروض فيالق الغيم في صدرها وتدلل الماء في مقلتيها لا تعرف طريقا للإرتواء الأنثى التي تسحب الأنهار من ذيلها كما يسحب جزار عجلا من تحت أثداء أمه كانت تعرف ما الذي تحدثه مدية حادة برقصات دماء ساخنة لرعشة قتل مريح الأنثى التي تهتز جذوع النخيل بين أصابعها نبت الجماخ في جوفها وسعف كثير بشكل...
جاثم هذا الحب على صدري كنسر أفريقي إن جاع ولم يجد طعاما أكل أولاده .. نسرٌ يحرس فضاء قممه وفي منقاره رأس بومة أوراسية بلفتة واحدة يسيطر على الوضع كله... ............. في بداية الأسر شعرت بتكاثف الرمل في صدري كأن القوافل التي لا تزال فيه راحلة طوت أغراضها تحت إبط حوافرها ومضت تقصد الشام وشامة في...
أحمل هيكلي العظمي فوق كتفي وأمضي مع الموتى لا أبالي بالحفر الفارغة في المقبرة ولا بالحجر الذي يتقافز على عمودي الفقري في المقبرة يجتمع الموتى فيما بينهم كل ليلة وفي يد كل واحد منهم ألبوم صور خاص به وانا لا صورة لي غير وجه ملؤه العدم لم أبك يوما منذ ولدت من جرح ولم أتقمص في حياتي بطل رواية...
فصل شتاء هذا العام لن يأتي والأرض بدأت تتبخر كغيمة كل صباح كامرأة حبلى في شهرها السابع بالوهم كمخروط مارد عجيب يحفر بفكه الحاد صخرة السماء الزرقاء ولا يشبع ........ جلباب أبي لا تزال تحرسه فأرة كبيرة داخل صندوق أمي الخشبي الصندوق الباهت الذي نسيناه في بيتنا القديم الفأرة كانت تعشق رائحة أبي لذلك...
يتنزه مزاجي العاجي كصقر مكسور الأجنحة يأخذ أمتعته القديمة من ريش ناعمات الحمام تأسره فكرة غريبة تقول له تارة : ارحل وتارة اخرى تقول : عد ويعود به الشرود لنقطة البداية كعداء انطلق قبل الجميع قبل صافرة البداية إلى القمم البعيدة آخذ قلبي في رحلة كما يأخذ البحار سفينته والبحر يقضم قوارب الهاربين من...
الأغنية التي تمشي مع الهتاف ترى الناس من ثقب الحناجر ولا يراها أحدٌ من الناس ها هنا تمشي فينا الشوارع حبلى بالأمنيات والحرائق الأضواء كانت تمشي كذلك معنا خفاقة كالقلوب الوجيعة حين تمطر عيون المظلومين ملح الله تصب الأكف معاول حرث والأخاديد حقولا والأذرع تهزُّ أذرعها تشق طرقات عصيبة تسير الأقدام...
الحب الهارب الآن يختبئ في مكان ما كما تختبئ القنافذ من البرد في ليالي الشتاء القارسة الغابة أيضا لا أحد فيها من العائلة ولا غيوم في السماء الآفلة من المغارات البعيدة نزل الفراغ يحتسي نخب حضوره الآمن في الحقول ترتجف صغار الكروم وعلى الأرض صمتت الخطى بشكل مهول : ” أنا هنا موجودة…” تقول بومة رعديدة...
هناك في البعيد رأيت الريح تمسك عقارب الوقت رأيت الوقت يكتب بحبر الغبار يكتب ويمحو رسالة استعطاف على جدار مهمل كلما اقترب الغيم منه انحنى الجدار المائل على ظهر الحصى رأيته بكامل ملامحه البنية يحبو يعرق يلهث يستريح يستغيث ويعبر متعسرا في الضيق كما يعبر خيطٌ ثقب إبرة أيها الخياط لا تقطع الخيط...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى