عبدالله حسين

الرمال التي لا ترسمُ على ظهرها أقدام المارة لا تنتمي للشواطئ ولا تعرف وجهة السفن. موبوؤون قبل ان تأتي الجائحة وللكمامات بقية. كل الذين دنو مني في حالة السكون صاروا ريشاً مع أول هبة ريح. اريدُ أن أدسَ رأسي في الماء لإهرب لبرهةٍمن هذا الضجيج. اريدُ أن اهمسَ لنفسي بنفسي خوفاً ان تتلقفها إذن...
الطائرات الورقية التي أطلقها الأطفال عادت إليهم محملة بالقنابل وفجرت احلامهم أسراب السنونو التي عبرت البحار عادت خائبة بلا مأوى القصائد التي أطلقها الشعراء من اعالي أرواحهم صار لها أجنحة ورفرفت في السماء الحروب التي خاضها الجنود صارت اوسمة معلقة على صدور الجبناء البحر الذي نذر نفسهُ للسفن ِ...
بارع ٌ جداً في صدِ ضربات الدهر ِ المباشرة وغير المباشرة كما أن لديَّ أسنان لابأس بها لمضغ الهموم الطرية والنيئة منها ولديِّ يدان ِ اضعهما على راسي بعد كل صفعة ٍ وعينان ٍ واسعتان ِ تنظران ِ إلى الله! كما اني بارع ٌ جدًا في التسديد نحو الهدف الوهمي ولا اعرف طريق شباك ِ الحظ جيداً.. وكلما رميت ُ...
لدينا الكثير من الملل ِ ووقت ٌ زائدٌ عن الحاجة ِ وفرصة سانحة لعّد ِ الندوب َ التي خلفتها السنين وتلمس ُ تجاعيد َ العمر الذي مرَ مسرعاً كشهب ٍ ساقط ٍ من السماء ِ لدينا الكثير من الجدران التي تحمل صَور الموتى ! ولدينا كثير من القلق والخوف الخوف الذي يجلس القرفصاء ويستمع للأخبار العاجلة! عبدالله...
أقف ُ على عتبة ِ الدار ِ انظر ُ امامي يميناً شمالاً لا احد يومئ الي َّ امشي في الشارع ِ لا احد يومئ اليّ؟ اسير ُفي طريق ٍ زراعي لااحد يومئ الي ّ؟ اصعدُ على تلٍ بالجوار ِ لا احد يومئ اليَّ؟ ارتدي نظارتي الطبية واحدق ملياًِ لا احد يومئ الي َّ؟ اعود الى منزلي مجدداً واقف على عتبة الدار انظر امامي...
لدينا الكثير من الملل ِ ووقت ٌ زائدٌ عن الحاجة ِ وفرصة سانحة لعّد ِ الندوب َ التي خلفتها السنين وتلمس ُ تجاعيد َ العمر الذي مرَ مسرعاً كشهب ٍ ساقط ٍ من السماء ِ لدينا الكثير من الجدران التي تحمل صَور الموتى ! ولدينا كثير من القلق والخوف الخوف الذي يجلس القرفصاء ويستمع للأخبار العاجلة! *** الوقت...
يقول ُ قارب ُ متهالك أمكث ُعند َالضفة ِ قرابة ست وأربعين َ خيبة؛ تمر ُ الأسماك ُ من أمامي وأنا أنظر ُوأقشرُ بجلدي جلدي الذي نمت عليه الحشائش وسارت عليه الضفادع أمكث هنا وأنتظر صيادا يرتق لي ثقوب ظهري..! ........... لا قدرة لي على الاختباء؛ جسدي بدين ٌجدا ً ولا أتقن هذه اللعبة منذ ُ الصغر ...
أيها النهر! تعال بزورقي الورقي الذي رميته على ظهرك عند الغروب لازلت احلم بموجة تقل امنياتي العالقة ابحث عن فراشة الطفولة تأخذني كل صباح لقلب المزارع عن ظل يوقظني من غفوتي ولا يرحل ! ........... لو ان المطر َ ينزل قبل أوانه ويرسم ُ الفقاعات على اسطح البرك لو ان نسائم َ الشتاء تهب من بعيد وتطرق...
آخر الليل قدماي ثقيلتان ِ راسي كمعبدٍ مهجور تتطاير منه الخفافيش! ترافقني السير اعمدة الانارة القديمة تصغي لاحاديثي غيمة وحيدة اتنشق ُ رائحة التبغ الخارج ُ من افواه الاراكيل واتحسس ُ تجاعيد الجدران يحدق اليَّ بعينيه ِ الجاحظتين ِ كلب المحلة العجوز وانا اتأمل وجه المدينة ِ الشاحب َوكومة الغبار...
خَربةٌ هي مُدننا تعج ُ بالاتربة ِ مزدحمة ٌ بالسراق ِ والخونة لا أشجار لا عصافير! اكلوا لحمها نخروا عظمها كما يفعل التيزاب بالأشياء اللا بلاستيكية! تتسع شوارعها ليلاً لتضيق الارصفة على ساكنيها الجياع صباحاً رأيت ُ مدينة ً ترفع يديها إلى الله كل مغيب شمس تذرف الدم بدلا من الدموع َوتصرخ صراخ...
أحاول ُ أن اكتب َ نصاً طويلاً يصلُ بي إلى الله ِ لاحدثه ُ عن المجازر ِ التي تحدث ُ وعن سفك ِ الدماء عن السكاكين التي تطعن ُ خاصرة َ الوطن ِ وعن دموع الامهات ِ عن دجلة ونوارسها التي لاتنام اكتب ُ نصاً طويلاً بطول حزن ُ المدن ِ اكتب ُ نصاً له اجنحة كلما مرت ْ رصاصة ٌ طار مذعوراً إلى الله! اكتب ُ...
مات الذي كان يحرس ُ القرية كان يعد ُ النخيل َ نخلة نخلة يتفقد الأبقار من اصواتهن ويغني للسواقي في الليالي المقمرة! ينثر البذار للحمائم عند البزوغ! ويوقظ الأطفال للذهاب للمدارس ِ يلوح بيديه الطويلتين للذاهبين والعائدين من وسط المدينة. نديم الفراشات والعصافير قد مات؟ وماتت معه الضحكات القصص...
أتعجب ُكيف لهذه الجسور صارَ لها لساناً وكيف نمت أجنحة للمساطب ِ رفرفت ْ وطارت كلما رأت منتفضا ً مُتعب ْ! وكيف لهذه الحناجر تصدح صباحا ومساءا دون ان تُبح كيف لهذه الجموع الحاشدة رافعة رؤسها لايخيفها ازيز الرصاص حتى فِرشاة الرسامون صارت تتراقص على أنغام الهتافات وهي ترسمُ مشهداً يحدث ُ هنا ومشهد ٌ...
كل شيء يمر ُ على عُجالة ٍ الصباح لا يمكث ُ طويلاً يركض ُمسرعا كسباقي البريد يضع ُ الرسالة في يد النهار ويمضي! الغيوم ُ مثلاً تجرُ بعضها البعض وتمضي الساعات تجري والايام تجري والشهور والسنين ومثلهم الحياة تجري دون هوادة؛ الباعة يمرون على عَجل ٍ والسيارات تمرُ على عجل ٍ اللحظات الجميلة ُ هي كذلك...
كل هذا الضجيج من زحام السيارات وأصوات المارة واجدني اغوص في بئر من الصمت! لا يقصدني احد لارشده على بناية أو شارع ما! كل شيء من حولي لايُثير دهشتي. حتى ذاك العصفور الذي يعانق العصفورة يعانقها بغية الدفء لا أكثر! ياالله كم بارد الطقس ُمن تحتك لامعطف جديد لا مدفئة ! اسلي نفسي بمواويل خافته وبقايا...

هذا الملف

نصوص
31
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى